" أنا جزار ودمى حامى ومبستحملش حد ينفخ فى وشى، أعمل إيه بقى لما الاقى واحد عايز ياخد مكانى وأكل عيشى فى السوق فتونة وقوة.. يبقى اروح اموت أحسن لو معرفتش أحمى نفسى.. اللى حصل عادى جزاءه كده عشان فكر يجى عليا ومستعد ادفع الديه لو أهله رضيوا "، هذه كانت كلمات حامد رضا 33 سنة جزار، من داخل قفص الاتهام، وذلك أثناء انتظاره حكم محكمة الجنايات عليه لقتله جاره داخل سوق المرج مع سبق الإصرار والترصد، وذلك على خلفية خلافات نشبة بينهم على أولوية الفرش فى السوق، تصاعدت للتشابك بالأيدى بينهما، تمكن فيها المجنى عليه من التغلب على المتهم أمام الناس جميعا.
وأضاف المتهم، أنه عقب إهانته وتعرضه للضرب على يد المجنى عليه أمام الناس جميعا فى السوق، قرر أخذ حقه مهما كلفه الأمر كونه يعمل كجزار فى السوق، فلن يسمح بأن تضيع هيبته أمام باقى البائعين حتى لا يطمع فيه شخص آخر، مضيفا أنه ذهب إلى منزله وأحضر سلاحا أبيض " كزلك " ليستخدمها فى الاعتداء على المجنى عليه انتقاما منه على ما صدر منه تجاهه، موضحا أنه خرج بعد ذلك من منزله، وقام بتناول كمية الأقراص المخدرة، حتى يغيب عن الوعى ولا يشعر بما يفعل.
ويستكمل الجانى، لافتا إلى أنه ذهب بعد ذلك إلى السوق يبحث عن جاره " المجنى عليه " لينتقم منه على ما فعله معه فى الصباح، موضحا أنه فور رؤيته له، تمكن من الاختباء وراء جدار كبير حتى لا يشاهده المجنى عليه ويعلم بما جاء من أجله، موضحا أنه بمجرد أن أحس أن المكان يكاد يخلو من البائعين، وأن المجنى عليه لم يشعر به، خرج من وراء الجدار وانهال على جاره الضحية طعنا بالسلاح الأبيض الذى كانت بحوزته، مضيفا أنه لم يترك القتيل إلا جثة هامدة غارقة فى دمائها.
ويضيف المتهم، أنه لو كان فى وعيه لما وصل الأمر إلى القتل، بل أنه كان سوف يقوم بالاعتداء فقط على المجنى عليه أخذا لحقه منه، موضحا أن ما أدى بالأمور إلى هذا الحد هو حالة اللاوعى التى كان عليها وقت ارتكاب الجربمة، لافتا إلى أن ذلك كله نتيجة تعاطيه الأقراص المخدرة التى أفقدته توازنه وعقله وقتها وساقته لحبل المشنقة.
كانت محكمة جنايات شمال القاهرة، المنعقدة بالعباسية، برئاسة المستشار إبراهيم مصطفى كمال، وعضوية المستشارين شريف فؤاد عزب، وأحمد فاضل سيد، وأمانة سر مصطفى شوقى، قضت بإجماع الأراء بإعدام جزار لقتله جاره بسبب خلاف على مكان البيع داخل سوق بالمرج.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة، قيام المتهم حامد رضا حامد محمد خليل، 33 سنة، جزار، بقتل جاره خالد محمود ياسين عمدا مع سبق الإصرار، وبيت النية على قتله، وأعد لهذا الغرض سلاح أبيض "سكين"، وما أن ظفرا به حتى انهال عليه ضربا وطعنا بأماكن متفرقة فى جسده، باستخدام السلاح قاصدا من ذلك قتله فأحدث به الإصابات التى أودت بحياته.
وأظهرت أقوال الشاهد محود ياسين، أنه أبصر المتهم بطعن المجنى عليه باستخدام سلاح أبيض قاصدا قتله محدثا إصاباته التى أودت بحياته، وذلك على أثر خلافات سابقة فيما بينهما للخلاف على مكان البيع داخل سوق المرج، أن بيت المتهم النية على قتله، مضيفا أن السلاح الأبيض المضبوط استخدمه المتهم فى ارتكاب الواقعة.