بداية ظهور الأرابيسك ترجع إلى امتزاج الحضارة العربية وتطورها فى العصر الإسلامى الذهبى مع الشعوب الأخرى، إلا أن الأندلسيين هم من طوروه بشكل كبير وأدخلوا عليه الزخرفة بجانب فن العمارة ووصفت بأنها لغة الفن الإسلامى.
وظهر فنانو الأرابيسك العرب فى مصر وبلاد الشام فى القرن التاسع عشر لتزيين قصور السلاطين العثمانيين وكان ازدهار فن الأرابيسك فى تاريخ المنطقة عائدا إلى انتشار الأثرياء والسلاطين الذين كانوا يتنافسون فى إضفاء التفرد على قصورهم ومنازلهم، ولم يقتصر الأرابيسك على الأثاث فقط بل دخل فى تكوينات المعمار الخاص بالمساجد والقصور.
ويعتمد فن الأرابيسك على ذوق الفنان الفطري الذي يبدع فى الأشكال الهندسية المتداخلة، والتى تحتاج إلى صبر ودقة عالية، وتمر عملية الإنتاج بعدة مراحل تبدأ بإعداد الرسومات الهندسية للأجزاء المطلوب خرطها، واختيار نوع وحجم الخشب المطلوب ثم التثبيت على المخرطة، وطبع التصميم على الخشب، وبعدها تأتى مرحلة الحفر والتشكيل، وأخيرا الدهان، ولذلك يعتبر الأرابيسك فن وصناعة معا.
وعلى الرغم أن هذا النوع من أنواع الفنون بدأ فى الإنكماش منذ منتصف القرن الماضى إلا أن هناك صناع متمسكين بهذا الفن وصناعته التى ورثوها من أجدادهم متفائلين بأن تعود قيمة الأرابيسك مثلما كانت قديما بدلا من أنها تقتصر حاليا على الهدايا الصغيرة التى يشتريها الأجانب أثناء زيارتهم لمصر وعدد محدود من هواة الفن الإسلامى وتراثه الذين يرغبون فى الاحتفاظ بهذا الطراز فى بيوتهم.