احتفلت سفارة مصر فى أديس أبابا اليوم الثلاثاء بذكرى الـ66 لثورة يوليو المجيدة حضرها عدد كبير من السفراء والدبلوماسيين وأعضاء الجالية المصرية والمقيمين فى إثيوبيا، كما حضر الاحتفال عدد من كبار الشخصيات العامة فى المجتمع الإثيوبى، وعدد من الفنانين والكتاب، والصحفيين، ورجال الدين، وعدد كبير من المستثمرين المصريين المتواجدين فى إثيوبيا، حيث بدأ الحفل بعزف نشيد الاتحاد الأفريقى والنشيدين الوطنيين لمصر وإثيوبيا.
شارك المكتب الإعلامى بأديس ابابا التابع الهيئة العامة للاستعلامات فى الاحتفال وأقام معرض لمطبوعات الهيئة باللغة الانجليزية والعربية وكذلك مجموعة من البوسترات الثقافية والسياحية والدينية عن مصر لقت إقبالاً من قبل الحاضرين، وقال خالد عفيفى القائم بأعمال المكتب الإعلامى بأديس أبابا: إن السفير أبو بكر حفنى السفير المصرى لدى إثيوبيا والمندوب الدائم لدى الاتحاد الأفريقى ألقى كلمة بهذه المناسبة استهلها بتقديم الشكر لجميع الضيوف لمشاركتهم فى حفل العيد الوطنى، وأكد فيها على امتداد العلاقات بين الشعبين الشقيقين المصرى والإثيوبى من الآلاف العقود والتى تحققت بالعلاقات الثنائية بين الدولتين مؤخراً مكنتها من الوصول لمستوى غير مسبوق مدفوعة بالفهم والود المُشترك لكل من الرئيس السيسى وآبيى أحمد رئيس وزراء إثيوبيا.
وأشار السفير أبو بكر إلى إعادة إطلاق مسار المشاورات الرئاسية الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان خلال القمة الأفريقية بأديس أبابا شهر يناير 2018؛ بهدف إعادة إحياء العلاقة الاستراتيجية المُستدامة بين البلدان الثلاث، وهو المسار الذى استتبعه عدد من الخطوات الهامة، ومنها بدء مسار إنشاء صندوق ثلاثى لتمويل المشروعات التنموية بالدول الثلاث عبر عقد الاجتماع التمهيدى للخبراء بالقاهرة الأسبوع الماضى، كما اشار إلى أن الأمر المُبشر والإيجابى بخصوص مسألة مفاوضات المياه وسد النهضة، لوجود قناعة وإيمان بين القادة الثلاث بأن تسوية تلك المعضلة لن تكن سوى بالتواصل والتعاون المُستمر، ليس فقط بين دول الحوض الشرقى لنهر النيل، بل ومع بقية دول الحوض الأوسع.
وأضاف السفير أبو بكر "أن مصر لم تقبل الابتعاد عن حاضنتها الأفريقية، لتنجح فى استئناف عضويتها من جديد داخل الاتحاد الأفريقى عام 2014، وتواصل مسيرتها الداعمة لقارتها كما اضاف "فإننا نتطلع إلى رئاسة السيد رئيس الجمهورية للاتحاد الأفريقى عام 2019، وهى الرئاسة التى من المُخطط أن تشهد تحركات مكثفة ونشطة على صعيد العمل الأفريقى وتعزيز التكامل الاقتصادى فى القارة؛ ومنها دخول اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية CFTA حيز النفاذ، والتوجه نحو عقد قمة أفريقية استثنائية للاحتفال بهذا الأمر، وكذا البناء على انجازات الرئاسة الرواندية الحالية للاتحاد فى مجال الإصلاح المالى والمؤسسى للاتحاد الأفريقى، وهو الأمر الذى سنستمر فيه بوتيرة أكبر خلال عام الرئاسة المصرية، بالإضافة إلى تطلعنا للرئاسة المشتركة لقمم شراكات الاتحاد مع كل من جامعة الدول العربية واليابان TICAD خلال العام 2019.
وفيما يلى نص كلمة سفير مصر فى أديس أبابا خلال الاحتفال
الأصدقاء والزملاء الأعزاء،
السيدات والسادة الحضور،
دعونى، أولاً، أن أشكركم على تفضلكم بالمجىء ومشاركتنا فى حفل العيد الوطنى المصرى بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 66 لثورة 23 يوليو المجيدة، وهو الحفل الذى يتزامن مع موعد رحيلنا قريباً نهاية شهر أغسطس 2018، أنا وزوجتى العزيزة "نيهال"، بعد مرور 3 سنوات على وصولنا إلى أديس أبابا للعمل سفيراً لبلدى، والتى سبقها عملى عضواً بالسفارة المصرية هنا لمدة 4 سنوات خلال الفترة من 1997 حتى 2001، وبما يجعل من إثيوبيا المحطة الأطول فى حياتنا المهنية بإجمالى 7 سنوات من العمل والاستمتاع والتعلم، وخلق منها دولة أحببناها نحن وأبنائنا "طارق" و"عمر"، فإثيوبيا تُمثل لنا البلد المضياف الطيب الأصيل، الذى طفنا أرجائه وتعلمنا به الكثير.
هذا، وقد امتدت العلاقات بين الشعبين الشقيقين المصرى والإثيوبى لمئات – وربما آلاف - العقود وستستمر للأبد مثالاً للحب والوفاء والسلام، وبما سمح للبلدين بعبور العديد من العثرات على مدار تاريخ علاقتهما، ولعل أبرز دليل على ذلك ما شهدتموه من الإنجازات التى تحققت بالعلاقات الثنائية بين الدولتين مؤخراً مكنتها من الوصول لمستوى غير مسبوق، مدفوعة بالفهم والود المُشترك لكل من السيد/ عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، والدكتور/ آبى أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا. ولعل الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء إلى أسمره يُمكن أن تُمثل فى أهميتها الزيارة التاريخية للرئيس المصرى "السادات" إلى القدس للبحث عن السلام. السيدات والسادة، نحن بالفعل نشهد مرحلة هامة من صناعة التاريخ.
السيدات والسادة،
يستحضرنى القليل من الكثير من بين تلك الانجازات على الصعيد الثنائى بين مصر وإثيوبيا؛ ومنها ما تم خلال الأشهر الست الماضية من انعقاد اللجنة العُليا المُشتركة بين البلدين للمرة الأولى على مستوى القيادتين السياسيتين بالقاهرة شهر يناير 2018، والزيارة الناجحة للغاية لد. آبى أحمد رئيس الوزراء الإثيوبى الأخيرة إلى القاهرة الشهر الماضى، والتى استضافه خلالها شقيقه الرئيس "السيسى”، بما يعكس أن الفهم المُشترك يجب أن يسود، وأن التعاون بين الأشقاء لابد أن ينتصر.
هذا، وتجدر الإشارة، كذلك، إلى إعادة إطلاق مسار المشاورات الرئاسية الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان خلال القمة الأفريقية بأديس أبابا شهر يناير 2018؛ بهدف إعادة إحياء العلاقة الاستراتيجية المُستدامة بين البلدان الثلاث، وهو المسار الذى استتبعه عدد من الخطوات الهامة، ومنها بدء مسار إنشاء صندوق ثلاثى لتمويل المشروعات التنموية بالدول الثلاث عبر عقد الاجتماع التمهيدى للخبراء بالقاهرة الأسبوع الماضى.
واتصالاً بمسألة مفاوضات المياه وسد النهضة، فالأمر المُبشر والإيجابى هو وجود قناعة وإيمان بين القادة الثلاث بأن تسوية تلك المعضلة لن تكن سوى بالتواصل والتعاون المُستمر، ليس فقط بين دول الحوض الشرقى لنهر النيل، بل ومع بقية دول الحوض الأوسع. ولا أخفى عليكم الحلم الذى طالما راود مصر، بالتعاون مع أشقائنا، فى إنشاء ممر ملاحى مُنتظم يربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط، بما يدعم حركة الانتقال والتجارة بين دولنا، ويوفر منفذ ملاحى ومائى لدول المنطقة الحبيسة؛ فى مثل حى على فاعلية كل من التعاون والتكامل فى مواجهة التحديات الوطنية والإقليمية بنجاح.
الأصدقاء والزملاء،
على صعيد الاتحاد الأفريقى، فإن مصر تولى الأهمية والأولوية لدفع مسار العمل الأفريقى، فمصر وأرغب أن أشارككم أمراً نعتبره فى مصر قصة نجاح وكفاح، فبلادى كانت – عبر زعيمها "جمال عبد الناصر" – أحد الدول المؤسسة للاتحاد الأفريقى، شأنه شأن بقية الآباء المؤسسين؛ مثل هايلا سيلاسى، وكوامى نيكروما، وأحمد سيكوتورى، والحسن الثانى، وأحمد بن بيلا، وإبراهيم عبود، وسيدار سنجور، وجوليوس نيريرى، ومدوبو كيتا، وباتريس لومومبا، وغيرهم من الزعماء والآباء. وعلى الرغم من ذلك الرصيد، ولظروف سياسية شهدتها مصر فى تلك الفترة، فقد تم تعليق عضوية مصر بالاتحاد الأفريقى فى أعقاب ثورة 30 يونيو 2013 ضد نظام الإخوان المسلمين المُتطرف؛ غير أن مصر لم تقبل الابتعاد عن حاضنتها الأفريقية، لتنجح فى استئناف عضويتها من جديد داخل الاتحاد الأفريقى عام 2014، وتواصل مسيرتها الداعمة لقارتها؛ ونيل عضوية مجلس السلم والأمن الأفريقى عام 2016، حين ترأس السيد رئيس الجمهورية قمتين للمجلس عامى 2016 و2017 حول كل من الأوضاع فى جنوب السودان والإرهاب العابر للحدود، وصولاً لتولى مصر رئاسة الاتحاد العام المقبل، فضلاً عن الإعلان فى القمة الأفريقية الأخيرة بنواكشوط عن استضافة مصر - للمرة الأولى فى تاريخها - أحد مقرات الاتحاد الأفريقى، ألا وهو المركز الأفريقى لإعادة الأعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد الصراع بُناءً على المبادرة المصرية ذات الصلة بإنشاء المركز عام 2011.
فى نفس السياق، فإننا نتطلع إلى رئاسة السيد رئيس الجمهورية للاتحاد الأفريقى عام 2019، وهى الرئاسة التى من المُخطط أن تشهد تحركات مكثفة ونشطة على صعيد العمل الأفريقى وتعزيز التكامل الاقتصادى فى القارة؛ ومنها دخول اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية CFTA حيز النفاذ، والتوجه نحو عقد قمة أفريقية استثنائية للاحتفال بهذا الأمر، وكذا البناء على انجازات الرئاسة الرواندية الحالية للاتحاد فى مجال الإصلاح المالى والمؤسسى للاتحاد الأفريقى، وهو الأمر الذى سنستمر فيه بوتيرة أكبر خلال عام الرئاسة المصرية، بالإضافة إلى تطلعنا للرئاسة المشتركة لقمم شراكات الاتحاد مع كل من جامعة الدول العربية واليابان TICAD خلال العام 2019.
السيدات والسادة ضيوف بيت مصر،
أود، قبل إنهاء كلمتى، التأكيد على اعتبارنا مصر جزءاً لا يتجزأ من أفريقيا، والتعهد بالاستمرار فى لعب دورها الأساسى فى حفظ السلم والأمن بأفريقيا وخاصةً منطقة القرن الأفريقى والبحر الأحمر الذى تُمثل مصر مدخله الشمالى، وحيث تضع مصر مشروعها العملاق المُتمثل فى تنمية محور قناة السويس فى خدمة رفاهية ومصالح قارتها الأفريقية.
فى النهاية، اسمحوا لى، وزوجتى العزيزة، بدعوتكم لإلقاء نظرة على معرض لوحات الفنان الأفريقى الإثيوبي/ Haile Kifle، حيث يعكس بعضها انطباعاته بعد زيارة مدينتى الأقصر وأسوان جنوب مصر، وما لمسه من تقارب كبير بين الحضارتين المصرية والإثيوبية، كما يتضح فى ثلاث لوحات، وخاصةً اللوحة الرائعة الموجودة خلفي؛ والتى تصور مصافحة زعيمين عظيمين، كما صور كذلك معاناة وآلام اللاجئين والنازحين داخلياً فى أفريقيا؛ وبما يتماشى مع موضوع عام 2019 للاتحاد الأفريقى حول النزوح فى أفريقيا.
كما نود، نيهال وأنا، دعوتكم لزيارة بلدنا بعد العودة للقاهرة، حيث سيُسعدنا استقبالكم وإسداء ما يُمكننا من نصائح حول كيفية الاستمتاع ببلدكم الثانى مصر.
قبل الختام، أود الانتهاء بالإعراب عن شكرى وتقديرى لزملائى بالسفارة المصرية والسلك الدبلوماسى المُعتمد بأديس أبابا، كما أود أن اتقدم بالشكر والتقدير للمكتب الاعلامى بالسفارة على حسن التعاون والتنسيق وكذا أصدقائى المصريين والإثيوبيين، فدونهم لكانت مُهمتى هنا أصعب، أن لم تكن مُستحيلة. شكراً جزيلاً لكم زملائى الأعزاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة