طيلة 28 عامًا انتظر المصريون صعود منتخبهم إلى كأس العالم، وفى كل مرة يفشلون يلقون اللوم على أسباب، ثم يحدث فشل آخر فيبحثون عن عوامل أخرى إلى أن تحقق الحلم فى النهاية فى عام 2018 لكنه تحول إلى كابوس بعد هزيمتين متتاليتين على يد أوروجواى وروسيا، ليدرك الجميع أنه فى ظل الجرى وراء طيف الصعود للمونديال نسوا أزمات مزمنة تعانى منها الكرة المصرية بدون محاولة للتدخل فى حلها.
متى نتخلص من ذل مجدى عبد الغنى؟.. هل نستطيع إحراز أهداف أخرى فى كأس العالم؟.. نريد الصعود فقط إلى كأس العالم فقط لاغير.. كلها أمنيات للجماهير المصرية رددها جيل تلو الآخر وقد تحققت صعدنا وأحرز محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزى هدف أخر فى المونديال.. والسؤال هنا هل ما تحقق أرضى طموحات الجمهور المصرى؟.. الإجابة لا !.. فقد سادت حالة من الحزن عقب وادع الفراعنة المحفل العالمى خالين الوفاض.. الكل تمنى الصعود إلى دور الـ16 ومنافسة الفرق العالمية مثلما كان يفعل الكاميرون ونيجيريا ومنتخبات عربية كالجزائر والمغرب فى نسخ سابقة من المونديال لكن هذا لم يحدث.
الجرى وراء الحلم
وسط اللهث وراء حلم المونديال نسى المسئولون فى الكرة المصرية معالجة أزمات باتت مع مرور السنوات مزمنة وأصبح لها من الصعب حلها فى وقت قصير.. الكل تعامل مع الخسائر سواء فى تصفيات كأس العالم أو فى نهائيات الأمم الأفريقية بالقطعة كما يقال فى الأوساط الكروية، وذلك عبر إقالة جهاز فنى فى أوقات أو حتى حل مجلس إدارة اتحاد الكرة فى أخرى لكن هذا لم يكن يومًا حل لأى شيء.
يسخر المشجعون الشباب من جملة "خلونا نتكلم كفنيين" رغم أنها فى الحقيقة فاللجوء إلى أصحاب الفنيات الرفيعة والأسلوب العلمى دومًا المخرج لأى أزمة لكن هذا لم يحدث أبدًا، والدليل يمكن إيجاده بسهولة وسط منتخبات الشباب والناشئين صاحبة الفشل المتتالى بالسنوات الأخيرة فقد توج الفراعنة ببطولة أمم أفريقيا للشباب أخر مرة عام 2013، وللعلم فقد فشل منتخب الشباب الحالى فى بلوغ نهائيات النسخة القادمة من البطولة!.
أزمات مزمنة
الآن وبعد فك العقدة والتخلص من نحس المونديال مثلما كان يقال لسنوات أن يبدأ المسئولون فى البحث عن علاج للأزمات الفنية للكرة المصرية مثل عدم وجود رؤوس حربة مميزين، هل يعقل أن يذهب منتخب بحجم مصر إلى المونديال برأس حربة وحيدة ليس له بديل ولا يلوح فى الأفق مهاجم آخر شاب تعول عليه الآمال فى المستقبل؟، والحال نفسه بالنسبة لظهرى المنتخب فعندما تنظر إليهما تجد أحمد فتحى فى الجهة اليمنى رغم الإشادة بأدائه العالى وتاريخه المشرفه لكنه رغم ذلك لا يجيد النزعة الهجومية مثلما يجب أن تكون، والعكس صحيح بالنسبة محمد عبد الشافى ظهير أيسر المنتخب يجيد الجانب الهجومى لكن يوجد لديه الكثير من الثغرات فى الجانب الدفاعى، والآن فى ظل تقدم الثنائى فى السن وتخطيهما حاجز الثلاثين، هل يمكن البحث عن ظهراء أجناب عصريين يجيدون الجوانب الهجومية والدفاعية مثلما ينبغى أن تسير الأمور!.
"كل كرة عرضية على المنتخب الوطنى هى هدف محتمل".. تلك حقيقة واضحة لا تقبل التشكيك فقد أثبتت السنوات المتتالية والبطولات المختلفة أن هذه الأزمة الفنية باتت مزمنة وتحتاج إلى البحث عن حل من الجذور عبر تدريب الناشئين الصغار عليها، فلا يعقل أن تستمر تلك الآفة ملازمة للكرة المصرية طوال عقود من الزمن دون البحث عن حل لها خصوصا أن تسبب فى هزائم قاسية فى بعض الأوقات وآخرها مثلما حدث فى مباراة الأوروجواى فى كأس العالم، وبعد أداء رجولى طوال 90 دقيقة انهار الحلم بسبب كرة عرضية!.
وبعد تسجيل الأهداف فى مرمى مصر من الكرات العرضية، تأتى أزمة أخرى متمثلة فى الانهيار النفسى للاعبين وعدم القدرة على العودة للمباراة مجددًا ومحاولة القتال من أجل التعادل، وقد ظهرت تلك المشكلة واضحة فى نهائى أمم أفريقيا الماضية بين مصر والكاميرون والتى خسرها الفراعنة أمام الأسود بنتيجة 2/1، وكذلك الحال فى مباراة روسيا الماضية بكأس العالم فقد انهار المنتخب نفسيًا عبر تسجيل أحمد فتحى هدفا فى مرماه بالشوط الثانى، لينجح الروس فى الإجهاز على اللقاء بإحراز الهدفين الثانى والثالث ومن ثم الفوز باللقاء.
وبما أن طيف الصعود للمونديال انتهى وباتت الصورة واضحة بعد الصعود إلى كأس العالم والخروج من الدور، ينبغى البحث عن حلول للأزمات المزمنة التى تعانى منه الكرة المصرية خلال الفترة القادمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة