فيديو وصور.. مواطن يحول منزله لقبلة سياحية بالفيوم

استطاع مجدى سيدهم، مهندس زراعة وكيماويات، أن يحول منزله الذى أٌقامه بقرية تونس على ضفاف بحيرة قارون بمحافظة الفيوم إلى أحد أكبر الفنادق البيئية بالمحافظة، وقبلة سياحية للأجانب والمصريين الذين يفضلون الإقامة بالفندق.

يقول مجدى سيدهم فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إنه محب للطبيعة والنباتات بحكم عمله كمهندس زراعى ومنذ سنوات تعرف على سيدة سويسرية تدعى إيفيلين أثناء عملها فى قرية أخميم بالصعيد حيث أن إيفيلين تهتم بالصناعة اليدوية وهى إحدى فنانات صناعة الخزف، وهو كان وقتها لديه جمعية مهتمة بشئون المرأة الطفل وأخبرته السيدة السويسرية عن مكان ساحر بمحافظة الفيوم وهى قرية تونس على ضفاف بحيرة قارون ودعته لزيارة منزلها بالقرية والمدرسة التى أقامتها لتعليم صناعة الخزف والفخار.

وبالفعل قمت بزيارتها وفوجئت أننى وسط طبيعة خلابة وبيئة خصبة للنباتات التى تحتاج إلى عناية خاصة، وبالفعل قمت بشراء قطعة أرض وقررت إقامة منزل لأسرتى ليكون استراحة لنا نبعد فيه عن صخب المدينة، وأقمت شقة لكل ابن من أبنائى وشقة لشقيق من إخوتى، ولكن بسفرهم للخارج فوجئت أننى وزوجتى فقط وباقى المنزل خاويا فبدأت بتأجير الفيلا الخاصة بى للأجانب كسكن فقط إلى أن جاء الفنان عبده جبير وأكد أن هناك احتفالية بها ضيوف يحتاجون إلى مكان للإقامة، وتم تحويل المنزل إلى مكان للإقامة لعمل معسكرات شبابية ثم تقابلت مع رئيسة بعثة الآثار الألمانية فى مصر، وقالت لى إنها ستقوم بعمل مؤتمر وستستضيف 22 خبيرا أثريا وتحتاج أن يقيموا عندى، ففكرت قليلا وقلت لها 22 ممكن ننيمهم "لكن هياكلوا إزاى؟ "ووجدت أن هناك مطعما فى تونس وقولت له هل تقدر على عمل وجبات لـ22 مقيما لعدة أيام قال نعم، ولكن لا أستطيع خدمتهم وتقديم الطعام فقلت لزوجتى: "ها نشمر ونعمل احنا المهمة دى" فوافقت وكانت البداية.

وأصبح لدى فندق صديق للبيئة ويعمل بالطاقة الشمسية ومصمم على نظام القباب والفندق تعمدت به طابع مميز ولا أهدف به للربح ابدا ولكنى أحاول به إحياء الثقافة وتنظيم المبادرات حيث أننى أقوم بعرض التجارب الناجحة للشباب وأستضيف أصحاب المشروعات الناجحة والحرف اليدوية ويتم تنظيم الندوات والمؤتمرات بعنوان "أنامل تصنع المستقبل" بالإضافة إلى التعاون الدائم مع الدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة فى مجال الندوات وحملات التوعية للسيدات.

ولفت مجدى سيدهم أن بدأ اتباع طريقة فى الاكتفاء الذاتى من الطعام المقدم فى الفندق فيتم زراعة الخضروات الطازجة مثل البامية والخيار والعنب وغيرها داخل الفندق بشكل آمن وبعيدا عن المبيدات السامة والضارة ويتم تقديمها للنزلاء بالفندق وهو ما يضمن لنا التخزين الأمن لهذه الخضروات التى لا تفسد سريعا وأنا اتعمد زراعة الأنواع التى أوشكت على الاختفاء من الزراعات المصرية مثل "عنب بز العنزة ونبات دقن الباشا" بالإضافة إلى عمل ندوات عن البيوجاز وأهميته فى القرى المحيطة بنا.

وطالب بعمل حديقة للنباتات الطبية والعطرية والأنواع النادرة من النباتات الأخرى بمحافظة الفيوم ليزورها طلاب المدارس ويتعرفون على هذه الأنواع النادرة التى تتميز بها المحافظة من مختلف النباتات، لافتا إلى أن المحافظة بها منطقة مثل وادى الحيتان عمرها 40 مليون سنة تستحق الاهتمام بكل التفاصيل حتى أنواع النباتات النادرة.

ولفت سيدهم إلى أن الإقامة بالفندق تناسب "الجيب المصرى المتوسط" والمواطن الذى لا يستطيع الذهاب للساحل الشمالى وانتقد ما يحدث من قبل المسؤلين فى تحصيل مبالغ كبيرة لتقنين الأراضى وطالب بتقدير المبالغ بشىء من الرحمة ووضع فى الاعتبار أن هذا المواطن عمر هذه الأرض التى كانت صحراء وعانينا كثيرا والمكان لم يكن به خدمات.

وطالب سيدهم بتعميم تجربة قرية تونس التى تحولت بسبب حرفة يدوية وهى صناعة الفخار إلى قرية منتجة يقصدها الزوار من مختلف دول العالم.

وانتقد سيدهم عدم قيام مجلس مدينة يوسف الصديق باستغلال المنزل الذى قام بإهدائه لهم ليكون منطقة إرشاد سياحى بالقرية.