بدأت أسعار النفط العالمية بالانخفاض، مستجيبة لاتفاق منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك بقيادة المملكة العربية السعودية، وعدد من كبار المنتجين المستقلين من خارجها على رأسهم روسيا فى زيادة الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا لتعويض أى نقص فى الإمدادات العالمية من البترول، وسجل خام برنت خلال اليوم الأول للتعاملات بعد الاتفاق انخفضا وصل إلى 1.7% مسجلا 74.25 دولار للبرميل المقارنة مع الإغلاق السابق الذى سجلته فيه الأسعار نحو 75.55 دولار للبرميل.
واتفقت أوبك، بقيادة السعودية أكبر منتج فى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، يوم الجمعة على زيادة متوسطة فى إنتاج النفط اعتبارا من يوليو بعد دعوات من مستهلكين كبار إلى كبح زيادة تكاليف الوقود.
اتفاق أوبك يؤثر على الأسعار
ويأتى انخفاض أسعار خام القياس العالمى مزيج برنت فى وقت يضع متعاملون فى اعتبارهم زيادة متوقعة للإنتاج قدرها مليون برميل يوميا عقب اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) فى فيينا الأسبوع الماضى، وعلى الرغم من هذا يقول محللون أن من المرجح أن تظل أسواق النفط العالمية تتسم بشح نسبى هذا العام.
لكن هل ستواصل أسعار النفط تراجعها خلال الفترة المقبلة؟
بحسب الدكتور سليمان الخطاف، مدير مركز التميز البحثى للتكرير والبتروكيماويات فى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالمملكة العربية السعودية توقع أن أن تتراوح الأسعار بين 65 -70 دولار، وكتب فى تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعى أن ردة فعل الأسواق سريعة جدا، حيث بدأت الأسواق فى التفاعل مع قرار أوبك برفع إنتاجها النفطى.
الدكتور أنور أبوالعلا الخبير النفطى السعودى يقول إن انخفاض يطال الآن سعر برنت وهو ما سيؤدى إلى انخفاض ايرادات دول اوبك وعلى رأسها دول الخليج المملكة العربية السعودية المستعدة لتعويض نقص الإمدادات العالمية، بالإضافة إلى الامارات، والكويت، والعراق، بينما ارتفاع سعر بترول غرب تكساس يؤدى إلى زيادة أرباح منتجين البترول الصخرى الأمريكى.
مقدار التخفيضات فى الإنتاج
يصل مقدار التخفيضات فى إمدادات النفط إلى الأسواق العالمية نحو 2.8 مليون برميل يوميا فإلى جانب اتفاق خفض الإنتاج بين أوبك وشركاء غير أعضاء فى المنظمة بما فى ذلك روسيا منذ بداية يناير 2017 بواقع 1.8 مليون برميل يوميا لتقليص الإمدادات فى السوق ورفع الأسعار، فإن تعطيلات إنتاج غير متوقعة فى فنزويلا وليبيا وأنجولا وصلت بخفض الإمدادات إلى 2.8 مليون برميل يوميا فى الأشهر الأخيرة، وهو ما ساعد فى وصول سعر النفط إلى نحو 80 دولار للبرميل منتصف شهر مايو الماضى وهو أعلى سعر للنفط منذ منتصف عام 2014.
من يستطيع تعويض نقص الإمدادات؟
على رأس الدول التى بمقدورها زيادة الإنتاج النفطى لتعويض نقص الإمدادات فى الأسواق العالمية تأتى روسيا والسعودية، فقالت شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية يوم الاثنين أن لديها طاقة إنتاجية فائضة تبلغ مليونى برميل يوميا وبمقدورها تلبية الطلب الإضافى على النفط فى حالة حدوث أى تعطل فى الإمدادات.
وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذى لأرامكو السعودية فى نيودلهى أن أرامكو تنتج حاليا 10 ملايين برميل يوميا من النفط ولديها القدرة لإنتاج 12 مليون برميل يوميا.
هل ستعانى الأسواق من شح الوقود؟
بحسب ما قاله خالد الفالح وزير الطاقة السعودى فأن العالم قد يواجه نقصا فى المعروض يصل إلى 1.8 مليون برميل يوميا فى النصف الثانى من 2018 ويقول أن مسؤولية أوبك تحتم عليها معالجة مخاوف المستهلكين.
وقال ”نريد تحاشى النقص فى الإمدادات والمأزق الذى شهدناه فى 2007-2008“، مشيرا إلى الفترة التى صعدت فيها أسعار النفط إلى حوالى 150 دولارا للبرميل، ويرتكز اتفاق أوبك بضخ مزيد من الإمدادات على فكرة العودة إلى مستوى التزام كامل بالاتفاق القائم حاليا والذى يشمل تخفيضات فى الإنتاج. ويزيد مستوى الامتثال الحالى 40 إلى 50 % فوق المستهدف بسبب تعطل إنتاج فى فنزويلا وليبيا وأنجولا.
الطلب على النفط
رفعت وكالة الطاقة الدولية التى تتخذ من باريس مقرا توقعاتها للطلب العالمى على النفط فى 2018 إلى 99.3 مليون برميل يوميا من 97.8 مليون برميل يوميا فى 2017.
روسيا وأمريكا وأوبك ثلاثى إنتاج النفط
وتتصدر روسيا قائمة اكبر منتجى النفط العالميين حيث تضخ يوميا نحو 11.2 مليون برميل، ويصل إجمالى إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية من النفط الخام إلى 10.25 ملايين برميل يوميا، وهو ما يعد بذلك أعلى رقم قياسى على الإطلاق فى تاريخ الولايات المتحدة، ويعود الفضل فى ذلك إلى إنتاجها المتزايد من النفط الصخرى، وهو ما يضيعها فى المرتبة الثانية عالميا متفوقة على السعودية. التى يصل إنتاجها إلى نحو 9.92 ملايين برميل يوميا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة