كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن القادة العسكريين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أنهم لو اضطروا للخوض فى صراع مع روسيا، فإن الجيش الأمريكى، الأقوى فى العالم، قد يعلق فى اختناق مرورى. فيمكن أن تتعطل عربات "الهمفى" فى الطرق الضيقة أثناء سيرها شرقا عبر أوروبا، كما أن الدبابات الأمريكية يمكن أن تحطم الجسور الصدئة الضعيفة جدا التى لا تتحمل وزنها، ويمكن أن يتم إيقاف الجنود من القوات فى نقاط لمراجعة الجوازات، وأيضا من قبل شركات السكك الحديدية العنيدة.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأنه على الرغم من أن العديد من الحواجز ستراجع لو أن هناك إعلان للحرب، فإن الفترة الضبابية التى تسبق الاشتباك العسكرى ستمثل مشكلة كبيرة. فالناتو يملك فقط قوة هيكلية منتشرة فى الدول الأعضاء التى لديها حدود مع روسيا، وستكون قوات الدعم بحاجة إلى اجتياز مئات الأميال. ويمكن أن يتسبب التأخير، سواء بسبب البيروقراطية أو سوء التخطيط أو البنية التحتية المتعفنة، فى تمكين الروس من الاستيلاء على أراضى الناتو فى دول البلطيق بينما لا يزال مخططو الجيش الأمريكية يسعون لعبور ألمانيا وبولندا.
وفى مناورة واحدة على الأقل أجراها البيت الأبيض لتخيل للحرب الأوروبية مع روسيا، ساهمت العثرات اللوجستية فى خسارة الناتو.
وهذه الاحتمالية ملموسة على نحو خاص للقوات التى علقت أثناء محاولة الانتقال بين التدريبات فى أوروبا، مثل سرب الجيش الأمريكى الذى مكث أسبوعين العام الماضى لإعادة عرباته سترايكر المصفحة عبر القطار إلى ألمانيا من جورجيا. واستغرق الأمر أربعة أشهر ظلت فيها القوات فى ألمانيا بدون مركبات أو أسلحة، حسبما قال قائد السرب آدم لاكى.
ونقلت واشنطن بوست عن بن هودجيز، أرفع جنرال بالجيش الأمريكى فى أوروبا سابقا، قوله إن عليهم أن يتحركوا بنفس سرعة روسيا أو أسرع من أجل أن يكون رادعين بشكل فعال.
ومنذ تقاعده فى ديسمبر الماضى، كرس هودجيز نفسه لدق جرس الإنذار من خلال عمله فى مركز تحليل السياسة الأوروبية فى واشنطن، ونجح فى دفع قضايا حشد القوات على أجندة قمة الناتو المقررة فى بروكسل الشهر المقبل. وقال هودجيز إن الولايات المتحدة والناتو تحتاجان إلى قدرات جماعية كافية حتى لا تقوم روسيا بسوء تقدير مروع.
وأوضحت الصحيفة أن السبب وراء تأسيس الناتو هو الدفاع عن الدول الأعضاء ضد أى حرب محتملة مع روسيا. وقد مارست القوت الغربية بشكل منتظم صاع واسع النطاق، وكان الخط الأمامى بين ألمانيا الشرقية والغربية على بعد أميال فقط من انتشار أكثر من 200 ألف جندى أمريكى.
لكن عندما انهار الاتحاد السوفيتى فى عام 1991، تخلى المخططون الغربيون بسرور عن خططهم على أمل التعاون الجديد مع موسكو. ولسنوات بعد توسع الناتو عام 2004 إلى أرض كانت تابعة من قبل للاتحاد السوفيتى، لم يكن للحلف خطط لكيفية الدفاع عن أعضائه الجدد.
وكان استياء روسيا على شبه جزيرة القرم فى عام 2014 بمثابة هزة، وعاد المخططون الغربيون إلى خطط الحرب الباردة لكن عضلاتهم القتالية ضد روسيا ضمرت إلى المرحلة التى أصبحت معها بالكاد ما تنثنى، وقد تآكلت قدرتها على التحرك عبر أوروبا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة