صانع أحذية الفراشات.. حكاية أقدم ورشة لتصنيع البالرينا فى مصر.. رحلة "محمود" من أكاديمية الفنون لـ50 سنة خبرة تحت يد الروس.. خياطتها فن وحرفنة.. ودخول الماكينات للصناعة هيقضى على الحذاء الصينى

الثلاثاء، 10 يوليو 2018 01:00 م
صانع أحذية الفراشات.. حكاية أقدم ورشة لتصنيع البالرينا فى مصر.. رحلة "محمود" من أكاديمية الفنون لـ50 سنة خبرة تحت يد الروس.. خياطتها فن وحرفنة.. ودخول الماكينات للصناعة هيقضى على الحذاء الصينى صناعة حذاء الباليه
كتبت إسراء عبد القادر - تصوير أميرة نور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بأدوات تحمل أسامى أرمينية الأصل، وعشق لحرفة ورثها أبًا عن جد، يبدأ الرجل الستينى "محمود صالح"، عمله فى ورشته الخاصة لتصنيع أحذية الباليه فى السادسة صباحًا حتى العاشرة مساءً كل يوم، لا يعرف سواها حرفة، وتدور كل تفاصيل حياته حولها، تربى على حرفة من نوع خاص، ورفض لسنوات طويلة العمل فى تصنيع الأحذية بشكلها المعتاد، بل وجد فيها اختلاف ورقى، وفن تدب أرجل راقصيه على المسرح بصناعة أيادى عمال ورشة "عم محمود".

 

 

محمود صالح (2)
محمود صالح 
 
تصنيع أحذية الباليه (1)
تصنيع أحذية الباليه

بدأت كصانع أحذية صغير فى أكاديمية الفنون سنة 1968، واتعلمت على إيد الخبير الروسى بورشوف وقتها"، كلمات بدأ بها محمود حديثه لـ"اليوم السابع"، حول حرفته التى يعشقها منذ الطفولة.

وبملامح تخللتها خبرة السنوات يحكى محمود تاريخ عمل عائلته فى تلك الحرفة، قائلًا "من الستينيات وجدى وأبويا بيتعاملوا مع الأرمن اللى دخلوا الأحذية مصر وقضوا على ثقافة لبس البلغة"، مضيفًا "لما ظهرت الفرق الفنية، ورقص الباليه استعانوا بعيلتنا عشان يصنعوا الأحذية يدويًا".

أحد العمال فى الورشة
أحد العمال فى الورشة
 
احذية الباليه (1)
أحذية الباليه 

ارتباطه بعمله كصانع فى أكاديمية الفنون جعله يعمل فى ورشته الخاص منذ التسعينيات، وهو ما جعله يحفظ كل ما يخص رقص الباليه عن ظهر قلب، تتغير ملامحه، ويعتدل فى جلسته ليتحدث عن تفاصيل حذاء الباليه الذى ينقسم للبوانت والديميه والكراكتر، "جزمة البوانت خاصة بالرقصات الصعبة، والديميه للتدريب، أما الكراكتر للتانجو والاسبانيول"، كلمات نمت عن معرفة دقيقة منه بحرفته.

يحرص منذ أن بدأ العمل فى تلك الورشة على العمل بخامات مصرية أصيلة، من الجلود للحرير حتى الخامات القطنية، ويرى أن كلمة السر فى ورشته هى "الأصالة وشرب الصنعة لأكثر من 50 عاما"، مع متابعة التطورات فى تصنيع الحذاء فى الخارج، حتى أصبح "الورشة رقم واحد فى الشرق الأوسط"، بشهادة الراقصين.

احذية الباليه (2)
أحذية الباليه
 
تصنيع أحذية الباليه (1)
تصنيع أحذية الباليه 
 
حذاء باليه
حذاء باليه

تفاصيل عديدة يعيشها محمود خلال عمله، ويكبر الزبائن أمام أعينه لسنوات طويلة "الزباين بيجولى بالاسم وبيكبروا قدام عنيا وبقوا مدربين كبار فى الإسكندرية"، بنبرة سكنتها السعادة البالغة قال محمود تلك الكلمات عما ينتجه والعمال فى ورشته من أحذية.

7 أزواج من الأحذية هى حصيلة عمل اليوم الواحد فى الورشة، أو بحسب الطلبية التى تطلبها فرق الرقص كل فترة، فيعمل والعمال فى ورشته كخلية النحل من أجل إنجاز العدد المطلوب، فيمر الحذاء بأكثر من مرحلة من التفصيل للتجهيز ووضع اللمسات الأخيرة وهى المرحلة الأقرب لقلبه.

تصنيع أحذية الباليه (3)
تصنيع أحذية الباليه
 
محمود صالح (3)
محمود صالح 

وعن تلك الصناعة فى مصر يقول إنها ينقصها استخدام الماكينات، فكل العاملين فيها يقومون بالأعمال اليدوية للحذاء من الأول للآخر، وهو ما يجعل الكثيرون ينبهرون عندما يزورونه فى الورشة، حيث توسع فى السنوات الأخيرة وأصبح يصدر لألمانيا وإيطاليا وسوريا، بالرغم من صعوبات العمالة التى يقبلها فى المجال، لأن تصنيع حذاء الباليه "حرفة وليست مهنة"، والعامل فيها لابد وأن يكون وارثًا للحرفة، أو يتخذ وقتصا حتى يتعلمها ويجد شغفه فيها.

تصنيع أحذية الباليه (1)
تصنيع أحذية الباليه
 
تصنيع أحذية الباليه (2)
تصنيع أحذية الباليه
 
محمود صالح (1)
محمود صالح

"لو فى مكن مش هخلى جزمة صينى فى السوق"، كلمات عبر بها محمود عما يحلم به بالنسبة للتطوير فى مجاله الفريد من نوعه، موضحًا أن استيراد حذاء الباليه وصل لـ1200 جنيه للزوج، بينما يتكلف شراء المصرى 400 جنيه فقط.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة