بينما كان مستشار البيت الأبيض ستيفن ميلر يتناول العشاء داخل مطعم مكسيكى فى مدينة شاو بولاية مسيسيبى فوجئ بأحد زبائن المطعم يتهمه بالفاشية ويشير نحوه، ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست فإن ميلر لم يرد واكتفى بالابتعاد صامتًا.
جاء هذا المشهد بعد أيام من إعلان الحكومة الأمريكية تطبيق سياسة عدم التهاون مع المهاجرين وفصل أكثر من 2300 طفل وقاصر عن ذويهم خلال 5 أسابيع بعدما حاولوا دخول الولايات المتحدة الأمريكية عبر الحدود الجنوبية، ولم يكن هذا المشهد هو رد الفعل الوحيد للمواطنين الأمريكيين تجاه ميلر الذى يعتبرونه المتهم الأول وراء سياسات الهجرة المثيرة للجدل داخل إدارة ترامب، لا سيما بعد أن وصف قرار فصل العائلات بأنه "كان قرارًا بسيطًا".
وفى اليوم نفسه نشر مستخدمون على تويتر رقم هاتف ميلر، وطلبوا من المواطنين أن يخبرونه برأيهم فى القرار برسالة نصية أو مكالمة، كما نشر بعضهم صورًا للرسائل القصيرة التى أرسلوها له، كما أرسل له بعضهم تسجيلاً صوتيًا للبكاء العنيف لبعض الأطفال الذين تم فصلهم عن ذويهم على الحدود، وهو التسجيل الذى نشره موقع "بروبابليكا" الاستقصائى.
المواطنون الأمريكيون أرسلوا رسائل نصية احتجاجية لميلر
ورغم توقيع ترامب مرسومًا تنفيذيًا يوصى بعدم فصل أطفال المهاجرين عن أسرهم أثناء احتجازهم على الحدود الأمريكية مساء الأربعاء الماضى، إلا أن الغضب الشعبى تجاه ميلر لم يهدأ، وظهرت أصوات تطالب بإقالته لمسؤوليته عن هذه الفوضى التى سببتها سياسة فصل الأطفال عن ذويهم.
جانب من الرسائل
ويوصف ستيفن ميلر ـ 32 عامًا ـ بأنه "مهندس سياسات الهجرة" فى إدارة ترامب، وهو ناشط سياسى يمينى محافظ يشغل حاليًا منصب كبير مستشارى الرئيس الأمريكى للشؤون السياسية، وهو أيضًا المسؤول عن كتابة خطابات ترامب، وهو من أبرز مؤيدى الأمر الرئاسى التنفيذى بمنع دخول مواطنى 7 دول ذات أغلبية مسلمة للولايات المتحدة الأمريكية.
علاقته بترامب من الحملة الانتخابية إلى البيت الأبيض
رغم النفوذ الكبير لستيفن فى إدارة ترامب وتأثيره القوى عليه، إلا أن علاقته به لم تبدأ إلا فى العام 2016 حين انضم إلى حملته الانتخابية فى يناير كمستشار سياسى، ونجح فى تقوية نفوذه داخل الحملة خلال شهور قليلة حتى أشرف على كتابة عدد من خطاباته خلال الحملة الانتخابية الرئاسية وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست"، كان أبرزها خطاب ترامب فى المؤتمر الوطنى الجمهورى.
.jpg "ستيفن ميلر خلال حملة ترامب الانتخابية")
ستيفن ميلر خلال حملة ترامب الانتخابية
وعمل ميلر مع ستيف بانون مساعد ترامب وكبير مستشاريه الاستراتجيين السابق على سن سياسات تقييد الهجرة وتقييد السفر والهجرة لأمريكا وتعليق برنامج قبول اللاجئين فى الولايات المتحدة الأمريكية إلى أجل غير مسمى.
ونجح ميلر فى الحفاظ على مكانته فى البيت الأبيض خلال السنة الأولى من حكم ترامب وقالت شبكة "سى إن إن" إنه رغم هذه السنة المضطربة لإدارة ترامب والتى شهدت تغييرات وصلت لمستوى تاريخى بين الموظفين، ظل ميلر ثابتًا فى منصبه حتى بعد انقلاب ترامب على مستشاره بانون.
ويرجع المحللون هذه المكانة المميزة لميلر فى إدارة ترامب إلى أنه دائمًا ما يظهر له الولاء الشديد ويعمل لساعات طويلة فى أيام العمل وحتى فى العطلات ولا يحظى بأى مساحة للحياة الاجتماعية.
حفيد المهاجر اليهودى يعادى المهاجرين
الموقف المتشدد لميلر تجاه المهاجرين يتناقض مع تاريخه العائلى فكان جده لأمه مهاجرًا يهوديًا انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى بداية القرن التاسع عشر هربًا من المذابح اليهودية فى الإمبراطورية الروسية.
.jpg "ستيفن ميلر (4)")
ستيفن ميلر
وحسب شبكة "سى إن إن" فإن موقفه المتشدد من المهاجرين بدأ مبكرًا، تحديدًا من المرحلة الثانوية حيث كتب فى سن 16 عامًا مقالاً فى افتتاحية مجلة المدرسة يلقى فيه اللوم على مديرى المدرسة بنشر وتعزيز التعددية الثقافية والسماح بإعادة إذاعة الإعلانات المدرسية الصباحية فى المدرسة باللغة الإسبانية.
مسيرته المهنية قبل ترامب
وحصل ميلر على البكالوريوس فى العلوم السياسية من جامعة ديوك، وكان له نشاطًا سياسيًا طلابيًا خلال فترة الدراسة جعله من الأسماء البارزة والمثيرة للجدل أيضًا بالجامعة. وبعد التخرج فى الكلية عمل سكريتيرًا صحفيًا لعضو الكونجرس الجمهورى ميشيل باخمان والمدعى العام المستقيل جيف سيشنز. وفى 2009 ترقى إلى منصب مدير الاتصالات وكان مسؤولاً عن كتابة العديد من الخطب التى قدماها فى مجلس الشيوخ وعمل ميلر كذلك فى حملة "بيت ديف" الناجحة التى أقيمت فى عام 2014 ، والتى أطاحت بزعيم الأغلبية الجمهورية إريك كانتور.
