حذر على محمد الشرفاء الحمادى، المفكر الإماراتى، من الروايات المنسوبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته، مؤكدًا أن هذه الروايات تسببت فى خلق جماعات التكفير والتفجير، مما أدت إلى قتل المسلمين بعضهم بعضا، داعيا التمسك بالقرآن الكريم.
وقال "الشرفاء" فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "لقد أرسل الله رسوله فى مهمة وهى أن يبلغ المنهج الإلهى للناس، ليستعينوا به فى حياتهم الدنيا ويعدهم فى الآخرة جنة النعيم، ولا يمكن أن ترقى الروايات المنسوبة للصحابة عن النبى مع الخطاب الإلهى، ولَم يعط الله أى من أنبيائه حق التشريع".
وتابع: رسول الله اولًا وقبل كل شيء بشر يؤكده ما نقله عن ربه "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَى أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَاستقِيمُوا إِلَيْهِ وَاستغْفِرُوهُ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ" وهذه الآية تؤكد أن الرسول كلفه الله من خلال الوحى والقرآن الذى أنزله الله عليه أن يبلغ الناس آياته التى تهديهم فى حياتهم الدنيا وتحميهم خلال رحلة العمر مما يواجههم من أخطار ومشاكل وأزمات، ويمكنهم إيمانهم بالله أن لا يخافون على أرزاقهم فهو الرزاق وأن يبتعدوا عن طريق الشر والظلم ويرحم بعضهم بعضا ويسامح بعضهم بعضا ويحسنوا للناس ليعيشوا فى أمن وسلام.
وأضاف الشرفاء: "أمر الله رسوله بالتذكير بالقرآن وشرح مقاصد آياته، وعلمه الله شعائر العبادات، فاتبعها المسلمون وتلك السنة الفعلية التى مارسها الرسول أمامهم، وتناقلت تلك العبادات من جيل إلى جيل فكيف إذن نقارن بين أقوال منسوبة من الصحابة إلى الرسول وبين قول الرسول المصدقين به بما نقله عن ربه فى الذكر الحكيم، وهو القول الذى يتعبد به المسلمون الذين يؤمنون به وهو القرآن الكريم المرجع الوحيد والصادق الذى يستمد منه المسلمون تشريعاتهم".
وقال: "لَم يعط الله حقا لأى نبى أو رسول بأن يشرع للناس ولا يستطيع أن يبلغهم غير ما أنزل الله عليه من آيات كريمة فهل يستوى ما نطق به رسول الله عن ربه من آيات كريمة وبين أقوال وروايات وإسرائيليات سُميت بالسنة خلقت التكفير وخطاب الكراهية وقتل الأبرياء وشلت تفكير المسلمين وأدخلتهم فى متاهات مظلمة، وأصبح عدد الشيوخ والعلماء بالمئات وكل يشرع لطائفته، فتفرق المسلمون وانعزلوا عن رسالة الإسلام التى جاء بها محمد رسول الله حين يخاطبه سبحانه بقوله (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَى حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) إذن ما الذى أنزله الله على رسوله أليس القرآن وأمره بتبليغه للناس وتعريفهم مقاصد آياته لتهديهم طريق الخير والفلاح، فمن الظلم أن يجعل بعض المسلمين روايات منسوبة للرسول فى مستوى كلام الله وآياته التى نقلها رسول الله عن ربه كلها عدل وإصلاح للنفس البشرية والارتقاء بها بالرحمة والتسامح والإحسان وتحريم الظلم بكل أشكاله والتعاون بين الناس والتكافل ليعيش المجتمع الإنسانى فى كل مكان فى أمن واستقرار".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة