بشعارات مناوئة لإسرائيل، أقيمت فى إيران صباح اليوم الجمعة، مراسم "يوم القدس العالمى"، التى تجرى فى الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، وخرجت مسيرات حاشدة فى العاصمة طهران، وفى نحو 900 بلدة ومدينة إيرانية أخرى، إحياء للذكرى السنوية، وشارك فيها الإيرانيين مرددين الشعارات التقليدية وهى "الموت لإسرائيل" و"الموت لأمريكا" منددين باستراتيجية الولايات المتحدة لتقويض طهران.
وبحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية، أقيمت مسيرات يوم القدس العالمى هذا العام تحت شعار "اليوم العالمى للقدس، رمز وحدة وجهاد الأمة الإسلامية، ودعم الشعب الفلسطينى المظلوم والزوال الحتمى لإسرائيل" وجابت مسيرات حاشدة شوارع العديد من المدن، ورفعت خلال المسيرات شعارات منها: "الله أكبر" و"الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، وشعارات تؤكد على تضامن المتظاهرين مع الشعب الفلسطينى.
وصنع المشاركون دمى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب مرتدية العلم الإسرائيلى وقاموا بإحراقها فى عواصم وميادين مختلفة، إضافة إلى إحراق العلم الأمريكى والإسرائيلى، ورفع المشاركون صورا ساخرة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، منددين بالاستراتيجية الأمريكية التى أعلنت عنها الولايات المتحدة مايو الماضى التى تهدف لكبح جماح طهران فى المنطقة، وتقويض البرنامج الصاروخى الباليستى التى يهدد حلفاء واشنطن.
ويحظى يوم القدس هذا العام بأهمية خاصة لدى طهران، حيث يتصاعد حدة الصراع مع الإدارة الأمريكية عقب انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووى فى الثامن من مايو الماضى، ومساعى الأخير لتطبيق استراتيجية أكثر صرامة على طهران، ويأتى يوم القدس هذا العام، بينما يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلى بجولة أوروبية بدأت يوم الثلاثاء الماضى يسعى من خلالها لحشد وتشديد الرفض الأوروبى لسياسات طهران وبرنامجها النووى.
وأدان البيان الختامى للمسيرات والذى نشرته وكالة فارس، إجراء الرئيس الأمريكى بنقل سفارة بلاده إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما أدان البيان ما أسماه بـ"صفقة القرن"، معلنا أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية يتمثل فى "عودة اللاجئين الفلسطينيين من شتى نقاط العالم" و"إقامة الاستفتاء الشامل والنزيه لضمان مستقبل البلاد".
ومن جانبه، اكد رئيس مجلس الشورى الإسلامى الإيرانى على لاريجانى أن مشاريع تسوية القضية الفلسطينية فقدت بريقها، وقال فى كلمته أمام المشاركين بطهران، الخمينى حذر فى عام 1963 عدة مرات من المخاطر الحقيقية لإسرائيل على المسلمين والشعب الايرانى، وتابع: أن سفارة إسرائيل أغلقت فى طهران بعد انتصار الثورة مباشرة وحلت سفارة فلسطين مكانها كما تم إطلاق يوم القدس العالمى باعتباره يمثل رمز الوحدة بين جميع المسلمين من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطينى المضطهد.
وفى خطبة الجمعة ندد خطيب جمعة طهران رجل الدين المتشدد، آية الله أحمد خاتمى بجولة نتنياهو الأوروبية، قائلا"إسرائيل اليوم أصبحت أكثر ذلة، حيث يقوم رئيس وزرائه بجولة استجداء على اوروبا، حتى ان يتوسل من بريطانيا على الاقل لتمنع رفع شعار "الموت لاسرائيل" في لندن"، وهذه قمة الذلة.
وفى محاولة لحث الجماهير الإيرانية على النزول فى المسيرات، اعتبر خطيب الجمعة أن المشاركة فى مسيرات يوم القدس "من مصاديق العبادة السياسية الكبرى"! ، وقال أيضا أن من مصاديق العمل الصالح رفع الشعارات ضد الظالمين معتبرا أن ذلك جهادا باللسان.
من هو صاحب مبادرة "يوم القدس" الحقيقى؟
ورغم ما أشيع أن مؤسس الجمورية الإيرانية آية الله الخمينى هو صاحب المبادرة وأعلن فى عام 1979 أن تكون آخر جمعة من رمضان يوما لنصرة القدس، ودعا إلى إحياء هذا اليوم دعما للشعب الفلسطينى ومناهضة لإسرائيل، إلا أن مواقع إعلامية إيرانية شككت فى هذه الرواية التاريخية وتقول أن صاحب الفكرة الحقيقى لم يكن الخمينى بل كان وزير خارجيته "إبراهيم يزدى".
وعقب احتلال إسرائيل أجزاء من الجنوب اللبنانى عام 1978، كانت تربط يزدى علاقات طيبة بالزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وبعد توليه منصب وزير الخارجية اقترح على الخمينى فكرة تسمية الجمعة الأخيرة من رمضان يوما لنصرة القدس، فرحب بالفكرة، وأصدر بيانه الشهير فى اغسطس عام 1979 الموافق 13 رمضان من دون الإشارة إلى صاحب الفكرة الحقيقى، طالب فيه باعتبار آخر جمعة من شهر رمضاً يوماً عالمياً للقدس، وأشارت التقارير إلى أن تجاهل الخمينى دوره فى اطلاق فكرة يوم القدس أغضبه، وبعد سنوات صادر أنصار الخمينى الفكرة واصبح يذكر مؤسس الجمهورية فى إيران بأنه صاحبها.
من هو إبراهيم يزدى؟
وكان إبراهيم يزدى الذى توفى فى 28 أغسطس 2017 عن عمرًا ناهز الـ86 عاما فى تركيا وزيرا أسبق للخارجية الإيرانية ولقب بـ "وزير خارجية الخمينى"، وكان مناهضا لحكم الشاه محمد رضا بهلوى، فهرب إلى بيروت، وكان من مؤيدى الخمينى، وأصبح من كبار مستشاريه والمقربين منه ورافقه فى منفاه بفرنسا أثناء إقامته فى ضاحية نوفل لوشاتو، وعاد إلى طهران على متن الطائرة التى حملت الخمينى عام 1979.
وشغل عدة مناصب منذ انتصار الثورة الإيرانية، حيث أصبح عضوا فى مجلس الثورة الإسلامية وبعد بدء أعمال الحكومة انتخب مساعدا لرئيس الوزراء في شؤون الثورة، كما تسلم حقيبة وزارة الخارجية لدى الحكومة المؤقتة (حكومة مهدى بازرجان) عام 1979، بعد استقالة أول وزير خارجية إيرانى فى مرحلة ما بعد الثورة وهو كريم سنجابى.
وأشارت تقارير إلى أن يزدى كان هو وأنصاره أولى ضحايا حرب الصراع على السلطة مع رجال الدين بعد انتصار الثورة، وقدم استقالته فى نوفمبر 1979 احتجاجا على احتجاز دبلوماسيين أمريكيين رهائن فى طهران من قبل طلاب إسلاميين، وهى الحادثة التى تسببت فى قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة.
وقاد منذ 1995 "نهضت آزادى" حركة تحرير إيران، الحزب الليبرالى الصغير المحظور رسميا، ولم يكن له تأثير فى الحياة السياسية الإيرانية، وقد أوقف مرات عدة بعد إعادة انتخاب الرئيس السابق المحافظ محمود أحمد نجاد فى 2009، وألقى القبض عليه وتم سجنه فى إيفين.
وقال خطابه الشهير أثناء محاكمته، أن حركة تحرير إيران تم قمعها فى عهد الشاه وأيضا فى عهد الجمهورية الإسلامية، وفى عام 2011 حكم عليه بالسجن 8 سنوات بتهمة تهديد الأمن القومى، وتأسيس وإدارة حزب غير قانونى يهدد الأمن القومى (حركة تحرير ايران)، وفى 25 نوفمبر 2011 طالب عددا من الكتاب والمحللين السياسيين وصحفيين فى رسالة موجهة للأمم المتحدة اطلاق سراح يزدى باعتباره أكبر سجين سياسى يعانى الشيخوخة والمرض، وكان قريبا من الإصلاحيين ودعم ترشيح حسن روحانى فى الانتخابات الرئاسية فى 2013 و2017.
دمى نتنياهو
دمية ترامب
دهش العلم الأمريكى والإسرائيلى
شعارات بالعبرية
شعارات داعمة للقدس
صور ترامب ونتنياهو على الارض
مسيرات يوم القدس
مشاركة رئيس السلطة القضائية فى المسيرات
مشاهد تمثيلية ترمز للصراع العربى الاسرائيلى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة