دعا أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، إلى مضاعفة الجهود المشتركة لمعالجة نزاعات المنطقة، مشددا على أن الجامعة العربية تساند كل جهود دول الاتحاد الإفريقى لحفظ السلم والأمن فى القارة الإفريقية.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، فى كلمته خلال قمة الاتحاد الأفريقى - "لقد قطعنا شوطا طويلا فى طريق تحقيق الأهداف التى انطلقت عليها الشراكة (العربية - الأفريقية) منذ تأسيسها 1977، ونجحنا معا فى توظيف امكانياتنا الجماعية وجهودنا التراكمية لجعل هذه الشراكة أكثر خصوصية".
وأعرب أبو الغيط عن تقديره للدور الذى يقوم به رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى لدفع علاقات التعاون (العربى - الأفريقى) فى كافة ميادين ومجالات العمل .
وأضاف " أعدكم بأننا سوف نواصل جهودنا وعملنا المؤسسى مع مفوضية الاتحاد الافريقى وتخطى أى عقبات قد تقف امام تنفيذ مقررات قممنا السابقة وخطط العمل التى قمنا بإعتمادها ".
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن العالم العربى والقارة الأفريقية يواجهان جملة من الأزمات والتحديات المشتركة التى تمس أمن وسلامة دولنا واستقرار مجتمعاتنا، وهو ما يحتم علينا مضاعفة الجهود المشتركة والمساعى السياسية المتناسقة لتسوية هذه النزاعات ومعالجة جذور الأسباب التى تؤدى إلى نشوب بؤر التوتر التى تساهم فى إذكائها وامتداد نطاقها.
وشدد أبو الغيط على ضرورة استكمال المسار السياسى وإتمام الاستحقاقات الدستورية والانتخابية التى يتطلع إليها الشعب الليبى، مطالبا بتعزيز التعاون فيما بيننا دعما للصومال ولجهود الحكومة الفيدرالية فى تثبيت دعائم الأمن والاستقرار على كامل أراضيها.
وأشاد الأمين العام للجامعة العربية، بالدور الأمنى والعسكرى الهام الذى تضطلع به البعثة الإفريقية وبتضحيات قواتها فى سبيل القضاء على تهديد حركة الشباب الإرهابية، مجددا حرصه على العمل مع الاتحاد الإفريقى دعما لجمهورية القمر المتحدة والحوار الوطنى المهم الذى شهدته ولكل ما من شأنه أن يحافظ على استقرارها ووحدتها الوطنية ورفاهية شعبها.
وأكد أبو الغيط، أن الجامعة العربية ستظل مساندة لكل جهد يقوم به الاتحاد الإفريقى ودوله الأعضاء لحفظ السلم والأمن فى القارة الإفريقية، مشيدا بدورها القيادى فى تشجيع الأشقاء فى جنوب السودان على تنفيذ اتفاقية وقف العدائيات العسكرية الموقعة فى ديسمبر الماضى ورعاية مفاوضات تنشيط اتفاقية السلام الموقعة عام 2015 والتى أفضت إلى التوقيع فى الخرطوم على الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار الذى نحث الجميع على التمسك به وعدم كسره.
وأعرب، عن تضامن جامعة الدول العربية مع جمهورية مالى والدول المشاركة فى القوة العسكرية الخماسية لإحلال الأمن ومكافحة الإرهاب فى منطقة الساحل، مثمنا التزام الاتحاد الأفريقى ومجلس السلم والأمن الإفريقى بإنفاذ مبادرة "إسكات البنادق" فى ربوع القارة بحلول عام 2020.
وقال أبو الغيط، إن هناك جملة من الأولويات الإقتصادية والاجتماعية والتنموية التى تسعى منظماتنا إلى تحقيقها ولكل منا رؤية وخططه واستراتيجيته بشأنها، ولكنى أقدر أن بوسعنا إقامة مزيد من الاتساق والتكامل فيما بيننا بغية تنفيذها، إذ أن أهدافنا تعد فى مجملها متشابهة واهتماماتنا فى المنظومة الدولية تكاد تكون متطابقة وهو ما ينسحب على سبيل المثال على برامجنا المتعددة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 وأجندة الاتحاد الافريقى 2063 ومنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ومنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية التى شرعتم فى إنشائها.
وعبر مجددا عن عميق التقدير لموقف الإتحاد الأفريقى الثابت دعما للقضية الفلسطينية، وقال إنه "يجسد أعلى مستويات التضامن المتبادل الذى عاهدناه فيما بيينا منذ أن كافحت شعوبنا ضد الاستعمار، ونثمن عاليا الاعلانات المبدئية التى تصدر عن قممكم رفضا للإحتلال الإسرائيلى وممارساته القمعية ضد الشعب الفلسطينى".
ووجه أبو الغيط - فى كلمته - التحية للدول الأفريقية على وقوفها مع دولة فلسطين فى المحافل الدولية ودعمها لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وآخرها تلك الخاصة بالقدس وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.كما قدم الشكر لرئيس المفوضية على تصريحاته الشجاعة التى تعكس عن حق الثوابت الافريقية التى حافظت دون شك على التزام المجتمع الدولى بالشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطينى فى أقامة دولته المستقلة.
وأضاف أننى على يقين من أن جهودكم الموقرة وتلاحمها مع جهود وإرادة أشقائكم القادة العرب سوف تمكننا سويا من تحقيق المزيد من الإنجازات فى سبيل الإرتقاء بمستوى الشراكة العربية الأفريقية إلى المستويات الأعلى التى نطمح إليها وعلى نحو ينعكس بشكل مباشر على مصالح دولنا وحكوماتنا ويعود بمنفعة ملموسة تخدم مجتمعاتنا وتشعر بها شعوبنا"، مؤكدا فى الوقت ذاته مواصلة العمل بكل الجهد والإخلاص والوصول إلى هذه الغاية .
من جهتها أكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، فى كلمتها أمام قمة الإتحاد الأفريقى بنواكشوط، أهمية الشراكة الاستراتيجية مع الإتحاد الأفريقى، وقالت إن " التنمية المستدامة هى عملنا وأجندة أفريقيا لعام 2036 مهمة للغاية .. نتشارك فى رؤية كبيرة ونعمل معا كأمم متحدة وكإتحاد إفريقى فى إطار واحد".
وأضافت أن " الأمن والسلام من الأهداف المشتركة بيننا، كما أن العمل ضمن الإطارات المشتركة بين الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقى هى خارطة الطريق الهامة لمواجهة كل التحديات التى تواجهنا من صراعات مسلحة والمعاناة الإنسانية .
وأشارت إلى أن أفريقيا تمر بمشاكل كبيرة، لافتة إلى أن الريادة تحاول أن تجد طريقها والتعليم يتحسن بشكل جيد، وكذا الوفيات بين الأطفال قلت، والعديد من النساء أصبحوا يخدمون فى مناصب قيادية.
ونوهت إلى أن المنطقة التجارية الحرة مهمة فى القارة، مشيرة فى الوقت ذاته إلى تفهمها لكل الجدران الخضراء التى نبينها من أجل حماية الملايين من التغير المناخى ،وكذا توفير العديد من الطاقة التى يحتاجها الكثيرون فى أفريقيا.مؤكدة أن أفريقيا تساهم فى كل العمليات التى تقوم بها الأمم المتحدة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة