صور.. بدء تطوير محمية الدبابية الطبيعية "قبلة" الجيولوجيين بالأقصر

أعلن الدكتور أحمد الدسوقى مدير محمية الدبابية الطبيعية بإسنا جنوبي الأقصر، أنه تم الإنتهاء من المرحلة الأولى لصيانة وتحديث اللافتات الإرشادية على جميع الطرق المؤدية إلى محمية الدبابية باللغة العربية والإنجليزية، وذلك بغرض تسهيل عملية وصول الزوار إلى المحمية من على الطرق الرئيسية والتى تمتد لمسافة 4 كم واللافتات مدعومة بالأسهم حتى يتثنى للزائر الوصول إلى البوابة الرئيسية للمحمية دون الحاجة إلى التوقف للسؤال عن الطرق المؤدية للبوابة.

 

فيما قال الدكتور محمد عبد الغنى باحث أول بالمحمية، أنه فى فترة وجيزة نجحت محمية الدبابية الطبيعية التى تقع بمدينة إسنا جنوبي المحافظة، والتى تعود لما يزيد عن 55 مليون سنة، والتى تساعد علماء الجيولوجيا في تحديد عمر الأرض بدقة، وذلك من خلال تحديد أعمار التتابعات الرسوبية البحرية المتوافقة وتحديد الظروف التى وائمت ترسيب تلك التتابعات والأحياء المميزة لها وأعماره والتى تعد مقياس لكل عصر من العصور القديمة، في أن تكون قبلة العلماء والباحثين والسائحين من مختلف دول العالم لزيارة هذا المكان العلمى النادر وهذه المحمية الجيولوجية والتمتع بالسياحة البيئية والعلمية.

 

ويقول الدكتور أحمد محمد الدسوقى، مدير محمية الدبابية الطبيعية بإسنا، أن المحمية جذبت السائحين الأجانب  مؤخراً لكونها واحدة من أهم المواقع في العالم أجمع، حيث أن منطقة الدبابية بمحافظة الأقصر محمية طبيعية بموجب قرار  رئيس الوزراء رقم 109 لسنه 2007 فى إطار القانون 102 لسنه 1983 الصادر فى شأن المحميات الطبيعية، وكذا القانون 264 لسنه 1994 والصادر فى شأن تنظيم الأنشطة داخل المحميات الطبيعية، وتولى الدولة اهتماما كبيراً فى حماية التراكيب الجيولوجية النادرة وحماية الثروات الطبيعية والتاريخية، وذلك لما لها من أهمية بالغة فى العديد من المجالات العلمية والسياحية.

 

ويضيف الدكتور أحمد الدسوقي لـ"اليوم السابع"، أن منطقة الدبابية التى تقع فى التتابع الرسوبى للجبل الشرقى والمطل على قرية الدبابية، تعتبر ذات أهمية عالمية لكونها تمثل قطاع معيارى دولى يقدر بنحو (50 إلي 55 مليون سنة) وهى تلك الفترة التى ظلت أحداثها الجيولوجية مجالاً للبحث من علماء الحفريات والطبقات، نظراً لأهميتها فى إحداث تغيرات جيولوجية وحياتية ومناخية دولية بالكرة الأرضية، وكذلك عدم توافر تتابع طبقى كامل على وجه الكرة الأرضية ممثلا لهذه الأحداث تمثيلا كاملاً، حيث تعد منطقة الدبابية قطاع جيولوجى نموذجى على المستوى الدولي، كما أنها تعد مقياس زمنى يمثل أكمل القطاعات الطبقية فى العالم التى شهدت البداية الفعلية للأحياء الحديثة للكرة الأرضية، حيث أن قطاع محمية الدبابية النموذجى يؤدى الى تحديد عمر الأرض بدقة من خلال تحديد أعمار التتابعات الرسوبية البحرية المتوافقة وتحديد الظروف التى وائمت ترسيب تلك التتابعات والأحياء المميزة لها وأعماره والتى تعد مقياس لكل عصر من العصور القديمة، وتغطى المحمية مساحة قدرها 1 كم2 بموجب قرار السيد رئيس مجلس الوزراء رقم 109 لسنة 2007.

 

ويؤكد مدير محمية الدبابية الطبيعية بالأقصر، أن المحمية تساعد في تحديد الفجوة الزمنية تقدر بنحو 2.4 مليون سنه بين تتابع عصري الباليوسين والإيوسين فى المناطق ذات القطاعات النموذجية لهذه العهود فى أوروبا، كما أن انتشار البراكين والحركات الأرضية فى البحار الشمالية والمحيط الأطلنطي والذى تسبب فى ضياع جزء كبير من السجل الجيولوجى لتلك الفترة الأمر الذى دفع العلماء للبحث عن هذه الفترة الزمنية المفقودة على الأرصفة القارية للبحر الأبيض المتوسط ونتيجة للبحث عن تتابع رسوبى نموذجى يغطى هذه الفترة الزمنية، ويصلح أن يكون مقياسا زمنياً دوليا للحد الفاصل بين عصري الباليوسين والإيوسين، موضحاً أن تم اختيار منطقة الدبابية بمحافظة الأقصر بوصفها أكمل التتابعات الرسوبية على وجه الأرض للفترة الزمنية الانتقالية بين عصري الباليوسين والإيوسين من بين 29 تتابعا مرشحا فى دول النمسا وكوريا ومصر وإسرائيل وايطاليا وكازاخستان وشمال غرب أوربا وأمريكا وأسبانيا وتونس.