الفاتيكان والأقباط.. تواضروس وفرنسيس vs يوحنا بولس وشنودة الثالث.. كيف غيرت توجهات الباباوات التاريخ.. البابا شنودة قضى على قطيعة عمرها قرن ونصف.. و"تواضروس" تحدى المتشددين لأجل الوحدة

الخميس، 12 يوليو 2018 06:00 م
الفاتيكان والأقباط.. تواضروس وفرنسيس vs يوحنا بولس وشنودة الثالث.. كيف غيرت توجهات الباباوات التاريخ.. البابا شنودة قضى على قطيعة عمرها قرن ونصف.. و"تواضروس" تحدى المتشددين لأجل الوحدة الفاتيكان والأقباط
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"البابا تواضروس يصلى قداسًا قبطيًا فى أكبر كنائس الفاتيكان"، لم يكن الخبر السابق إلا نتيجة، بابا الكنيسة القبطية يصلى فى كنيسة كاثوليكية يقفز فوق سنوات الشقاق التى بدأت عام 451 ميلادية بمجمع خلقدونية الذي انقسمت على أثره كنائس العالم لنوعين وأدى لابتعاد الكنائس الشرقيّة القبطيّة والأرمنيّة والسريانيّة، عن الشراكة مع الكنيستين الرومانيّة (الفاتيكان) والبيزنطيّة، وصار كل منهما فى طريق "الشرقيون في ناحية والكنائس الغربية في واد آخر" يتفقون على الكثير ويختلفون على القليل، لكن صوت الخلاف أعلى، إلا أن تلك الانقسامات التي تغذت على الفرقة والفتنة ما يزيد عن نصف قرن من الزمان، ما لبثت أن تغيرت حين وصل لسدة الكنيسة الرومانية الفاتيكانية البابا القديس يوحنا بولس الثالث والبابا الكبير "شنودة الثالث".

 

البابا شنودة فى الفاتيكان بعد قرن ونصف من الخلاف

 العاشر من مايو عام 1973، تفاصيل زيارة البابا شنودة التى أشار إليها البابا تواضروس، إلى البابا الراحل بولس السادس، بابا الفاتيكان آنذاك، عندما كانت الزيارة بمثابة انطلاق الحوار الرسمي بين الكنيستين الكاثوليكية والقبطية الأرثوذكسية لأول مرة، وذلك منذ مجمع خلقيدونية عام 451 الميلادى والذي تسبب فى انشقاق الكنائس المسيحية ابتعاد الكنائس الشرقيّة القبطيّة والأرمنيّة والسريانيّة، عن الشراكة مع الكنيستين الرومانيّة والبيزنطيّة الذين يرون أن مجمع خلقيدونية المجمع المسكونى الرابع.

والتقى البابا شنودة خلال تلك الزيارة مع البابا الراحل بولس السادس، وخلال تلك الزيارة استعاد "شنودة" رفات القديس أثناسيوس أثناء الاحتفال بذكرى مرور 16 قرناً على وفاته.

واستمرت الزيارة لمدة 6 أيام، نتج عنها التوقيع بين البابوين على بيان مشترك للاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لإعداد دراسات مشتركة في "التقليد الكنسى، وعلم آباء الكنيسة، الليتورجيات، واللاهوت، والتاريخ، والمشاكل العلمية"، حتى يتمكن قادة الكنيستين من التعاون والسعى لحل الخلافات القائمة بين الكنيستين بروح الاحترام المتبادل.

وبعد انعقاد اجتماع بين الكنيستين فى العام التالى، أخذت تتوالى الاجتماعات بعد ذلك، وعقب مزاولة البابا شنودة مهام منصبه البابوى عام 1985 عاد الحوار من جديد بين الكنيستين، والمستمر حتى اليوم، والتقى البابا يوحنا بولس مع البابا شنودة داخل المقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية فى لقاء استمر 45 دقيقة، وخلال وجوده فى القاهرة أقيم قداس صلاة كبير للبابا يوحنا فى اليوم التالى داخل استاد القاهرة الدولى، حضره نحو 23 ألف مسيحى.

 

تواضروس وفرنسيس.. انفتاح ووحدة

تشكلت علاقة البابا تواضروس الثانى، بنظيره الفاتيكانى مبكرًا جدًا، أى منذ السنة الأولى لاعتلاء تواضروس سدة كرسى مارمرقس، إذ قرر أن تكون زيارته الخارجية الأولى للفاتيكان وهو الأمر الذى انعكس على البابا فرنسيس فجاء مصر بعد شهور من حوادث تفجير الكنائس عام 2016 ولم يعبأ بتلك التحذيرات التى راجت في الصحف العالمية وصلى جوار البابا تواضروس في الكنيسة البطرسية ووقعا معًا اتفاقية إطارية يسعون من خلالها لقبول معمودية الكاثوليك وهو الاتفاق الذى تجمد إثر هجوم كنسى عاصف من أساقفة التيار التقليدى ضد البابا تواضروس فتراجع عن قبول المعمودية واستبدلها بكلمة السعى لقبول المعمودية.

تجاسر البابا تواضروس، أكثر وأكثر وقرر الصلاة فى قلب كنيسة فاتيكانية، صلاة بلغته القبطية يعلن من خلالها استمراره فى مسيرته بعدما أعاد ترتيب الكنيسة من الداخل بالشكل الذى يسمح لتعاليمه المستنيرة بالانتشار والنمو.

 

محاولات لدفع المياه الراكدة ومقاومة من التقليديين

يرى الباحث القبطى كمال زاخر، أن توجهات قداسة البابا تواضروس الانفتاحية هى استكمال لمسيرة بدأها البابا شنودة فهو الذى حرص على زيارة الفاتيكان حتى صارت زيارته يومًا للتآخى معهم ووقع اتفاقية إطارية فى التسعينات من القرن الماضى، تقضى بالاعتراف المتبادل بإيمان الكنيستين وهو ما واجه أيضًا عاصفة من الجدل دفعت البابا شنودة لتجميد تلك الاتفاقية فى الأدراج تمامًا مثلما حدث عقب زيارة بابا الفاتيكان لمصر العام الماضى.

الأنبا كيرلس، مطران أسيوط للكاثوليك، يقول عن قضية توحيد المعمودية بين الكاثوليك والأرثوذكس، إن هذه القضية كانت مطروحة للنقاش منذ عصر البابا شنودة، حيث بدأت لجان الحوار اللاهوتى بين الكنائس الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، منذ زيارة البابا شنودة للبابا بولس الثانى فى السبعينيات، واكتشفت تلك اللجان أن الخلاف التاريخى بين الكنيستين لا وجود له، فهى مجرد خلافات لفظية بسبب اختلاف اللغات التى يتحدثون بها، فاقترح البابا شنودة نصًا ليزيل السبب الرئيسى للخلاف، وقد طرح قضية المعمودية أكثر من مرة فى المناقشات، لافتا إلى أن الخلافات تنشأ بين الكنائس الأرثوذكسية نفسها، فبعض الكنائس الأرثوذكسية الأخرى تقبل المعمودية، والكنيسة القبطية ترفضها.

وتابع: "وحين زار البابا تواضروس البابا فرنسيس فى روما، اتفقا على إعادة النظر فى تلك الأمور، ورأى البابا تواضروس زيارة بابا الفاتيكان لمصر فرصة لهذا الاتفاق التاريخى، إلا أن أساقفة الكنيسة وصقور الحرس القديم رفضوا وتعللوا بقوانين الكنيسة، فسحب البابا تواضروس الاتفاق، وأضاف عبارة "نسعى جاهدين لعدم إعادة المعمودية".

كل تلك الأحداث التى تدور بين الكنيستين تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن البابا تواضروس والبابا فرانسيس سيغيران معًا خلافات التاريخ مثلما حاول من سبقوهما.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة