سلوى روضة شقير(Saloua Raouda Choucair)، واحدة من أهم الفنانات العرب فى القرن الأخير، لها إسهامات عديدة فى الفن التشكيلى، وكان لديها أسلوبها الخاص ما بين "التجريدية، الحداثة، الهندسية، التشكيلية الجديدة، العربية ـ الإسلامية"، وكانت محل اهتمام وتقدير العديد من نقاد الفن التشكيلى فى العالم.
Saloua Raouda Choucair
واحتفل، اليوم، محرك البحث الشهير "جوجل" بالذكرى الـ102، على ميلاد الفنانة التشكيلية والنحاتة اللبنانية سلوى روضة شقير، المولودة فى بيروت فى 24 يونيو عام 1916، والتى رحلت بعد حياة طويلة مليئة بالفن والمشاركات الفنية المميزة فى 27 يناير عام 2017، عن عمر ناهز 101 عام.
بداية فنية مبكرة لـ سلوى روضة شقير
وعلى الرغم من البدايات الفنية المبكرة فى حياة سلوى روضة شقير ورغم الاعتراف المبكر بموهبتها الفنية، من قبل أساتذة بارعين، امتنعت سلوى روضة شقير عن ممارسة الفن بصورة احترافية حتى الثلاثينات من عمرها، وبحسب ما يذكره موقع "موسوعة متحف للفن الحديث والعالم العربى" فى السيرة الذاتية للفنانة الراحلة، إنه ربما يرتبط تحفظها الطويل هذا بإصرارها لاحقاً على إدخال الفن إلى الأماكن العامة والحياة المنزلية، بعد فترة من التدريس فى كركوك، والتجوال فى الإسكندرية والقاهرة، عملت شقير سنة 1944 أمينة مكتبة فى الجامعة الأميركية فى بيروت.
سلوى روضة شقير
ولأنها كانت مميزة حتى فى حسها، فمنذ بداياتها كنت تؤمن بأن الفن وسيلة لتقييم وارتقاء الشعوب، وقيل إنها صممت فى النهاية على ممارسة الفن بصورة محترفة لدحض مزاعم التفوق الثقافى الغربى التى كان يروجها أساتذة الأدب والفلسفة فى الجامعة الأميركية فى بيروت.
معارض فنية وعزلة اختيارية لـ سلوى روضة شقير
وكما امتنعت عن بيع لوحاتها فى بداية مشوارها، امتنعت "سلوى روضة شقير" عن إقامة المعارض العامة لأعمالها لفترات طويلة من الزمن، لكن على الرغم من ذلك فهى لم تعش فى عزلة، ومع التزامها المتواصل فى إدخال الفن فى حياة الناس اليومية، كان أول عمل تشغله بعد عودتها من باريس هو التصميم فى وكالة للتنمية "النقطة أربعة"، وبحسب ما يذكره الموقع عن مشاركات الفنانة فى المعارض الفنية العربية والعالمية، فأنها فيظهر امتناعها الطويل عن المشاركات فى المعارض لفترات طويلة الأولى كانت 10 سنوات كاملة ما بين عامى 1952 و1962، وعادت بعد ذلك لكن مشاركتها كانت يتخللها غياب ما بين ثلاث و5 أعوام، وكانت من الفترات الطويلة أيضا خلال عامى 2001 إلى 2008، لكنها منذ ذلك التاريخ شارك بشكل شبه سنوى حتى عام 2015 وفى عامها التاسع والتسعون.
تمثال خشبي من أعمال الفنانة
تزوجت سلوى روضة شقير، من الصحفى يوسف شقير، وأنجبت منه سنة 1957 ابنتها هلا، أثّرت الحرب اللبنانية (1975 ـ 1992) على أعمالها بسبب منع نصب المنحوتات فى الأماكن العامة، وتدمير إحدى منحوتاتها الضخمة سنة 1983، لكن ذلك لم يشغلها بشكل مباشر، تناولت المواضيع السياسية من خلال الحقوق المدنية، التى تعنى بالنسبة لها الجماليات التى تخطّ معالم بيئة تتعزز فيها العلاقات بين الأشخاص، والعلاقات الدولية، وأيضاً الكونية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة