خلال الخمس سنوات الماضية، نجحت الدولة المصرية بعد قيام ثورة 30 يونيو عام 2013، فى استعادة مكانتها وقدمت العديد من الإنجازات فى جميع المجالات سواء كانت فى الصناعة أو الزراعة أو على مستوى التجارة أو من خلال إنشاء مشروعات استثمارية متعددة، وعلى الصعيد الثقافى الذى شهد طفرة حقيقة سواء على المستوى المحلى أو الدولى.
العام الثقافى المصرى الصينى 2016
فعلى المستوى الدولى، اتفق الرئيس عبد الفتاح السيسى مع نظيره الصينى على التبادل الثقافى بين مصر والصين خلال عام 2016، فبدأ افتتاح العام من الأقصر من خلال تقديم عرض "ضوء الحضارة" والذى يوضح طبيعة التناغم للأحجار الذهبية لفرقة دار أوبرا مقاطعة "خوبى" الصينى، عبر آلة أجراس "زنغ خوبى للمراسم" والتى تدق لأول مرة داخل معبد الأقصر، ثم عرض آخر بعنوان "رقصة آلهة الرحمة ذات الألف يد" للفرقة الصينية لذوى الاحتياجات الخاصة.
وطوال عام 2016 قدمت وزارة الثقافة، العديد من الفعاليات الثقافية المصرية الصينية، وشارك الشعراء والمثقفين والفنانيين فى مختلف الفعاليات الثقافية بالصين، واختتم العام بمدينة جوانزو بالصين، حيث قدمت الفرق الفنية المصرية والصينية عروضها على مسرح أوبر جوانزو.
العام الثقافى المصرى ألفرنسى 2019
أثناء زيارة الرئيس عبد ألفتاح السيسى لفرنسا عام 2017، لبحث سبل التعاون مع البلدين، اتفق الرئيس مع نظيره الفرنسى، على أن يكون 2019 عام الثقافى المصرى الفرنسى، وبالفعل بدأت مصر وفرنسا فى الأعداد حاليا للبرنامج الثقافى الفنى الذى سيقدم طوال السنة.
وبألفعل بدأت فرنسا خلال شهر أبريل الماضى، بتقديم معرض خاص بقناة السويس بمناسبة مرور 150 عاما على افتتاح القناة، بعنوان " قناة السويس .. أربعون قرنا من ملحمة عظيمة منذ زمن الفرعون سيزوستريس الثالث وحتى يومنا هذا".
يقام المعرض بالتنسيق مع هيئة قناة السويس على طابقين بمساحة 1100 متر مربع، ويضم 170 قطعة تحكى تاريخ القناة بداية من عصر سيزوستريس الثالث قبل 4000 عام، وحتى اليوم من خلال مخطوطات، خرائط، مجسمات، نمإذج مصغرة، أفلام نادرة إضافة إلى لوحات فنية ومقتطفات صحفية قديمة وخطاب الزعيم جمال عبد الناصر الذى أعلن فيه تأميم القناة عام 56 وحرب أكتوبر وسيطرة مصر على ضفتى القناة وإعادة افتتاحها للملاحة الدولية وصولا إلى توسيع القناة الذى تم فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى.
افتتاح متحف الزعيم جمال عبد الناصر
من الإنجازات التى شهدتها وزارة الثقافة، افتتاح متحف الزعيم جمال عبد الناصر عام 2016، هذا البيت الناصرى شهد أخطر القرارات المتعلقة بتاريخ مصر، واجتمع فيه زعماء العالم، وشهد اجتماعات مجلس قيادة الثورة، وشهد لحظات من الحزن والفرح فى حياة مصر كلها، البيت قبل تحويله إلى متحف كان عبارة عن دور أرضى كان يضم صالونًا يستقبل فيه الرؤساء والقادة، والدور الثانى كان مخصصاً لأفراد الأسرة، لا يصعد إليه غيرهم.
وبعد أن توفيت زوجة الزعيم الراحل تحية فى 25 مارس 1990 تم تسليم المبنى إلى الدولة من جانب أبنائه لكى يتم تحويله إلى متحف، كما جاء فى نص الوثيقة الصادرة من مجلس الأمة فى ذلك الوقت.
وبدأت الدولة فى الإعداد لهذا المتحف بعد أن ظل مصابا بالتجاهل فترة طويلة، حيث قام جابر عصفور، وكان وزير ثقافة حينها بتفقد البيت وبدأ العمل حينها موجهًا بوضع تماثيل لبعض الشخصيات الوطنية مثل التى شاركت فى حرب 56، بالإضافة لإقامة بعض الفعاليات والأنشطة الوطنية بالمتحف.
إعادة افتتاح متحف مصطفى كامل
اعيد افتتاح متحف الزعيم مصطفى كامل، عام 2016، بعدما تعرض للتخريب خلال عام 2011، فمتحف مصطفى كامل هو أحد المكونات المهمة لخريطة المتاحف القومية التابعة لقطاع ألفنون التشكيلية، فالمتحف مبنى على الطراز الإسلامى ويقع بميدان صلاح الدين بحى القلعة، ويشتمل على قاعتين يحتويان على بعض متعلقات الزعيم متمثلة فى كتب وخطابات بخط يده، وبعض صور أصدقائه وأقاربه، وكذلك بعض مُتعلقاته الشخصية من ملابس وأدوات الطعام وحجرة مكتبه، كما يضم المتحف لوحات زيتية تصور حادثة دنشواى، وقد افتتح رسمياً فى أبريل عام 1956 وكان قبل ذلك ضريحاً يضم رفات الزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد، ثم نقل إليه رفات المفكرين والمناضلين الوطنيين عبد الرحمن الرافعى وفتحى رضوان.
الانتهاء من ترميم دار الكتب باب الخلق
تعرضت دار الكتب باب الخلق، لضرر بالغ إثر الحادث الإرهابى الغاشم الذى استهدف مديرية أمن القاهرة عام 2014، ومنذ هذا العام إلى الآن تعمل وزارة الثقافة على الانتهاء من عملية الترميم ليكون جاهزا على الافتتاح خلال عام 2018.
وحرصت وزارة الثقافة، على تقديم عرض متحفى جيد فهو عبارة عن بانوراما كنوز الهيئة العامة لدار الكتب باب الخلق، فهو يضم أهم مقتنيات الدار بما تتضمنه من مخطوطات نادرة ومهمة، وعملات ستتعرض بشكل جديد، ورق بردى، ووثائق، وفرمانات، ونموذج مصغر لقبة الصخرة، كما سيتم عرض المصاحف المملوكية، والمجموعة ألفلكية والبوصلات والكرة الأرضية، وأوائل المطبوعات، واتجهنا فى هذا العرض المتحفى نقلل الكم من المعروض لنوفر مساحة للتجول، إضافة إلى المتابعة اليومية لحالة المخطوطة والكشف عن الحرارة بداخل كل ألفاترين، وبجانب العرض المتحفى، وقاعات البحث العلمى والاطلاع والمكتبات المفتوحة، ومكتبة قصر عابدين.
إعادة افتتاح قصر عائشة فهمى "مجمع ألفنون"
بعد غياب استمر 12 عاما، تمكنت وزارة الثقافة، من افتتاح قصر عائشة فهمى "مجمع الفنون" بالزمالك، فى مايو 2017، وقام قطاع الفنون التشكيليية بتجيهز لمعرض "من كنوز متاحفنا"، وضم المعرض مجموعة خاصة جدًا من أبرز المقتنيات ألفنية العالمية ولرواد مصريين فى عرض تشكيلى يُمثل فرصة للفنانين والنقاد والجمهور للتعرف على هذا الإرث ألفنى الضخم الذى تحويه متاحف مصر.
(قصر عائشة فهمى) بناه على باشا فهمى كبير يأوران الملك فؤاد لإبنته عائشة وأطلق عليه قصر الخلد عام 1907، وفى عام 1958 انتقلت ملكيته لوزارة الثقافة، وفى سنة 1975 قام يوسف السباعى وزير الثقافة انذاك بضم القصر إلى هيئة ألفنون والآداب- قطاع ألفنون التشكيلية حاليًا، وفى سنة 1978 صدر قرار جمهورى لتخصيصه متحف لمجوهرات أسرة محمد على وتم إلغاؤه بقرار جمهورى آخر سنة 1986 (بعد تخصيص قصر فاطمة حيدر بالإسكندرية متحفًا للمجوهرات) ليعود مرة أخرى تحت تصرف وزارة الثقافة ليصبح بذلك مجمع ألفنون، وكان له دور كبير فى الكشف عن نجوم التشكيليين من جيل الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى، هذا وقد تم تسجيل القصر كمبنى أثرى فى 2010.
إعادة افتتاح مسرح طنطا بعد 8 سنوات
تفتتح وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، واللواء أحمد صقر، محافظ الغربية، مساء السبت، المركز الثقافى بطنطا "مسرح بلدية طنطا سابقا"، التابع لهيئة قصور الثقافة بعد 8 سنوات من العمل على ترميمه وتطويره.
وأهم ما يميز المركز الثقافى لطنطا هو افتتاح 8 فصول لمركز تنمية المواهب لاكتشاف وتنمية مهارات أبناء الدلتا ألفنية فى ( العود – الجيتار – كورال الأطفال والشباب – الرسم – الإيقاع – البالية – فصول لذوى القدرات الخاصة ) إضافة إلى ورش التمثيل وتصميم الديكور والإخراج بجانب الصالونات الأدبية والأمسيات الشعرية لأدباء وشعراء الغربية والندوات التثقيفية التى من شأنها نشر الوعى الثقافى فى مختلف المجالات ومعارض للفنون التشكيلية، وألمحت إلى الدور المجتمعى الذى يهدف إلى التنمية الثقافية، موجهة بدراسة بعض الظواهر والمشكلات التى يعانى منها الإقليم مثل (الختان والهجرة غيرة الشرعية ومشكلات المرأة وغيرها) وإقامة ندوات لمناقشة هذه الظواهر بهدف توعية المواطنين.
شركة القابضة للاستثمار فى المجالات الثقافية والسينمائية
أصدرت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، القرار الوزارى رقم 393 لسنة 2018 بإصدار لائحة النظام الأساسى للشركة القابضة للاستثمار فى المجالات الثقافية والسينمائية.
قصة الشركة القابضة تعود لنحو ثلاث سنوات مضت وبالتحديد منذ عام 2015، عندما أصدر رئيس الوزراء قرارا بعودة أصول السينما المصرية إلى وزراة الثقافة، وإنشاء الشركة القابضة للصناعات الثقافية التى تتبعها شركة السينما ومنذ هذا الوقت بدأت وزارة الثقافة فى اتخإذ إجراءاتها فيما يخص هذا الملف.
وفى عام 2017 أعلن الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة السابق، فى مؤتمر "دور الشباب فى الإصلاح الثقافى"، والذى عقد فى مدينة الأقصر، أن الوزارة بصدد إنشاء شركة لصناعة السينما.
وبعد تولى الدكتورة إيناس عبد الدايم صار لزاما أن تتخذ خطوات جدية أكثر طموحا لتحقيق هذه الأفكار لذا أصدرت إيناس عبد الدايم قرارها بإصدار لائحة النظام الأساسى للشركة، المشار إليه سابقا، ونشر القرار الوزارى فى الجريدة الرسمية بالعدد رقم 133 بتاريخ 10 يونيو سنة 2018.
وقد أصدرت الوزيرة بعد هذا القرار تعليمات بإنهاء الإجراءات الخاصة بتأسيس الشركة القابضة وتفعيل الجمعية العمومية المقترحة والعمل على إقامة الشركات التابعة ومنها شركة الصناعات التراثية وشركة السينما وشركة الثقافة العامة وألفنية، وجاء هذا القرار بترحاب شديد من الأوساط الثقافية والسينمائية، وذلك للنهوض بالحركة الثقافية بمنظور يرتقى بصناعة الثقافة فى مصر وهو المأمول فى خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030.