قالت مجلة "نيوزيك" الأمريكية إن هناك تحذيرات من تهديد وشيك بالحرب بين إيران وإسرائيل مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لأوروبا، حيث يقوم بحشد قادة القارة العجوز ضد تهديد إيران المزعوم.
وخلال زيارته لفرنسا أمس الثلاثاء، حذر نتنياهو من أن طهران ستستغل قريبا برنامجها لتخصيب اليورانيوم لتدمير إسرائيل. وجاء هذا بعد إعلان رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية إن بلاده ستبدأ مجددا فى تطوير البنية التحتية لبناء أجهزة طرد مركزى متقدمة لتخصيب اليورانيوم فى حال فشل الاتفاق النووى الإيرانى.
وقال كريس ميزرول، الخبير فى شئون الشرق الأوسط بمعهد بروكينجز لمجلة نيوزويك إن إسرائيل وإيران على مسار تصادمى حتى بدون انهيار للاتفاق النووى. والآن، فإن إيران تعيد بناء بنيتها التحتية النووية، ومن الصعب أن نرى مدى إمكانية تجنب الصراع. فقد أوضحت إسرائيل أن تحول إيران إلى النووى ليس خيارا، وإيران تتحدى إسرائيل لوقفها.
وبعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق الذى تم التوصل إليه عام 2015، قالت بعض الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى مثل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إنهم يخططون لضمان الحفاظ على الاتفاق. لكن التهديد بالعقوبات الأمريكية لا يزال يضع ضغوطا على الدول الأوروبية التى تعمل مع إيران. وحتى الآن، يقول المفتشون الدوليون إن إيران لم تنتهك التزاماتها فى الاتفاق، لكن طهران تحذر أنها ستتوقف عن الالتزام بشروط الاتفاق ما لم يقدم المجتمع الدولى بديلا.
ولذلك، فإن نتينياهو يضع هذا فى ذهنه مع زيارته الحالية لأوروبا من أجل حشد الدعم لإنهاء الاتفاق. وقد قال نتنياهو فى تصريحات له أمس، الثلاثاء، إن طهران هى التهديد الأكبر للعالم. ورغم ذلك، فإن الخبراء يرون أن الحرب بين إسرائيل وإيران غير وشيكة.
وقالت باربرا سالفين، مدير برنامج مستقبل إيران فى المجلس الأطلنطى، إن ما يحدث الآن هو أن هناك حملة دعاية. فإيران تحاول الضغط على الأوروبيين لتقديم تعويض عن الانسحاب الأمريكى، وحتى الآن لم يفعلوا شيئا ينتهك الاتفاق. وبالنسبة لنتيناهو فهو يقرع هذا الطبل منذ 20 عاما. ولذلك، لا نزال فى مرحلة رسائل ودعاية. لكن لو انسحبت كل الدول الأوروبية فى غضون شهر أو اثنين من الاتفاق ولم يقوموا بشراء النفط الإيرانى، فعندئذ يمكن أن تبدأ إيران من جديد فى برنامجها النووى.
وتتابع خبيرة المجلس الأطلنطى قائلة إن نتنياهو الذى يواجه جدلا وخطرا فى الداخل، يلجأ إلى إيجاد عدو خارجى، وهو يريد أن يضع اللوم على إيران، لكن اللوم يقع على الولايات المتحدة ومن ضغطوا عليها للانسحاب من الاتفاق النووى.
وفى غضون ذلك، أمضت إسرائيل الأشهر القليلة الماضية فى شن ضربات ضد الميليشيات الإيرانية المرابطة فى سوريا. وذكرت تقارير أن روسيا توصلت إلى اتفاق مع إسرائيل لسحب القوات الإيرانية من الجزء الجنوبى من سوريا الذى يقع على الحدود مع إسرائيل المحتلة. لكن إيران قالت إنها لا ترغب فى تحريك الميليشيات.
وفى هذه الأجواء المتوترة، جادل ماكرون بأن الاتفاق النووى أكثر أهمية من أى وقت مضى لأن يمكن ان يمنع إيران من تطوير سلاح نووى. وقال بعض الخبراء إن برنامج إيران النووى يمكن ان يكون جاهزا مرة أخرى خلال عام إذا بدأت إعادة تطوير برنامجها النووى. وأشار ماكرون إلى أن إنهاء الاتفاق النووى يمكن أن يؤدى إلى الحرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة