حلت العائلة المقدسة بعدد من الأماكن داخل مصر، أثناء هروبها من بطش الرومان والملك هيرودس بفلسطين، والذى كان يسعى لقتل السيد المسيح عيسى عليه السلام؛ .. هنا فى أسيوط استراحت السيدة مريم العذراء ويوسف النجار واحتمى المسيح بعدد من الأماكن ومنها كانت رحلة العودة كما جاء فى الإنجيل "من مصر دعوت ابنى".
وانطلقت رحلة عودة العائلة المقدسة إلى فلسطين من محافظة أسيوط؛ إذ انتهى مسئولو مطرانية الأقباط الكاثوليك بأسيوط، من أعمال تجديدات كنيسة العذراء سيدة الانتقال بدير درنكة، وتطوير المغارة التى احتمت بها العائلة المقدسة ومنها انطلقت رحلة العودة، فضلا عن عمل أول بانوراما كاملة للمحطات والأماكن التى مرت بها العائلة المقدسة بمصر ومدعمه بشرح للزوار والسياح للتعرف عليها، بالإضافة إلى وضع حجر لبيت السيدة مريم تم الاستعانة به من فلسطين.
"اليوم السابع" أجرى جولة داخل كنيسة العذراء سيدة الانتقال بدير درنكة، للتعرف عليها وذلك بعد مباركة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، لمسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، واعتمادها ضمن رحلات الحج المسيحى، ودعوة للحجاج الكاثوليك حول العالم، لأداء شعائرهم الدينية فى مصر.
وقال الراهب بولس رزق الفرنسيسكاني، مسؤل بيت الخدمات، بدير سيدة الانتقال بدير درنكه، فى حواره لـ"اليوم السابع"، إنه فى إطار إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة فى مصر تم الانتهاء من تجديدات كنيسة العذراء سيدة الانتقال بدير درنكة بأسيوط والتابعة لمطرانية الأقباط الكاثوليك، كما تم الانتهاء من إعادة تجديد كنيسة المغارة، والتى تم بناؤها على الطراز الريفى الأوروبى من بداية القرن العشرين، على أطلال كنيسة قديمة، والكنيسة نفسها عبارة عن مغارة أسفل الكنيسة الكبرى بالدير، وتتكون من عدة غرف والتى من المرجح قضاء العائلة المقدسة بعض الساعات أو الأيام بها أثناء عودتها إلى فلسطين.
وأضاف الراهب بولس رزق، أن المغارة تحتوى على جزء من حجر بيت السيدة العذراء مريم بالناصرة، بفلسطين، كما تحتوى على حجر من مدينة أورشليم القديمة، وأيضاً صورة من مخطوط قديم يروى تفاصيل رحلة العائلة المقدسة، بالإضافة إلى تمثال للعذراء مريم وهى نائمة بداخل المغارة مع الطفل يسوع، كما جارى الانتهاء من وضع تمثال للقديس يوسف ومريم العذراء والطفل يسوع يجسد احتمائهم داخل مصر؛ كما تعتبر منطقة درنكة هى نقطة البداية لعودة العائلة المقدسة إلى فلسطين.
وأشار الراهب بولس الفرنسيسكانى، لـ"اليوم السابع"، إلى أنه تم الانتهاء من تدشين أول بانوراما كاملة عن المحطات والأماكن التى مكثت بها العائلة المقدسة بمصر، وتصور 22 مكانا زارته العائلة المقدسة أثناء رحلتها فى مصر، حيث يستطيع السياح والزوار بأن يرون كل هذه الأماكن فى خلال ساعة، بالإضافة إلى جار عمل تطبيق عبر الهواتف يسمح للزائرين بسماع شرح مفصل لكل محطة.
وأوضح مسؤل بيت الخدمات، بدير سيدة الانتقال بدير درنكه، أن دير العذراء سيدة الانتقال بدير درنكة، يحوى جزء حجرى غالباً بقايا مرسى المراكب الذى كان يستخدم فى وقت الفيضانات، وهو المكان الذى من المحتمل أن تكون العائلة المقدسة قد استخدمته فى طريق عودتها إلى فلسطين عن طريق أحد المراكب المستخدمة فى هذه المنطقة، كما تحتوى الكنيسة أيضاً على طريق الآلام وهو عبارة عن 14 مرحلة من درب الصليب، والتى تحتل جزء هام من مراحل التقديس التى يقوم بها أى مسيحى خلال زيارته للأراضى المقدسة فى فلسطين.
وأوضح مسؤل بيت الخدمات، بدير سيدة الانتقال بدير درنكه، أن كنيسة ومزار العذراء سيدة الانتقال للآباء الفرنسيسكان الكاثوليك بدير درنكة أسيوط، تقع تحت سفح الجبل الغربى جنوب مدينة أسيوط وتبعد عنها نحو 8 كيلومترات، ويعد واحدا من المزارات الدينية بالمحافظة والمعالم السياحية والقبطية فى مصر، ويقصده آلاف الزائرين من مصريين وأجانب على مدى العام، لكى يتعرفوا على هذا المكان، التى مكثت به العائلة المقدسة بعض الوقت أثناء هروبها من طغيان هيرودس الملك إلى أرضنا الحبيبة مصر.
واستطرد قائلا:" بدأ الرهبان الفرنسيسكان رسالتهم فى القرية، آواخر القرن التاسع عشر قادمين من أسيوط، وفى عام 1902م افتتحوا أول دير لهم؛ بعدها جاء الأب زكريا برتى الذى خدم فيها واستطاع أن يبنى كنيسة صغيرة وتم تكريسها فى 7 مارس 1907م، وفتح مدرسة ابتدائية صغيرة وذلك فى نفس السنة، وفى عام 1974م عين الأب جرجس غطاس راعياً للكنيسة، فقام بأنشاء مطحناً للغلال فى عام 1975م، ومخبزاً لتوفير الخبز لأهل القرية فى عام 1984م، ثم أسس ورشة للنجارة عام 1986م باشتراك مطرانية الأقباط الكاثوليك وبعض الأهالى عن طريق الأسهم، وذلك لرفع مستوى القرية الاقتصادى".
ومن جانبه قال الدكتور عزت صليب حبيب، مدير عام ترميم الآثار القبطية، بوزارة الآثار، والمشرف على ترميم الدير لـ"اليوم السابع": "عقب تكليفى من الرهبنة بالقاهرة بوضع كنيسة العذراء سيدة الانتقال بدير درنكه بأسيوط، فى مسار العائلة المقدسة، حيث تم عمل تصور لعمل بعض المظاهر الأثرية والسياحية التى تساهم فى جذب السياح والزوار إلى هذه الكنيسة".
وأوضح الدكتور عزت صليب، أنه تم تطوير كنيسة المغارة بدير سيدة الانتقال، والتى تم بنائها على الطراز الريفى الأوروبى منذ بداية القرن العشرين، على اطلال كنيسة قديمة، وتحويلها إلى مغارة طبيعية ووضع بعض الشواهد الهامة مثل جزء من حجر بيت السيدة العذراء مريم بالناصرة، كما تحتوى على حجر من مدينة أورشليم القديمة، وأيضاً صورة من مخطوط قديم يروى تفاصيل الرحلة، وأيضا بعض التماثيل التى توحى باستخدام العائلة المقدسة لهذا المكان اثناء لجوئها إلى أسيوط للاحتماء من بطش الرومان .
وأشار صليب، إلى تم عمل تطوير لأول بانوراما كاملة للمحطات والأماكن التى مكثت بها العائلة المقدسة أثناء رحلتها فى مصر، حيث يستطيع الزائر أن يرى كل هذه الأماكن فى خلال ساعة واحدة أن يتعرف على كل الاماكن التى مرت بها العائلة المقدسة فى مصر، كما تم تزويد البانوراما ببطاقات شرح واستخدام تقنية البار كود بحيث يستطيع الزوار أن يستمعوا إلى شرح كامل لكل مكان من أماكن مسار العائلة المقدسة بمصر من خلال عمل تطبيق على الموبايل يسمح للزائر بسماع شرح مفصل لكل محطة.
وأضاف مدير عام ترميم الآثار القبطية، بوزارة الآثار، أنه تم تنظيف بئر المياه الأثرى القديم وعمل نموذج لطريق الآلام الموجود فى فلسطين ونموج للقبر المقدس، مشيرا إلى ترجع أهمية المكان إلى أنه المحطة الأولى فى طريق عودة العائلة المقدسة من مصر إلى فلسطين لأنه فى الغالب أن هذا المكان كان به مرسى المراكب النهرية والتى استخدمته العائلة المقدسة للعودة إلى فلسطين عن طريق نهر النيل؛ فهو نقطة بداية العودة، مؤكدًا على أن كل هذه المظاهر أصبح المكان مؤهل لاستقبال السياح والزوار من كل أنحاء العالم.