فى تحدى جديد لجمهورية الصين الشعبية من قبل تايوان، نفذت تايوان محاكاة تصد لقوة معادية، مستخدمة لأول مرة طائرات بدون طيار يشغلها مدنيون، وذلك فى إطار تدريبات عسكرية سنوية على الجزيرة، مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأجريت التدريبات تحت إشراف رئيسة تايوان، تساى إينج وين، حيث تأتى هذه التدريبات فى خضم خلاف دبلوماسى بين تايوان والصين، التى تعتبر تايوان تابعة لها بموجب سياسة "صين واحدة"، ولم تستبعد قط اللجوء إلى القوة لإخضاع الجزيرة، التى تعتبرها إقليما مارقا.
مناورات تايوان
وأجرى سلاح الجو الصينى سلسلة مناورات عسكرية قرب الجزيرة على مدى الشهور الماضية، وهو ما نددت به تايوان باعتباره ترويعا لها.
وقالت رئيسة تايوان خلال التدريبات، التى أجريت فى مدينة تايتشونج بوسط تايوان: "الفاعلية القتالية لقواتنا المسلحة هى الضامن لأمننا القومى، إنها الأساس لازدهار المجتمع وهى القوة الداعمة لقيمنا المتعلقة بالديمقراطية والحرية".
وشارك فى التدريب السنوى ما يزيد على 4000 فرد و1500 قطعة من العتاد العسكرى وحلقت فيه طائرات بدون طيار لمراقبة نموذج لساحة معركة عكف خلالها عمال على إعادة بناء مدرج قاعدة جوية.
واتهمت تايوان الصين باستخدام "دبلوماسية الدولار" لإبعاد حلفائها عنها عبر التعهد بتقديم حزم مساعدات سخية لهم، وهو ما تنفيه بكين.
جانب من المناورات
وقال شين تشونج-تشى المتحدث باسم وزارة الدفاع التايوانية: "خلال التدريبات استعرضت قواتنا المسلحة قدراتها القتالية، وهو ما تمكنت حليفتنا من رؤيته"، وأضاف: "هذه إحدى الوسائل التى نأمل فى أن تعمق الحوار بيننا".
وفى خطوة من المؤكد أن تثير غضب الصين، قال شين، إن تايوان حريصة على المشاركة فى تدريب بحرى تستضيفه الولايات المتحدة.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" قد ألغت الشهر الماضى دعوة إلى الصين للمشاركة فى تلك التدريبات ردا على ما تراه واشنطن إقداما من الصين على إضفاء طابع عسكرى على جزر فى بحر الصين الجنوبى.
وقالت صحيفة "جلوبال تايمز" فى مقال افتتاحى، اليوم الجمعة، إن على الصين أن تتأهب لأزمة فى مضيق تايوان وسط تصاعد التوتر بين بكين وواشنطن بشأن الجزيرة ذات الحكم الذاتى التى تعتبرها بكين إقليما منشقا.
وزادت الولايات المتحدة الضغط على الصين فى بحر الصين الجنوبى المتنازع عليه فى ظل تقارير عن تحليق قاذفات قنابل أمريكية فوق المنطقة هذا الأسبوع، وذكرت "رويترز"، أن واشنطن تدرس إرسال سفينة حربية إلى مضيق تايوان، فيما تخوض الصين والولايات المتحدة حاليا محادثات محتدمة بشأن التجارة، وتكررت الخلافات بين البلدين فيما يتعلق بالوجود العسكرى فى بحر الصين الجنوبى حيث تقول الصين وتايوان وفيتنام وماليزيا وبروناى والفلبين إن لها حقوقا فى السيادة عليه.
وقالت الصحيفة المدعومة من الدولة، "من المرجح أن تواجه الصين والولايات المتحدة أزمة بشأن مضيق تايوان إن آجلا أو عاجلا"، ولا تعبر الصحيفة عن السياسة الرسمية، وأضافت "البر الرئيسى الصينى لا يخشى أى أزمة فى مضيق تايوان حتى المواجهة من أجل إخماد عدوانية الولايات المتحدة وتايوان وحماية الوحدة الوطنية".
ويأتى تصاعد التوتر بشأن تايوان فى وقت حرج بالنسبة للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين إذ تخوض الدولتان مفاوضات لتفادى حرب تجارية شاملة، وأثارت الصين قلق تايوان حين زادت من تدريباتها العسكرية هذا العام بما فى ذلك تحليق قاذفات قنابل وطائرات حربية أخرى حول الجزيرة وإرسال حاملة طائرات عبر مضيق تايوان الذى يفصلها عن تايوان.