- "الناتو" قلق من أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار بالمنطقة
- ترامب يتهم ألمانيا بالخضوع لروسيا
- وزير الخارجية الألمانى يرد: لسنا أسرى لروسيا أو أمريكا
- ينس ستولتنبرج يؤكد: الحلفاء متفقون على الملفات الحساسة
سادت حالة من الخلاف بين أعضاء حلف شمال الأطلسى المجتمعين فى العاصمة البلجيكية بروكسل، ضمن فاعليات القمة رقم 26 لدول الناتو، التى انطلقت أمس، والتى ظهرت بطريقة غير مباشرة، الشهر الماضى خلال قمة مجموعة السبع التى عقدت فى العاصمة الكندية، بسبب التجارة والإجراءات الحمائية الأمريكية، بالإضافة إلى التصاريح اللاذعة بين رئيس المجلس الأوروبى، دونالد توسك، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
أعضاء حلف الناتو
وأظهرت اجتماعات اليوم الأول للقمة الـ 26 لأعضاء حلف شمال الأطلسى، الخلاف الأمريكى الأوروبى، حول نفقات الحلف وسياساته تجاه العديد من القضايا، أهمها التهديدات الروسية والإيرانية والكورية الشمالية المزعزعة للاستقرار، والتهديدات الإرهابية.
وتجاهل المسئولان بعضهما خلال سيرهم فى ممر المقر الجديد للحلف حتى المنصة لالتقاط الصورة التقليدية للمجتمعين، على أن يلتقيا فى وقت لاحق، وفق ما ذكرت وسائل إعلام فرنسية.
ترامب بجوار تيريزا ماي
ويرى مراقبون، إن القمة الـ 26 لحلف الناتو، تعتبر هى الأصعب فى الاجتماعات التى عقدت بين الدول الأعضاء، على مدار سنوات ماضية، بدء ذلك بهجوم الرئيس الأمريكى على دول الحلف من خلال تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى تويتر، يطالبهم فيها بتسديد "مستحقات" للولايات المتحدة الأمريكية.
وحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن الناتو، فإن الولايات المتحدة تعتبر الدولة الأكبر مساهمة تاريخيا فى نفقات الحلف، إذ بلغت تلك المساهمات 686 مليار دولار خلال 2017، وهو ما يشكل نسبة 71 % من إجمالى ما أنفقته الدول الـ 29 الأعضاء على الدفاع، وقارب حجم ما أنفقته أمريكا منذ عام 2010 وحتى نهاية 2017، الـ 5.5 تريليون دولار.
ميركل
وشن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، هجوما حادا على ألمانيا متهما إياها بإثراء روسيا وعدم الوفاء بالتزاماتها خلال اليوم الأول من قمة حلف شمال الأطلسى فى بروكسل.
وقال ترامب خلال لقاء مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسى ينس ستولتنبرج الذى حاول تهدئته "إن ألمانيا خاضعة بالكامل لسيطرة روسيا، إنها تدفع مليارات الدولارات لروسيا لتأمين إمداداتها بالطاقة وعلينا الدفاع عنهم فى مواجهة روسيا، كيف يمكن تفسير هذا الأمر؟ هذا ليس عادلا".
ماكرون بجوار ترودو
لكن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ردت قائلة إن لألمانيا سياساتها الخاصة مؤكدة أن بلادها تتخذ قراراتها فى شكل "مستقل" بدون ذكر اسم ترامب.
وأضافت: "لقد عشت شخصيا فى الجزء من ألمانيا الذى كان يحتله الاتحاد السوفياتي، إنى سعيدة جدا بأننا اليوم موحدين تحت راية الحرية".
كما ردّ وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، على وصف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لبرلين بأنها "أسيرة" لروسيا قائلاً "لسنا أسرى" لروسيا أو أمريكا.
وقال ماس للصحفيين على هامش قمة منظمة حلف شمال الأطلسى: "لسنا أسرى لا لروسيا ولا للولايات المتحدة"، مضيفاً: "نحن إحدى الدول الضامنة للعالم الحر وسنبقى كذلك"، وأشار الوزير الألمانى إلى أنّ برلين تعتزم زيادة الإنفاق العسكرى بمعدل يصل إلى 8% بحلول العام 2024.
فى قمة عام 2014، تبنت دول الحلف قراراً يقضى برفع الإنفاق العسكرى فى كل دولة إلى ما يعادل 2 % على الأقل من دخلها القومى السنوي، لغاية عام 2024، لكن نحو 15 دولة من أعضاء الحلف من بينها ألمانيا وكندا وإيطاليا وبلجيكا وإسبانيا لا يزال إنفاقها على الدفاع تحت عتبة 1,4 % فى 2018 وستكون غير قادرة على احترام وعدها.
ترامب يتحدث لأردوغان
من جانبه اعتبر، ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أن الرئيس الأمريكى استخدم "لهجة مباشرة جدا" لكنه أكد أن الحلفاء متفقون على الملفات الحساسة وهى ضرورة تعزيز قدرة الحلف على المواجهة ومكافحة الإرهاب وتقاسم العبء المالى بإنصاف أكبر.
وعبّر حلف شمال الأطلسى عن القلق من "الأنشطة المزعزعة للاستقرار" التى تقوم بها إيران فى منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى "اختباراتها الصاروخية المكثفة".
كما أظهروا مخاوفهم من الأنشطة التى انتهجتها روسيا فى الآونة الأخيرة قائلين إنها تؤثر على الاستقرار والأمن، وأضافوا أنهم "يتضامنون" مع التقييمات البريطانية بأن روسيا هى المسئولة عن هجوم بغاز أعصاب فى مدينة سالزبرى البريطانية.
ووافق الحلف أيضاً خلال القمة على دعوة مقدونيا للبدء فى محادثات الانضمام للحلف.
ترامب يتحدث لتريزا ماي
من جانبه، دعا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الدول الأعضاء فى الحلف إلى "عدم إضعاف الحلف"، وسط توترات حادة بين دونالد ترمب وأنجيلا ميركل إزاء الالتزامات المالية بشأن النفقات الدفاعية.
وحذر الرئيس الفرنسى، من أن عدم تماسك الحلف "سيكون سببا لنفقات أكبر" للأعضاء الذين سيواجهون "أجواء أقل استقرارا" فى أوروبا.
واعتبر ماكرون أن الحلف أثبت "قدرته على التحرك وعلى الطمأنة" وأن "رد فعل الحلفاء كان بمستوى التحديات التى فرضتها الأوضاع الاستراتيجية" فى السنوات الأخيرة، بحسب بيان للإليزيه.
وبشأن مستقبل الحلف، شدد الرئيس الفرنسى على أربع أولويات، هي: تعزيز صدقية وسائل الدفاع الجماعي، وتعزيز فعالية مكافحة الإرهاب، وتحديث إدارة الموارد، وتعزيز وحدة الحلف، وفقاً للرئاسة الفرنسية.
وأكد أن "الوحدة غير ممكنة دون تقاسم متوازن للأعباء والمسؤوليات" بين الدول الاعضاء، مشيراً إلى أن "الأوروبيين أدركوا جيداً هذه الرسالة"، مشدداً على أن "فرنسا ستفى بالتزاماتها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة