عند تقاطع أول الحلمية بشارع القلعة يقع جامع الماس الذى شيده الأمير الماس الحاجب عما 730هـ"، أحد مماليك الملك الناصر محمد بن قلاوون، والذى قام بترقيته إلى أن صار من أكبر الأمراء.
عظمت منزلة الماس الحاجب عند الناصر محمد حتى ترقى إلى أن صار أحد الأمراء الكبار، وأصبح فى منزلة نائب السلطان يعمل فى خدمته الأمراء والحجاب إلى أن غضب عليه السلطان وأمر بالقبض عليه وسجنه عام "734هـ/1334م"، وذلك لسوء تصرفه أثناء غياب السلطان فى الأراضى الحجازية للحج عما "732 هـ".
جامع الماس الحاجب
وبعد ثلاثة أيام من محبسه قتل خنقا، حسب ما ذكر كتاب "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، وحمل من القلعة إلى جامعه فدفن فيه، وأمر السلطان الملك الناصر محمد بقلع ما فى داره التى كانت تعرف بدار الماس، من الرخام، حيث كان بها رخامًا فاخرًا.
ويحتوى جامع الماس الحاجب على واجهتين أحدهما تقع فى الضلع الشمالى للجامع وهى تكاد تكون خلوا من الزخارف وتسودها البساطة، والواجهة الثانية وتقع فى الضلع الغربى وهى الريسية يتوسطها المدخل الرئيسى، ويكتنفه حنيتان مستطيلتان بكل منهما نافذتان السفلى مستطلية ومملوءة بمصبعات نحاسية ويعلوها عتب تحتوى على صنجات معشقة يعلوه عقد عاتق يحتوى كذلك على صنجات معشقة، والجزء العلوى من الحنية تشغله نافذة ذات عقدين يرتكزان على ثلاثة أعمدة رخامية، وقد ملئت هذه النافذة بزخارف خشبية مخرمة حلت محل الزخارف الجصية المعشقة بزجاج ملون، ويعلو النافذة العليا شريط من الكتابة به أدعية.
جامع الماس الحاجب
ولقب أمير حاجب الذى اختص به ألماس، كان من وظائف وألقاب العصر المملوكى التى تمنح عادة للمملوك وإذا أثبت جدارة يجعله السلطان أميرًا.
وتقع قبة الجامع فى الطرف الشمالى للواجهة الغربية، وهى عبارة عن مربع تقوم فى أركانه فى منطقة الانتقال خمسة صفوف من الدلايات والمقرنصات تحصر بينها نافذة ذات ثلاث فتحات.
جامع الماس الحاجب
أما المئذنة فتقع فى الواجهة الغربية كذلك وهى ليست المئذنة القديمة، لكنها ترجع إلى العصر العثمانى، وتتكون المئذنة من طابقين، تقوم الطبقة الأولى على مربع به باب معقود، وهى مثمنة الشكل خلق فى نواصيها ثمانية أعمال وفتح فى أربعة من أضلاعها نوافذ ذات عقود مستديرة ويتقدم كل نافذة شرفة صغير تقوم على صفين من الدلايات، وفى الأضلاع الأربعة الأخرى توجد أربع حنايا أصغر من النوافذ عقودها تشبه عقود النوافذ ويفصل بين الطابق الأول والثانى شرفة خشيبة تقوم على أربعة صفوف من دلايات، أما الطابق الثانى فاسطوانى، وينتهى بأربعة كرانيش من الدلايات تقوم فوقها قبة ضغيرة تعلو رقبة رفيعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة