افتتح اليوم الدكتور رفيق صالح مدير عام المركز العربى لدراسات المناطق الجافة والأراضى القاحلة "أكساد"، اجتماعات المجلس التنفيذي التابع لجامعة الدول العربية فى القاهرة، بحضور ومشاركة المهندس خالد الحنيفات وزير الزراعة الأردنى ووفد عربية من مصر والمغرب وتونس ولبنان وسوريا والكويت والصومال، الذى ناقش عدد من المذكرات منها مشروعات تطوير إنتاج النخيل بالمنطقة العربية وخارطة الاستثمار الزراعى فى السودان ودراسة التغيرات المناخية وتأثيرها على المواد المائية والأرضية بالمنطقة العربية ومشروع تسويق وتصنيع لحوم الإبل وتقديم الدعم الفنى لفلسطين.
وحذر المشاركون فى الاجتماع من مخاطر تأثير التغيرات المناخية على زيادة معدلات الفقر المائي بالمنطقة، بالإضافة إلى تأثيرها على الأمن المائى والغذائى، مشيرين إلى أن سوسة النخيل تشكل تهديدا خطيرا لخطة العرب فى النهوض بالصادرات العربية من التمور المطلوبة فى الأسواق الدولية.
وقال الدكتور رفيق صالح المدير العام "أكساد" ان خطة العمل العربية تستهدف تنفيذ مشروعات تكون نموذجية، تخدم القطاع الزراعي والمائي العربية في مواجهة مخاطر التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن أزمة العرب في أن حياتهم هي المؤتمرات بدلا من التنفيذ العملي لخدمة القطاع الزراعي وتطوير والتأقلم مع التغيرات المناخية، وهو ما يستوجب الإنخراط فى عقد ورش عمل تحقق الاستفادة للمجتمع الزراعى.
وشدد صالح فى كلمته خلال افتتاح أعمال المجلس التنفيذى اليوم الثلاثاء، على أهمية مواجهة محدودية الموارد المائية بالمنطقة بالتوسع في مشروعات حصاد الامطار لتلبية إحتياجات الزراعة في مختلف مناطق الزراعة العربية، خاصة فى الأردن ومصر مشيرا إلى أن الأردن لها تجارب مميزة فى الاستفادة من مواردها المائية لتطوير القطاع الزراعى بها.
ولفت مدير عام "أكساد"، إلى أن اجتماعات الجمعية العمومية للمركز والمقرر لها غدا الأربعاء بحضور وزراء الزراعة العرب ستبحث أوضاع الأمن الغذائى العربى فى ظل التحديات التى تواجه الأمة، مشيرا إلى أن أخطر هذه التحديات هى مخاطر الآثار السلبية للتغيرات المناخية على المنطقة فضلا عن تأثيرها على ارتفاع معدلات التصحر وانخفاض إنتاجية المحاصيل وارتفاع معدلات الملوحة.
من جانبه قال المهندس خالد الحنيفات وزير الزراعة الأردنى فى كلمته خلال الاجتماع، أن الأردن من أكثر الدول تعرضا لأزمة الفقر المائي الشديد، وهو ما أدى إلى ظهور تجارب ناجحة للاستفادة من كل قطرة مياه، لتحقق أهداف التنمية المستدامة وخاصة في القطاع الزراعي، مشيرا إلي أن بلاده تمكنت من تصدير 3.5 مليون طن من الخضروات والفواكه في العالم، مما جعلها نموذجا دوليا لكفاءة إستخدام الموارد المائية.
وطالب الوزير الأردنى، بخطة عمل عربية للنهوض بزراعة نخيل البلح، ووضع حلول تمكن المنطقة من مكافحة أخطر الآفات التي تهدد إنتاج التمور في المنطقة العربية، مشددا علي أهمية التنسيق بين الدول العربية لتبادل الخبرات اللازمة لمواجهة هذه التحديات.
وتدخل مدير عام "أكساد"، خلال استعراض الوزير الأردنى لأزمة النخيل في المنطقة العربية، مؤكدا انه يوجد تعاون عربي حول مكافحة سوسة النخيل ، خاصة إنه لا توجد دولة عربية خالية من سوسة النخيل، مشددا على ضرورة إقامة ورشة علمية متخصصة لمكافحة سوسة النخيل بمشاركة خبراء النخيل العرب لوضع حلول مناسبة للسيطرة على الآفات التى تهدد الإنتاج العربى من التمور لضمان النهوض بالصادرات العربية من هذه المحاصيل التى تحتاجها الأسواق الدولية.
من جانبه قال الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين ومدير مكتب "اكساد"، فى القاهرة، إن مصر بالتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والاراضي القاحلة تمكن من تحقيق عدة إنجازات للاستفادة من الموارد المائية في مجالات مكافحة التصحر وتنمية البيئة البدوية في منطقة الساحل الشمالي ومطروح، موضحا أن هذه المشروعات تمت بالتعاون بين "أكساد" والاتحاد الأوروبى والحكومة المصرية وأسفرت عن تطهير 800 بئرا من الآبار الرومانية.
وأضاف خليفة، ان مشروعات حصاد الأمطار تستهدف تحسين الأحوال المعيشية للمجتمعات البدوية فى محافظة مطروح مع تركيز خاص على الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية و المساهمة فى رفع مخزون المياه على الأسر البدوية وكذلك المساهمة فى تحسين سهولة الوصول للمياه لاستخدامها فى اغراض الزراعة وتربية الحيوان على مستوى الأسر البدوية والتى من شأنها زيادة دخل المربى أو المزارع بالإضافة إلى زيادة التوعية الصحية الخاصة بمياه الشرب من خلال حملات توعية صحية، التى تهدف إلى تحسين ظروف الصحة العامة لدى المجتمع البدوى خاصة الأطفال.
وأوضح نقيب الزراعيين ومدير مكتب "اكساد" فى القاهرة، إنه يجري حاليا تنفيذ برنامج مشترك مع الاتحاد الأوروبي للتنمية الريفية فى إطار مبادرة برنامج الجوار الأوروبى للزراعة والتنمية مع مصر، لحصاد مياه الامطار في محافظة مطروح للتنمية المستدامة يستهدف تحسين الاوضاع المعيشية والاقتصادية للبدو في المنطقة، بتمويل تصل قيمته قيمته 22 مليون يورو، ضمن 5 مشروعات للتنمية المستدامة بالمنطقة، ويتم بالتعاون مع وزارة الزراعة ممثلة في مركز بحوث الصحراء والمركز العربي للمناطق الجافة والاراضي القاحلة "أكساد" لإعادة تأهيل 1000 من الآبار الرومانية .
يأتي ذلك بينما قال الدكتور نعيم مصيلحي رئيس مركز بحوث الصحراء، ان التغيرات المناخية تشكل أحد أخطر التحديات التي تواجه الأمن المائي العربي وتتطلب برامج عاجلة وآخري طويلة المدي للتعامل مع الظاهرة للتأقلم مع الظواهر السلبية الناتجة عنها منها إستنباط أصناف من المحاصيل أكثر تحملا لإرتفاع درجات الحرارة والملوحة والجفاف.
وأضاف مصيلحي في كملته خلال إجتماعات المجلس التنفيذي لـ"أكساد"، ان هذه التحديات تتطلب التوجه نحو مشروعات حصاد الامطار، وإعادة تأهيل مناطق تجميع المياه والابار الجوفية في مناطق التساقط المطري، مشيرا إلي إنه يجري تنفيذ عدد من المشروعات لإعادة تأهيل الآبار الرومانية، في محافظة مطروح، فضلا عن إعادة تأهيل عدد من الوديان بمحافظة مطروح فى المنطقة الريفية الممتدة من فوكة شرقا إلى السلوم غربا، بحيث يتم إنشاء سدود وخزانات مياه بهذه الوديان لإعادة تأهيل التربة وحصاد كميات أكبر من مياه الأمطار لاستخدامها فى الزراعة تحت إشراف مركز بحوث الصحراء بوزارة الزراعة.
إجتماعات المجلس التنفيذي لـ أكساد
الوفد الصومالي في إجتماعات اكساد
الوفد المصري في إجتماعات اكساد سيد خليفة ونعيم مصيلحي ومحمود مدني
رفيق صالح مدير عام اكساد
رفيق صالح
رئيس الوفد الليبي في اكساد
رئيس مركز البحوث الزراعية خلال إجتماعات أكساد
وزير الزراعة الاردني