فى حلقة جديدة من المواجهة، عقدت لجنة الأمن القومى فى الكونجرس، جلسة لبحث حظر تنظيم الإخوان، وإدراجه على قوائم الإرهاب، مؤكدة أن التنظيم يشكل تهديداً للأمن القومى الأمريكى ويستوجب حظر نشاطه وتواجده داخل الولايات المتحدة.
وأكدت اللجنة خلال اجتماعها الذى عقد عصر اليوم، أن تنظيم الإخوان الإرهابى يشكل تهديدا للأمن القومى الأمريكى، مشددة على أن الإخوان جماعة تبنت الإرهاب، وطالبت بإدراجها بقوائم الكيانات الإرهابية على غرار ما قامت به مصر والسعودية والإمارات.
وأكد المجتمعون أن تنظيم الإخوان الإرهابى موجود فى العديد من الدول، وأن التنظيمات الإرهابية الأخرى تستلهم من الإخوان أيديولوجيتهم المتطرفة وتستخدم مناحى سياسية فى العديد من الدول كما أنهم يتطلعون إلى الحكم.
وقال عضو بلجنة الأمن القومى بالكونجرس الأمريكى، خلال جلسة للكونجرس الأمريكى، إن فروع جماعة الإخوان لا تزال تعتق العنف والإرهاب ومن بينهم لواء الثورة حيث لا زالت تقوم بعمليات ارهابية وتستهدف مسئولين أمنيين داخل مصر وتفجيرات تستهدف المنشأت مثل هجمات كنيسة طنطا وأحد السفارات فى القاهرة فى العام 2017.
مشاهد من تفجير كنيسة طنطا
وأشار إلى أن هناك مجموعات سياسية تقع تحت مظلة الإخوان فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مثل الأردن والمغرب وتونس، مبينا أن استراتيجية واشنطن حددت التهديدات التى تمثلها بعض المجموعات، وصنفت وزارة الخارجية مكتب الإخوان بأنها جماعة إرهابية.
ولا تعد هذه المواجهة الأولى داخل الكونجرس لمطالبة وزارتى الخزانة والخارجية الأمريكية بإدراج الإخوان على قوائم الإرهاب، منذ ولاية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حيث أرسل مجموعة من أعضاء الكونجرس الأمريكى فى نوفمبر الماضى خطاباً لوزير الخارجية الأمريكى السابق ريكس تيلرسون لإدراج الجماعة على قوائم الإرهاب.
وزير الخارجية الأمريكى
ويتوقع مراقبون، إن مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكى الحالى، بإمكانه اتخاذ هذه الخطوة وهى إدارج جماعة الإخوان لمنظمات الإرهابية الدولية بخلاف الوزير السابق ريكس تيلرسون، الذى اتهمته العديد من الدوائر السياسية داخل واشنطن بعرقلة هذا الملف.
وفى خطاب سابق وجهه أعضاء الكونجرس للوزير السابق ريكس تيلرسون، قال الأعضاء: "نعتقد أنه ينبغى على الولايات المتحدة التحرك وتصنيف أفرع الإخوان هذه كمنظمات إرهابية أجنبية فى أسرع وقت".
وأضافوا "إن حكومات الدول، التى تحظى بالإحترام، قامت بالفعل بتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، ومن خلال تطبيق تصنيفنا الخاص، فإن ذلك سوف يسمح لنا بفرض قيود مالية وعلى سفر أولئك الأعضاء الذين يشاركون فى الأنشطو الإرهابية التى تهدد الأمن القومى للولايات المتحدة".
وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون
ومنذ دخول ترامب للبيت الأبيض، شهد ملف جماعة الإخوان وتصنيفها على قوائم الإرهاب حالة من الجدل والصراع الداخلى فى الإدارة الأمريكية، حيث يسعى الرئيس لإدراج الجماعة على قوائم الإرهاب، بجانب عدد من مستشارينه، فيما تتبنى وزير الخارجية السابق ريكس تليرسون موقف يتسم بالغموض، وهو ما دفع العديد من وسائل الإعلام والمسئولين الأمريكيين إلى اتهام وزير الخارجية بالمماطلة.
وفى تصريحات سابقة، اتهم ستيفان جوركا مستشار ترامب للشئون الأمنية المستقيل، بعض الأطراف داخل البيت الأبيض بالعمالة لجماعة الإخوان، قائلاً إن أجندة الرئيس تمت عرقلتها من قبل "تيار من البيروقراطيين الحكوميين وبعض المعينين السياسيين المعارضين للسياسات الصارمة فى مكافحة الإرهاب".
ستيفان جوركا
وقال جوركا، فى حوار نشره موقع "واشنطن فرى بيكون" الأمريكى: "عانينا داخل الإدارة من تحولنا إلى الجمود البيروقراطى بسبب أولئك الذين يتعاطفون مع جماعة الإخوان وأفرادها داخل الإدارة"، مشيراً إلى أن "المؤمنين الحقيقيين بأجندة ترامب تمت الإطاحة بهم تدريجيا من مجلس الأمن القومى والبيت الأبيض.