رغم أن صلاح ابن الفنان الراحل المرسى أبو العباس أخذ وقتًا كافيًا للتخطيط لجريمة قتل ابنتيه وزوجته؛ للإفلات من العقاب، إلا أنه لا توجد جريمة كاملة، وكان لابد من أن تنكشف خطته، التى ظن أنها مُحكمة ولا يمكن أن تقوده للمساءلة الجنائية، فوجد نفسه بعد مرور 5 أيام أمام الأجهزة الأمنية، وجهات التحقيق، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
المتهم بقتل زوجته وابنتيه ببولاق الدكرور وضع خطة قائمة على محورين لإبعاد الشبهات عن نفسه، كان محورها الأول والرئيسى هو اختياره وقت مبارة مصر وروسيا فى بطولة كأس العالم لتنفيذ الجريمة، متيقنًا أن ذلك الوقت سيكون مناسبًا للدخول والخروج، وتنفيذ الجريمة، بكل سهولة، بعيدًا عن إثارة الشبهات، خاصة وأن كافة المواطنين فى ذلك الوقت كانوا على المقاهى؛ يتابعون المباراة بشغف.
المحور الثانى الذى وضعه صلاح المرسى، هو قيامه بإخفاء مبلغ الـ340 ألف جنيه، والذى تحصل عليها قبل الجريمة بعدة أيام؛ نظير بيعه شقة سكنية يملكها، حتى يبدوا للأجهزة الأمنية أن الدافع وراء ارتكاب الجريمة هو السرقة وليس القتل، وحتى يبعد الشبهات عن نفسه، وهى الحيلة التى كادت أن تؤتى ثمارها، لولا يقظة الأجهزة الأمنية، وتوالى الدلائل التى تشير إلى تورطه هو نفسه فى الجريمة.
فى مقابل الحيل التى استخدمها المتهم فى محاولاته البائسة للإفلات من العقاب، كان هناك سقطات أوقعته فى شباك الأمن، وكانت من بين أبرز السقطات التى أوقعته هو عدم وجود أى دلائل على كسر فى باب المنزل أو أى من منافذ الشقة، وهو ما دل على أن منفذ الجريمة لديه وسيلة شرعية للولوج إلى المنزل (مفتاح)، وهو ما أسقط الحيلة التى استخدمها نجل المرسى فى محاولته لإظهار الجريمة على أنها حادث سرقة عابر.
السقطة الثانية التى مثلت دليل إدانة ضد المتهم هى مقاومة زوجته "هبة الله" له، فأثناء تنفيذه الجريمة حدثت مقاومة عنيفة من جانب الزوجة للمتهم فى محاولة منها للإفلات منه، وأسفرت تلك المقاومة عن إصابته بسحجات وكدمات فى مختلف أنحاء جسده، والتى أثبت التقرير الأولى للطب الشرعى أنها حديثة، ووقعت فى وقت مقارب لوقت وقوع الجريمة.
دليل الإدانة الثالثة ضد المتهم هو عدم وجود أى بصمات غريبة داخل المنزل، وأن كافة البصمات التى تم العثور عليها هى بصمات الزوج والزوجة والأبناء، وفقًا للتقرير الأولى لخبراء الأدلة الجنائية، وبما أن الزوجة والأبناء قد وقعوا ضحايا للجريمة، فلم يكن سوى الزوج الذى دخل وخرج من المنزل وقت ارتكاب الجريمة، وهو أيضاً ما أكدته أقوال الشهود من الجيران والأهالى بمحيط الواقعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة