شهدت مدينة العاشر من رمضان، حالة من الاستياء بعد انتشار البلاعات المكشوفة فى كل مكان والتى باتت تحصد أرواح الأطفال الأبرياء، عقب حادثة راح ضحيتها طفل عمره 3 سنوات، وقام والده بدفن الطفل دون تحرير محضر أو الحصول على إذن من النيابة لدفنه، وتعرض للتحقيق بمقر نيابة العاشر.
واستدعت النيابة ولى الأمر للتحقيق معه لقيامه بالدفن دون إذن، كما وجهت التهمة لجهاز مدينة العاشر بالإهمال.
بدأت القصة أول أيام العيد وتكتم الجميع عليها حين اصطحبت أم أصغر أطفالها ذو الثلاث سنوات فى يدها، متجهة نحو بائع الفول لجلب السحور، فإذا بطفلها يفلت من يديها ليجرى أمامها، وفى أقل من برهة يختفى طفلها وتسمع الأم صراخه وتتجه نحو الصوت، وفى اللحظة التى تكتشف فيها الأم سقوط ابنها فى بلاعة تصمت صرخات الطفل، فقد فارق الحياة غرقا.
المشهد ليس جزء من فيلم سينمائى، وإنما مشهد حقيقى بكل تفاصيله، عاصرته أم الطفل "كريم على محمد سعيد"، حين لقى طفلها ذو الثلاث سنوات مصرعه بسقوطه فى بالوعة صرف صحى دون غطاء فى الحى 12 بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية .
تجمع سكان الحى، يحاولون استخراج الطفل، لكن عمق البالوعة يزيد عن 10 أو 12 مترا تنتهى بمياه صرف، ولصغر عمر الطفل وابتلاعه المياة فارق الحياة ، لكن أسرة الطفل لم تصدق وهرولت به إلى المستشفى الأقرب لها، وكانت الصدمة أن طبيب الطوارىء أخبرهم أن الطفل فارق الحياة نتيجة لامتلاء رئته بمياه الصرف.
وقتها انتقل أحد أعضاء مجلس أمناء مدينة العاشر من رمضان، إلى والد الطفل لمساعدته فى مصيبته التى أفسدت فرحة العيد عليه وعلى أسرته، وفوجىء الأهالى بجهاز العاشرمن رمضان يقوم بإصلاح البلاعة وإغلاقها بالأسمنت، فى حين تركوا باقى البلاعات مكشوفة.
أخذ الأب جثة ابنه وذهب بها الى إمام المسجد ليغسلها ويكفنها، واصطحبه إلى بلدته الفيوم، ليدفنه فى مقابر الأسرة، الأب عاد إلى العاشر مقرعمله وقرر أن يفضح كل متواطىء فى ترك البلاعات مفتوحة دون غطاء، التى باتت تشكل شبحا يخطف الأطفال فى عز النهار.
سكان الحى الـ12، تضامنوا مع والد الطفل، وفتحوا ملف حوادث الأطفال جراء انتشار البلاعات غير المغطاة، وانتشار الكلاب الضالة وسط انعدام خدمات الإنارة للأعمدة، متسائلين :"هل يتم تسليم الأراضى البيوت للسكان دون الانتهاء من كافة الخدمات الحيوية للمنطقة وسكانها" .
وأوضح الأهالى، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن البلاعات المفتوحة هى الأكثر خطرا، فمنهم من يتم إنقاذه ومنهم من ينجو بعد السقوط، قائلين " الكلاب والبلاعات شبح يخطف أطفالنا"، مطالبين جهاز العاشر من رمضان بضرورة التدخل الفورى، ومتابعة "مقاولين الباطن" الذين يأخذون أعمال الصرف فى الأحياء، فهم يبنون البلاعة ويتركونها بلا غطاء أو حتى لافته تحذير للمواطنين.
"اليوم السابع" تجول داخل مدينة العاشرمن رمضان ولم يكن صعبا التقاط صورا فى كثير من أحياء المدينة بدءا من المجاورة الأولى وصولا للحى الـ15، ففى كل حى بلاعة أو اثنين أو ربما أكثر. هناك بلاعات بالقرب من ممرات العمارات السكنية، وأخرى بالقرب من مدارس وثالثة بالقرب من نوادى، لكنها جميعا تشترك فى صفة واحدة "خطورة ترك بلاعات مفتوحة تحصد أرواح أبرياء"، التى هى مسئولية كافة الأجهزة التنفيذية فى مدينة العاشر من رمضان .
احد بلاعات المجاورة ال3 بالمنطقة السكنية بلا غطاء
اطفال الحى ال12 بابنى بيتك بجوار البلاعة التى ابتلعت صديقهم
البلاعات المكشوفة تنتشر فى العاشر
البلاعة التى ابتعلت كريم من يد امه
البلاعة التى سقط فيها كريم بعد قيام جهاز العاشر باغلاقها والاسمنت طرى
بلاعة المجاورة الثانية مع اننخفاض الاضاءه خطر داهم
قلة الاضاءة وانطفاء انوار الاعمدة بالقرب من البلاعة التى خطفت كريم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة