لم أخطط حقيقة أن أقوم برحلة هذا العام، إلا أننى وجدت نفسى أحزم حقائبى، وذهبت وأنا "خائف"، كنت فى رحلة أخرى "للإحساس بالذنب".
حجزت على طيران "ليتنى أملك"، ولم أضع حقائبى فى مخزن الطائرة، فالجميع على هذه الخطوط يحملون حقائبهم على الدوام، وإضطررت لجرها لمسافة طويلة بمطار "مدينة الندم"، وكنت أرى الناس من كل أرجاء العالم مثقلون وحانقون من الحقائب التى أعدوها بأنفسهم.
ركبت تاكسى إلى فندق "الملاذ الأخير"، وكان السائق طوال الطريق يقود باتجاه "الخلف"، ويدير رأسه لينظر من فوق كتفيه.
وهناك وجدت الصالة التى ستقام بها مناسبتى "الحفل السنوى للرثاء"، وبينما أملأ بياناتى للتسجيل بالفندق، رأيت كل زملائى القدامى على لائحة المدعوين.
عائلة "ما كان، لو، ياريت، كان يجب، الفرص الضائعة والمفقودة، الأيام الماضية" بالفعل كان عددهم كبير جدا وأكثر من إمكانية إحصائهم، لكن تجمع بينهم جميعا القصص الحزينه والأحلام المحطمة، وسيكون هناك أيضا "لا تلومنى، ما باليد حيله".
وبالطبع سنمضى ساعات وساعات من التسلية التى سيوفرها لنا راوى الحكايات المعروف "إنها غلتطهم ".
وبينما كنت استعد للبقاء لليلة طويلة بالفعل، إكتشفت أن الشخص الوحيد الذى لدية سلطة إرسال كل هؤلاء الناس إلى بيوتهم وإنهاء ذلك الحفل الشنيع هو "أنا" !
كل ما على فعله.. هو العودة إلى الحاضر والترحيب باليوم الجديد !
إذا وجدت نفسك ستقوم برحلة إلى مدينة الندم، فإعرف أنها رحلة تحجزها بنفسك.. وتستطيع إلغائها فى أى وقت، بدون أن تتحمل أى عقوبة أو تكاليف.. لكن أنت الشخص الوحيد الذى يستطيع ذلك !
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة