حكايات الضاحك الباكى.. الحب الأول فى حياة نجيب الريحانى كيف بدأ وخديعة على يوسف

الجمعة، 08 يونيو 2018 01:55 م
حكايات الضاحك الباكى.. الحب الأول فى حياة نجيب الريحانى كيف بدأ وخديعة على يوسف نجيب الريحانى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"الأستاذ حمام أو سى عمر، سلامة أفندى، كشكش بيه"، كلها أسماء طلما ارتبطت بالضاحك الباكى وأبو الكوميديا الدرامية فى مصر الفنان الكبير الراحل نجيب الريحانى.

وفى الذكرى الـ69، على وفاة الفنان الكبير، نفتح صندوق الحكايات والقصص الكثيرة، التى ربما لا يخبئها هو نفسه، وذكرها بشكل شجاعة بسخريته المعهودة من خلال مذكراته، فكانت لنا قصة أول غرام.

ويكشف "الريحانى" أن القصة بدأت فى أول رواية يشترك فى تمثيلها وهى رواية "الملك يلهو" من ترجمه الأديب أحمد كمال رياض بك، ويا للعبة القدر حين تكون رواية يجسدها الريحانى يظهر فيها أول حب له.

وبينما كان يجلس نجيب الريحانى فى قهوة إسكندر فرج المجاورة لمسرحه بشارع عبد العزيز (موضع سينما أولمبيا حاليا) وكان من بين الممثلين والزبائن على هذه القهوة، على أفندى يوسف، والذى أصبح فيما بعد من عتاة متعهدى الحفلات، وبحسب ما يذكر "الريحانى" كان لعلى "قطقوطة" من بين الممثلات ما تزال إلى اليوم فى عنفوان "الشخوخة" تحتل أحد أركان قهوة الفن، وتلك القطقوطة كما رمز إليها بـ"ص . ق"، "كان على يوسف يعتز بصداقتها، باعتبار ما كان، فلما كنت أذهب لأشاركهما فى الحديث، كانت نظرة فابتسامة فمش عارف إيه.. فشبكان.. وظلت أواصر الصداقة تنمو بينى وبين فتاة على يوسف هذه، بينما كانت تتراخى بينها وبين صديقها، دون أن يعلم الرجل من أمرنا شيئا.

ويتابع الريحانى "وأخيرا لعب الفار فى عبه، وقاتل الله الفيران كلها من أجل خاطر هذا الذى لعب فى عب أبى يوسف، أقول إن الشك بدأ يساوره، لكله كان على جانب كبير من اللؤم، فلم يبد لنا شيئا مما فى نفسه، وعمل على مراقبتنا من حيث لا نشعر".

"الضاحك الباكى" كما يحلو لعشاق نجيب الريحانى تلقيبه، كان فى ذلك الوقت ابن السادسة عشر أو السابعة عشرة من عمره، لكنه كما يقول: "مع عدم المساس بفضيلة التواضع أرى ألا مانع من الاعتراف أن خلقتى لم تكن لتقارن بـأستغفر الله العظيم، خلقة الصديق اللطيف على يوسف، زد على ذلك أننى كنت موظفا مضمون الإيراد، فى ذلك حين كان منافسى "يا مولاى كما خلقتنى".

ويعود الريحانى لحبيته: "كل هذه العوامل شدت أزرى وقوت سببى فاتفقت مع الغزال النافر، على تمضية نهاية الأسبوع فى الإسكندرية بعيدا عن على يوسف ورقابته القاسية.. ومعروف أن يوم الأحد هو العطلة الأسبوعية فى البنوك، فحصل الرضا والاتفاق بينى وبين محبوبى!! على أن نغادر القاهرة ظهر السبت إلى الثغر ثم نعود صباح الاثنين".

لكن ماذا حدث، وماذا كان يخبئ القدر للريحانى فى تلك القصة العاطفية، يقول الريحانى: "قبل موعد الخروج من البنك زارنى فى مكتبى الصديق على يوسف وألح على فى أن أقرضه شيئا من المال لأنه دعا بعض زملائه إلى نزهة خلوية، ولذا يحتاج إلى كذا من الفلوس، فأعطيته ما طلب وأنا أحمد الله على (زحلقته) وأدعو بطول العمر لأصدقائه أولئك الذين شغلوه عنى فى هذه الظرف السعيد، وودعت أبا يوسف إلى باب مكتبى مطمئنا وفى الموعد المحدد قصدت محطة السكة الحديد، فوجدت (الكتكوتة) على أحر من الجمر فى انتظارى على رصيف القطار التى امتطيناه وقلوبنا ترقص فرحا، وسار القطار بنا ينهب الأرض نهبا ونحن نحلم بالسعادة التى سترفرف علينا بأجنحتها فى الثغر الباسم، ووصل القطار إلى الإسكندرية ونزلنا نسير وخلفنا الشيال يحمل حقيبتنا المشتركة، وما كدت أسير خطوات متأبطا ذراع المحبوبة، حتى برز أمامى عزرائيل! فى ثياب الصديق الملعون على يوسف، لقد اقترض اللعين مالى، واشترى منه تذكرة السفر وجاء معنا فى عربة أخرى بالقطار نفسه، وراح يستقبلنا هاشا باشا مرحبا، وهو يمد يده لى بالتحية شاكرا إياى على قيامى بدفع نفقات السفر، لحضرته ولحضرة بسلامتها (الست المصونة والجوهرة المكنونة) التى استلبها منى وتركانى أعض بنان الندم ولات ساعة مندم".

ويتم الريحانى حديثه عن الواقعة: "أصارحك أيها القارئ الحبيب بأن الدنيا أظلمت فى عينى وفى تلك اللحظة وأحمد الله إذ كنت خلوا من السلاح، ولم أكن أحمل حتى ولا سكينة البصل، فأغسل بها الشرف الرفيع من الأذى، وذهب العاشقان بينما ظللت واقفا فى مكانى، حتى دنت ساعة القطار العائد إلى مصر فامتطيته وجئت أضرب أخماسا فى أسداس.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة