فى حياة كل أديب وروائى مخزون هائل من القصص والحكايات، بعضها يمتزج بخيال الأديب وروعة سرده، ليروى لنا ما حدث وما رآه بعينه، وهذا رما حدث مع الروائى الكبير الراحل ثروت أباظة، من خلال حكاياته التى رواها فى كتابه "ذكريات لا مذكرات".
ثروت أباظة، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده الـ91، إذ ولد فى 15 يوليو عام 1927، ورحل عن عالمنا فى 17 مارس 2002، عن عمر ناهز 74 عاما، كانت إحدى القصص التى رواها عن كوكب الشرق أم كلثوم، فى كتابه السابق ذكره.
ويروى "أباظة" عن "ثومة" حيث كانت صديقه مقربة من عائلة الأديب الراحل، وفى ذات يوم كانت فى زيارة خاصة لمنزل العائلة فى قرية غزالة، إحدى قرى مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، وكان "ثروت" فى العاشرة من عمره، فاجتمع وهو وأسرته حول كوكب الشرق، والتى بدأت فى الغناء دون أن يطلب منها أحد، حيث كانت ترى بحريتها وكأنها فى بيتها.
أم كلثوم مع ثروت أباظة
وقال ثروت أباظة: "صدحت أم كلثوم فى المنزل، دون موسيقى، فقط نغمات صوتها ترتل على أجراس الكون لتصل إلى السماء، حتى شعر من حولها وكأنهم انتقلوا إلى عالم سماوى وأصبحوا يعتقدون كأن صوتها يأتى من السماء".
وتابع "أباظة" لكن إذ بكوكب الشرق، تتوقف فجأة عن الغناء، وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وتبدأ فى قراءة القرآن الكريم، يقول "أباظة" عن ذلك: "الملائكة فى هذه الساعات حولنا والظلام الذى يلف الكون أصبح نورا إلهيا ما شهدنا له مثيلا من قبل ولم نشاهد له مثيلا بعد"، ظلت هذه المعجزة الربانية فى ترتيل آيات الذكر الحكيم، حتى مطلع الفجر، فماذا كانت نهاية تلك الليلة الربانية.
وأضاف: "عند مطلع الفجر، أدركت أم كلثوم بأنه قد شق اليوم الجديد، فإذ بها تقوم ويقوم حولها من المنزل، وتخرج إلى شرفة البيت، وبأجمل صوت قد تسمعه، أذنت كوكب الشرق لصلاة الفجر، ورغم أنها فى منزل يبعد عن بيوت القرية بمسافة كيلو متر، إلا أن أهل القرية استيقظوا على صوت السماء وتقاطروا تتقاطر منهم أمواه الوضوء ووقفوا صفوفا يستمعون إلى أجمل أذان سمعوه فى حياتهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة