فيديو.. عمرو خالد: عبقرية خالد بن الوليد يوم "مؤتة" سر حب رسول الله له

الأحد، 03 يونيو 2018 09:01 م
فيديو.. عمرو خالد: عبقرية خالد بن الوليد يوم "مؤتة" سر حب رسول الله له الدكتور عمرو خالد الداعية الإسلامى
أيمن رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامى، إن كل الأمم والشعوب تبحث فى تاريخها عن الأبطال من أجل القدوة، وجيل الصحابة كانوا ولا يزالون يمثلون القدوة لنا، مدللاً بقول النبى صلى الله عليه وسلم: "أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم".

وأضاف فى الحلقة الثامنة عشر من برنامجه الرمضانى "السيرة حياة"، أن "النبى كان معنيًا فى الأساس بالإنسان قبل أى شيء، فرسالته إلى البشرية رحمة، الهدف منها: "بناء الإنسان"، وهذا ما يتضح فى رد فعله على مقتل أحد سفرائه، وهو الحارث بن عمير، الذى حمله رسالة إلى أمير الغساسنة، فقتله وقطع رأسه".

وتابع: "عندما وصل الخبر للنبى ليل يوم الخميس، فنادى: الصلاة جامعة، وكانت صلاة العشاء بالمسجد، فخطب فيهم، قائلاً: قُتل أخوكم الحارث بن عمير الأسدى من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليتجهز غدًا بعد صلاة الفجر لقتال الغساسنة".

وفسر خالد رد الفعل السريع من النبى بأنه "يكره الخيانة والغدر كراهية شديدة، وهو ما جعله يطرد بنى قريظة من المدينة، ويتأهب لقتال قريش عندما أرسل عثمان بن عفان إليهم فى صلح الحديبية، بعد أن احتجزوه لبضعة أيام، وترددت أنباء عن قتله".

وأضاف: "لم يتأخر رد فعله فى كل الأحوال، لأنهم يهتم بقيمة الإنسان، فالإنسان الذى يشعر أن وطنه يقدره ويشعر بقيمته لديه، يزيد انتماؤه وعطاؤه، والنبى كان يعتنى جدًا بقيمة الانتماء للوطن والمواطنة".

وأشار إلى أنه على الرغم من أن "دولة الغساسنة فى الأردن،كانت قوة كبيرة لا يستهان بها، لا يكفى فى مواجهتها هذا العدد القليل من المقاتلين (3 آلاف مقاتل)، لكنه قرر التحرك من أجل سفيره الذى قتل غدرًا".

وذكر أنه لما قال يهودى يدعى "فنحص" لزيد بن حارثة:"يا زيد اذهب فودع امرأتك، وقبل أولادك فلن تراهم بعد اليوم، فإنك أن رأيتهم بعد اليوم فإن نبيك كذاب، فيقول: إنه رسول الله ولا أعود ولا أودع ولا أوصى وأتوكل على ربى، إيمان عميق، وحس توكل على الله،وثقة كبيرة فى القضاء والقدر".

واستطرد فى روايته، قائلاً: "يخرج الجيش وتنطلق النساء لوداعه: "حفظكم الله.. نصركم الله.. أيدكم الله.. ردكم الله صالحين"، أما عبد الله بن رواحة فيقول: "أما أنا فلا ردنى الله، لكنى أسأل الرحمن مغفرة، حتى يقولوا إذا مروا على قبرى أرشده الله من غاز وقد رشد".

وأوضح أنه "لما علم الغساسنة بقدوم جيش المسلمين أعدوا جيشًا يتألف من 100 ألف مقاتل، وعلى الرغم من الفارق العددى الكبير لصالحهم، لكن قلوبهم كانت مملوءة بالرعب، فأرسلوا إلى ملك الروم ليرسل لهم مددًا، فأرسل إليهم 100 ألف أخرى".

وقال خالد: "زيد بن حارثة جمع الجيش، وطرح حلاً من ثلاث: الأول: نعود إلى المدينة، ونقول لرسول الله، أن عددهم أكبر منا بكثير، لكنهم رفضوا بالإجماع، والحل الثاني: أن نبعث لرسول الله، ونقول له: ابعث لنا مددًا يا رسول الله، لكن ليس هناك مدد آخر هذا هو أقصى ما نملك. أما الحل الثالث: نواجه، وهذا كان قرارهم بالإجماع، لكن كيف يكون ذلك؟".

ووصف خالد، خطة زيد بن حارثة بأنها "خطة إبداعية،فقد قال: لو دخلنا عليهم فى وسط الصحراء سيهزموننا فى دقائق، فبحثوا عن قرية صغيرة يتحصنون بداخلها، بحيث يكون على يمينهم ويسارهم زرع وشجر، وفى ظهرهم بيوت، فلا يستطيعون أن يواجهونا إلا من الأمام".

وتابع: "نفذوا الخطة بالفعل، ودخلوا قرية "مؤتة"،فلما أتى جيش الروم والغساسنة وجدوهم متحصنين فيها. وكان جيشهم (200 ألف)،فاضطروا لإعادة ترتيب الجيش على النحو الذى أراده المسلمون فى صفوف متعاقبة بواجهة صغيرة، وبهذا عطل زيد جيش الرومان فأصبح ثلاثة آلاف فى مواجهة ثلاثة آلاف. لكنهم كانوا يبدلون المقدمة بينما الجيش الإسلامى ثابت.

وذكر أن "المعركة دارت رحاها لـ 6 أيام، والغلبة فيها للمسلمين والقتلى من الرومان أكتر من القتلى من المسلمين،فقد استشهد منهم 12، ومات من الآخرين 96".

وأشار إلى أن "النبى كان فى المدينة، لكنه كان يرى ما يجرى بعلم الله، فيحكى تفاصيل الغزوة لأصحابه، يقول: "إن الله رفع لى الأرض حتى رأيت معتركهم"، ويقول: أخذ الراية زيد بن حارثة، أراه يقاتل، قتلوه شهيدًا، أراه الآن فى الجنة، ويتسلم الراية جعفر بن أبى طالب، فتتركز السهام والحراب عليه فعقر فرسه ونزل يقاتل على ساقيه فى شجاعة نادرة، فجاء رجل من الرومان فضربه بسيفه، فقطعت يده اليمنى وسقطت الراية، فلم يلتفت ليده والتفت للراية قبل أن تسقط، فأخذها بيسراه، وجاء رجل آخر من الرومان فضربه بسيفه، فقطعت يده اليسرى، وحين وجد الراية تسقط أخذها بين عضديه واحتضنها،وجاء رجل فضربه بسيفه فى بطنه فسقط شهيدًا، يقول النبي: وأراه الآن فى الجنة يطير بجناحين من ياقوت أبدله الله بذراعين من ياقوت، أراه الآن يسرح فى الجنة حيث يشاء يشرب من أنهارها ويأكل من ثمارها".

واستطرد فى روايته خالد قائلاً: "يقولون (قاصدًا الصحابة): فنظرنا إلى عينى النبى فإذا هى تزرفان بالدموع حتى ابتلت لحيته، فهو ابن عمه ويحبه، تساقطت دموعه بتلقائية بدون جمود ولا تكلف. لما سقطت الراية من جعفر، حملها عبد الله بن رواحة، يقول النبي: فأخذ الراية عبد الله بن رواحه فتلكأ هنيها،ثم شجع نفسه، أتى له ابن عمه بفخذ مشوية وقاله له: تقو يا ابن رواحه فنظر إليها وأخذ منها،ثم قال: ما هذا يا ابن رواحة أمازلت فى الدنيا؟ والله ما ينبغى لك إلا أن تكون مع صاحبيك، النبى يقول: أخذ الراية بن رواحه أراه يقاتل فى سبيل الله قتلوه، أراه الآن فى الجنة".

وأشار خالد إلى أن هذه القصة يستخدمها المتطرفون فى الإقبال على الموت، لكنه كان يفعل ذلك من أجل الدفاع عن وطنه".

ولفت إلى ما لاقاه الصحابة الثلاث من جزاء على قتالهم بكل شجاعة واستبسال: "يقول النبي: أرى زيد بن حارثة على سرير من ذهب فى الجنة، وأرى بجواره جعفر بن أبى طالب على سرير من ذهب فى الجنة، وأرى بجوارهما عبد الله بن رواحه على سرير من ذهب فى الجنة، غير أن لسريره ازورارًا عن سريرى صاحبيه، فقالوا لما يا رسول الله؟ فقال تلكأ هنيهة".

وقال إن "خالد بن الوليد عمل على رفع الروح المعنوية فى جيش المسلمين، وأعد خطة ظن معها الروم أن هناك جيشًا جديدًا،وأن الجيش القديم يستريح".

وأضاف:"فى صباح اليوم التالى أرسل جيش الروم إلى مالك بن رفلة يخبرونه بأن جيشًا جديدًا للمسلمين فى أرض المعركة،وأن الجيش القديم يستريح،واستمر الانسحاب والروم يتابعونهم، فقال القادة الروم لجنودهم: لاتتبعونهم لأنهم يجرونكم إلى كمين، فبقى الروم فى أماكنهم،واقترب خالد من العودة بجيشه،بينما الروم ينتظرون الكمين".

وأوضح أنه لما دخل خالد المدينة، خرجت النساء لاستقبال الجيش بالطوب والحجارة، وكن يهتفن يا فرار يا فرار، ظنًا منهن أن الجيش فر من أرضا لمعركة: أررتم فى سبيل الله؟". فيخرج النبى صلى الله عليه وسلم ويفتح يديه للجيش،ويقول:لا..لا.. ليسوا فرارًا،بل هم الكرار أن شاء الله،ثم ينظر إلى خالد بن الوليد ويقول: يا خالد أنت سيف من سيوف الله.

وأشار إلى أن "النبى دخل بيت جعفر بن أبى طالب وحضن أولاده، وبكى ابنه الكبير عبدالله، فقال له: لا تبك يا بنى، فإن أباك الآن يطير مع الملائكة فى السماء،فكان كلما رآه الصحابة أولاد جعفر يقولون: مرحبًا بابن ذى الجناحين، ثم خرج النبى بالأولاد الثلاثة إلى المسلمين، وقال: من يكفل أولاد جعفر؟ فرأى ثلاثة يرفعون أيديهم كل يقول: أنا يا رسول الله، أنا يا رسول الله، يقول الراوي: والثلاثة أفقر من بعضهم البعض".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة