هل تحل الخنازير أزمة القمامة؟.. جامعو المخلفات يعيدون توطينها.. ويؤكدون: التخلص منها فى 2009 تسبب فى كارثة.. نقيب الزبالين: 2.5 مليون خنزير تلتهم 6 آلاف طن قمامة يوميا.. و4 وزارات تحسم أمر عودتها

الأحد، 15 يوليو 2018 06:33 ص
هل تحل الخنازير أزمة القمامة؟.. جامعو المخلفات يعيدون توطينها.. ويؤكدون: التخلص منها فى 2009 تسبب فى كارثة.. نقيب الزبالين: 2.5 مليون خنزير تلتهم 6 آلاف طن قمامة يوميا.. و4 وزارات تحسم أمر عودتها الخنازير والقمامة - أرشيفية
كتب محمود عثمان – آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"خطط حكومية للتخلص من القمامة والمخلفات بالمحافظات"، واحدة من أكثر العبارات تكرارا وتداولا، ورغم ذلك فإن المواطنين لا يشعرون بوجود فارق فى نظافة الشوارع حتى الآن، ومازالت بعض المناطق تشهد تراكمات كبيرة من المخلفات، الأمر الذى أرجعه جامعو القمامة إلى عدم وجود خنازير، والتى كانت عاملا أساسيا فى التخلص من 6 آلاف طن من المخلفات يوميا فى القاهرة الكبرى، وأصبحت تتراكم الآن بشكل يومى لاختفاء الخنازير، على حد قولهم، وهنا كان لابد من طرح سؤال: هل تصبح عودة الخنازير، هو الأمل الأخير والوحيد للإنتهاء من مشكلة القمامة فى مصر؟.  
 
تعود مشكلة اختفاء الخنازير إلى عام 2009، حيث صدر قرار حكومى وقتها بذبح حوالى 2 مليون ونصف رأس، بالتزامن مع ظهور فيروس H1N1، المعروف بـ"إنفلونزا الخنازير"، وللحد من انتشارها بين المواطنين، كان ذلك على غير رغبة العاملين بجمع القمامة والمربيين، الذين سارعوا بإخفاء 100 رأس، للحفاظ على السلالة، واستمروا فى تربيتها فى الخفاء حتى تمكنوا من الحصول على  موافقة من وزير الزراعة عقب ثورة 30 يونيو بإعادة تربية الخنازير، والعمل بالمجزر الآلى، حتى بلغ عددها  الآن حوالى 700 ألف رأس.
 

1948 بداية استخدام الخنازير فى التخلص من القمامة بمصر

شحاته المقدس، نقيب الزبالين بالقاهرة، قال لـ"اليوم السابع" إن بداية استخدام الخنازير فى التخلص من القمامة ترجع إلى عام 1948، أثناء الاحتلال الإنجليزى، حيث جلب الإنجليز الخنازير إلى مصر، وعند إجلائهم من مصر فى 1956، استمر الزبالون المصريون فى تربية الخنازير، وبدلا من إطعامها مواد غذائية، اعتمدنا فى تغذيتها على فضلات الأطعمة.

2 ونصف مليون خنزير تلتهم 6 آلاف طن قمامة يوميا

 وتابع المقدس ظلت الخنازير تتكاثر حتى وصلت أعدادها فى 2008 إلى 2 مليون ونصف رأس، وبعد إصدار الرئيس الأسبق حسنى مبارك قرار إعدامها، لاحظنا أن المواد الغذائية التى تصل إلى 6 آلاف طن يوميا لا يتم التخلص منها وتتراكم بالشوارع، وكان سبب إغراق القاهرة بالقمامة هو عدم وجود الخنازير.

نقيب الزبالين: لدينا 700 ألف رأس خنزير فى مصر حاليا

وأضاف المقدس: الآن لدينا حوالى 700 ألف خنزير، ملكا للزبالين، لأننا أخفينا 100 رأس عن حكومة مبارك، ومنذ 30 يونيو بدأنا تربيتها من جديد، وبصفتى نقيب تمكنت من الحصول على قرار من وزير الزراعة وقتها، بإعادة فتح المجزر الآلى وإعادة تربية الخنازير رسميا، والآن الخنازير موجودة فى 6 مناطق رئيسية، هى: أرض اللواء- المحور، منشية ناصر- جبل المقطم، الوحدة الوطنية – سجن طرة، حلوان خلف مدافن مايو، البراجيل – إمبابة، الخصوص – القليوبية".
 
 
 
وأشار إلى أن الخنازير تساهم فى نظافة البلاد، وتساهم فى خفض أسعار اللحوم البلدية، مضيفا: الخنزير يتكاثر مرتين سنويا، بمعدل كل 5 أشهر، وفى كل مرة يضع من 10 إلى 12 مولودًا، وما يتم ذبحه منهم الذكور، وفى خلال عامين سنصل إلى 2 مليون ونصف رأس مجددا، للقضاء على القمامة فى محافظات القاهرة الكبرى "القاهرة، الجيزة، القليوبية".

الخنازير أفضل مصنع لتدوير المخلفات العضوية

يقول إسحاق ميخائيل أحد مربى الخنازير ومدير جمعية التطوير المتجدد لتنمية المجتمع المحلى، إن استخدام الخنازير فى التخلص من القمامة بدء فى مصر منذ عام 1956 وكانت فى حينها محافظة القاهرة محدودة الأحياء، مشيرا إلى أن الخنازير سريعة التكاثر فأنثى الخنزير تضع من 6 إلى 10 مواليد مرتين كل عام وهو ما جعل مصر فى وقت من الأوقات من أكبر المصانع فى العالم لتدوير المخلفات العضوية.

تربية الخنازير مشروع مربح 

وتابع ميخائيل فى تصريح لـ"اليوم السابع"، كانت الخنازير تسهم بنسبة 10% من اللحوم الحمراء بالسوق المصرى وهى صناعة مربحة لنا ومفيدة فى التخلص من القمامة فهى قادرة على أن تلتهم آلاف الأطنان من القمامة فى يوم واحد دون أن تكلفنا شيئا، بالإضافة إلى كونها ثروة حيوانية وكنا نبيع لحومها للفنادق كما يتم استخدامها فى الأغراض الطبية مثل صناعة الإنسولين، وذلك بخلاف ما يتم تصديره للخارج.

أهم أماكن تربية الخنازير فى مصر

وتابع ميخائيل، يوجد فى مصر بضعة مناطق لـ"تربية الخنازير" أهمها منشية ناصر حيث يوجد بها نسبة 40% من الخنازير، ثم منطقة بالقليوبية، ومنطقتين بالجيزة فى المعتمدية والبراجيل، وبلغ عدد الخنازير فى عام 2009 حوالى 3 ملايين "رأس" فى مصر، وكان قرار التخلص منها بسبب مجموعة من نواب الإخوان فى ذلك الوقت بحجة انتشار مرض إنفلونزا الخنازير، على الرغم من إجراء وزارة الصحة بتحريك المعمل لإجراء الفحوصات على الخنازير وعلينا بحكم اختلاطنا بها لوم ترصد أى وجود للفيروس.

التخلص من الخنازير فى 2009

وأشار ميخائيل إلى أن قرار التعاقد مع الشركات الأجنبية لجمع المخلفات ثم إعدام الخنازير كانا قرارين خاطئين تسببا فى تراكم أزمة القمامة بالقاهرة الكبرى، فالخنازير كانت تلتهم 60% من تلك المخلفات دون تكلفة الدولة أى شيئ، ويتبقى 40% مخلفات صلبة يتم إعادة تدويرها، قائلا يجرى الآن إعادة توطين تربية الخنازير من أجل استخدامها فى التخلص من القمامة حيث كان عددها قد وصل تقريبا إلى 3 ملايين عام 2009، مشيرا إلى أنه يوجد بمصر حاليا 5% من العدد الذى كان متواجدا فى 2009 أى ما يقدر بحوالى 150 ألف رأس خنزير.

عودة استخدام الخنازير يتطلب التنسيق بين 4 وزارات

ومن جانبه قال خالد قاسم مساعد وزير التنمية المحلية أن الخنازير كانت تتكفل بالقضاء على 5 آلاف طن من المخلفات العضوية يوميا وكانت قد وصلت إلى 2.5 مليون رأس قبل 2019، وكانت تمثل أيضا قاعدة تصديرية، ومزارع الخنازير كانت موجودة بشكل مقنن وحضارى وفى ظل وجود مراجعة من وزارة الصحة وكان هناك جزء من الطلب العالمى عليها.
 
وردا على سؤال "اليوم السابع" حول إمكانية عودة مزارع الخنازير للانتشار والاعتماد عليها بشكل مكثف مرة أخرى للقضاء على أزمة القمامة فى مصر خاصة فى ظل اهتمام الوزارة بالقضاء على أزمة القمامة قال قاسم "لكل حدث حديث ما يهمنا الصالح العام فى المقام الأول وعودة استخدام الخنازير فى التخلص من القمامة يحتاج تنسيق وموافقات مع وزارات الصحة والزراعة والبيئة مع التنمية المحلية والمحافظين". 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة