فى الوقت الذى تتأهب فيه سنغافورة لاستقبال القمة التاريخية بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ونظيره الكورى الشمالى كيم جونج أون، تلتف كافة الأنظار تجاه الدولة الآسيوية الصغيرة، التى تستضيف القمة، والتى تعتبر مركزا للمال والشحن، وممرا بين آسيا والغرب، حيث يطلق عليها "سويسرا آسيا".
وبدأت سنغافورة استعدادتها للقمة بكل تفاصيلها بدقة متناهية، بداية من المأكولات والمشروبات، والاستراحات، إلى الهدايا الثمنية التى سيهادى به الجانبان بعضهما، ومن يدفع ثمن هذه الهدايا، ولن ننسى الزهرة الرسمية لسنغافورة، وهى زهرة الأوركيدا، التى ستكون على رأس هذه الاستعدادات، فهى تقليد رفيع تتبعه هذة الدولة الآسيوية الصغيرة، بإطلاق أسماء روؤساء الدول وكبار الشخصيات الدولية الزائرة لها، على زهرة أوركيد زرعت خصيصا من أجلهم، تعبيرا عن تقديرها للملوك والرؤساء المميزين.
ويلتقى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وزعيم كوريا الشمالية، فى قمة تاريخية 12 يونيو الجارى، فى سنغافورة، يناقشا فيها أهم القضايا المشتركة وعلى رأسها نزع السلاح النووى الكورى الشمالى، وقال ترامب فى تغريدة له" اجتماعى المرتقب مع كيم جونج أون، سيكون فى سنغافورة 12 يونيو الجارى، سيحاول كلانا أن يجعله لحظة خاصة جدا للسلام العالمى.
وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قد أعلن فى مايو الماضى، أن القمة سوف تعقد فى سنغافورة، قبل أن يقرر إلغائها بعد توترات كبيرة بين واشنطن وبيونج يانج، على خلفية غضب نظام كوريا الشمالية جراء التصريحات التى أدلى بها مستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون، حول تطبيق النموذج الليبى، فيما يتعلق بالصفقة النووية الأمريكية الكورية الشمالية.
ترامب خلال استقبال مبعوثا من كوريا الشمالية قبل أيام
النهج المحايد لسنغافورة
إلا أن القمة سوف تعقد فى موعدها، فى النهاية، لتتصدر سنغافورة، تلك الدولة الصغيرة، عناوين الصحف العالمية، باعتبارها الدولة التى سوف تستضيف الحدث الدولى الأهم، ربما منذ سنوات طويلة، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان النهج الدبلوماسى الهادئ الذى تتسم به سنغافورة سيساهم فى المفاوضات الأمريكية الكورية الشمالية، وإنهاء الأزمة التى دامت لعقود طويلة من الزمن.
لعل النهج المحايد الذى اتسمت به سنغافورة، هو أحد أهم الدوافع وراء اختيار ترامب لها لاستضافة الحدث العالمى، حيث اتسمت العلاقات السنغافورية بتميزها مع مختلف القوى، خاصة فى آسيا، ففى الوقت الذى تحتفظ فيه سنغافورة بعلاقتها الجيدة مع كوريا الجنوبية، واليابان من جانب، تبقى علاقتها قوية مع كوريا الشمالية من جانب آخر، وبالتالى فتعد سنغافورة محل ثقة كافة الخصوم فى القضية النووية.
زهرة الأوركيد .. دبلوماسية سنغافورة الناعمة
وتعد دبلوماسية سنغافورة الناعمة، هى أحد العوامل الهامة التى تدفع قطاع كبير من القوى الدولية نحو الثقة بها، حيث تبقى الدولة الآسيوية لديها من الأدوات لدعم القمة التى من شأنها إحلال السلام، حيث تدور التوقعات بأن سنغافورة ستتبع "دبلوماسية الأوركيد" مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون عند وصولهما إلى الجزيرة الثلاثاء المقبل، لإجراء محادثات تاريخية.
من جانبه، قال مدير الأمن والشؤون العالمية فى معهد سنغافورة للشؤون الدولية نيكولاس فانج، فى تصريحات لوكالة "رويترز" أن الدبلوماسية الناعمة هو شىء تتفرد به سنغافورة، متسائلا ما إذا كانت سنغافورة سوف تقدم زهرة أوركيد لكلا منهما، أما أنها ستقدم زهرة واحدة لكليهما لتعبر عن الطبيعة المشتركة للقمة، مضيفا "سننتظر لنرى."
استعدادات الحانات والفنادق
إلا أن زهرة الأوركيد ليست رسالة سنغافورة الوحيدة، لدعم قمة ترامب – كيم، ولكنها امتدت إلى المشروبات المقدمة فى الفنادق والحانات، حيث تصدرت المشروبات المفضلة للرئيس الأمريكى ونظيره الكورى الشمالى قائمة المشروبات فى تلك الأماكن، فى إشارة احتفالية بالقمة التاريخية.
أحد فنادق سنغافورة
وبدأت حانات سنغافورة فى إعداد توليفات جديدة تحتوى على المشروب الكحولى الكورى السوجو، والذى يعد بمثابة المشروب الوطنى لكوريا الشمالية، احتفالا بالقمة المرتقبة بين ترامب وكيم جونج أون، كما أنها اهتمت كذلك باستخدام مشروب "الكوكا" الدايت، وهو المشروب المفضل للرئيس ترامب، كما أنهم حرصوا فى الوقت نفسه على وضع ملصقات تحمل صورة الرئيس الأمريكى ونظيره الكورى الشمالى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة