انتقدت صحيفة "اليوم" السعودية توظيف "حقوق الإنسان" لتبييض صفحة بعض الميليشيات الخارجة عن القانون، أو غسل كفوفها الملوثة بدماء الأبرياء، ليتحول من عنوان مثالى وأخلاقى وحضارى يتفق عليه الجميع، إلى مجرد محارم ورقية لتجفيف الأيدى القذرة.
وأوضحت الصحيفة، فى افتتاحيتها اليوم السبت، بعنوان (انتهاك حقوق الإنسان باسم حقوق الإنسان)، أن هذا ما حدث منذ زمن مع حزب الله اللبنانى حينما كان هناك من يقف معه باسم الدفاع عن حقوق الإنسان رغم كل جرائمه، ورغم النداءات المتتالية من الدول المعتدلة التى تتعامل مع الوقائع والأحداث وفق أدبيات الحق ومنطق الحقيقة، لهذا استطاع هذا الحزب أن يعبر منعطفات دولية كانت كفيلة بتحجيمه عبر فضح أهدافه وغاياته مبكرا.
ورأت أن المشهد ذاته يتكرر مع الميليشيات الحوثية التى تتلقى هى الأخرى الدعم من الطرف ذاته، والتى أدانتها القرارات الأممية، واعتبرتها قوى خارجه على الشرعية، إلا أن القصة ذاتها تعود مجددا للظهور بنفس الآليات المسرحية، وتحت ذات العنوان "حقوق الإنسان" دون أن يستفيد المجتمع الدولى مما حدث مع الحزب.
وخلصت إلى "إنه ورغم شهادة الطفل اليمنى ذى الـ 13 ربيعا، والذى أدلى بشهادته على هامش الدورة 38 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة مؤخرا فى جنيف، حول ممارسات التجنيد الإجبارى للأطفال التى تنتهجها ميليشيا الحوثى، وحديثه عن تعرضهم للضرب والتعنيف والضغوط النفسية لإجبارهم على حمل السلاح، والعودة للحرب كلما دفعتهم طفولتهم للهرب من ساحات القتال، حيث يضرب البعض صفحا عن مثل هذه الشهادات الدامية التى تنتهك أول مبادئ حقوق الإنسان، وهو حماية الطفولة، وكأننا أمام اسطوانة مشروخة لانتهاك حقوق الإنسان باسم حقوق الإنسان".
