من الفجر للمغرب يقضى "أبو محمود" يوم عمل متواصل يتكرر يوميا طوال شهر رمضان فى ميدان الرفاعى، أكبر ميادين مدينة العريش بشمال سيناء بائعا "للكنافة" أمام محل صغير يستأجره، هو مصدر رزقه وأسرته.
بصوت مميز وبلهجة أبناء مدينة العريش الدارجة ينادى "يالله على الكنافة"، "اللى بدو يحلى"، "تعال اشترى أرخص كنافة"، نداء لا يتوقف إلا عند شراء زبون من كنافة "العم محمود"، الذى يجدها فرصة استراحة ليزيح براحة كفه عرق يتساقط من جبينه، ويبلل لحية بيضاء رسمت وجه قمحى خط الزمن على ملامحه أثره بقوه.
وقال "العم محمود"، إنه يعمل فى هذا المجال منذ 30 عاما مضت ولايزال مع حلول شهر رمضان، يحول نشاط مطعمه الصغير الخاص بالفلافل، لمكان بيع الكنافة، وأمامه ينصب طاولته عليها كومة شعر الكنافة.
وأضاف أن عمله يبدأ من بعد صلاة الفجر، بطهى الكنافة وتجهيزها، وما أن يشقشق النهار، وتبدأ خطوات المارة فى التواجد بالمكان، يقوم هو بالوقوف خلف طاولته، وينادى على زبائنه، ويستمر الحال طوال النهار وتزداد وتيرة العمل خلال الفترة ما بين الظهر والعصر، وتخف تدريجيا مع اقتراب موعد الإفطار حيث يتوقف نشاطه، ويعود لمنزله لتناول الإفطار مع أسرته.
وأشار إلى أنه سعيد بمهنته الشاقة جدا، ولم تقف ظروف تقدمه فى العمر حائلا أمام كسب قوت يومه، موضحًا أنه لا يعرف الجلوس على كرسى طوال النهار يقف خلف طاولته يقطع من كومة الكنافة ويبيع وإذا ما وجد متسعا من الوقت ينادى على المارة حاثا إياهم على الشراء.
وتابع قائلا " العريش بلد حلوة، وأهلها طيبين" و الزباين بتدور على البياع الأمين والشغل المعمول كويس ورخيص"، لافتا إلى أنه يبيع فى يومه مقدار من 150 إلى 200 كيلو كنافه ، مؤكدا أنه ليس الوحيد فى مدينة العريش فهناك باعة كثر ومحلات متخصصه، وقال " هى أرزاق وبتتقسم".
ويعتبر العم أبو محمود، واحدا من بين باعة بعضهم متجولين وآخرين أصحاب محلات يعج بهم ميدان الرفاعى وسط مدينة العريش، وهو مكان يعتبره أهالى العريش ملتقى تجارى لهم فيه يجدون ما يحتاجونه من مستلزامات حياتية يومية وسلع وخضروات تتوفر فى السوق.
وأكد " أبو محمود "، أنهم كباعة سعداء بتوفر احتياجاتهم من مواد اساسية تستخدم فى صناعة الكنافة والحلويات الرمضانية الشهيرة، وإن سعادته تكتمل عندما يجد رضا زبائنه عن صنعة يديه من شعر الكنافة، خصوصا مع عودتهم إليه بعد تذوقها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة