تواصل جامعة القاهرة فعاليات معسكر إعداد قادة المستقبل الذى تنظمه بعنوان: "تطوير العقل المصرى" بمشاركة أكثر من 600 طالب وطالبة خلال الفترة من 8 يوليو الجارى حتى منتصف أغسطس المقبل، وبرعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، فى إطار مشروع فكرى يستهدف تطوير العقل المصرى، وافتتاح عصر جديد قائم على التفكير العلمى وبناء مجتمع جديد.
وتتضمن الفعاليات سلسلة لقاءات بحضور عدد من الشخصيات العامة والإعلامية، ويشمل المعسكر 6 أفواج يستوعب كل فوج منها 100 طالب وطالبة بغرض تخريج 600 طالب يكون لهم القدرة على العمل على تغيير طرق تفكير زملائهم من الطلاب من الفكر الأسطورى والخرافى إلى الفكر العلمى الواقعى الذى يأخذ بالأسباب.
وشهدت قاعة المؤتمرات بالمدينة الجامعية للطلبة بالجامعة، ضمن سلسة لقاءات معسكر قادة المستقبل، لقاءً مفتوحًا مع الكاتب الصحفى وائل السمري رئيس التحرير التنفيذي لـ اليوم السابع مع الطلاب، استكمالًا لموضوع "دور الإعلام فى تطوير العقل المصرى". وأدار اللقاء الدكتور عبد الله التطاوى المستشار الثقافى لرئيس جامعة القاهرة.
وقال وائل السمري، إن الجامعة لها دور كبير فى الرقى وتطوير العقل المصرى ولديها عقليات علمية مرموقة كبيرة، مُشيدًا بالدور التاريخى والمرحلى الذى تقوم به جامعة القاهرة فى صناعة الوعى وتكوين العقل وتنمية المواهب ودعم الإبداع وتشجيع الابتكار وتعزيز مهارات القيادة لدي طلاب الجامعة، كما أشاد بمبادرة الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة حول تطوير العقل المصري نحو مواجهة الأفكار المتطرفة والخرافات والأساطير وبناء مجتمع جديد قائم علي العلم والعقل والتفكير العقلاني.
وأوضح رئيس التحرير التنفيذي لـ اليوم السابع، أهمية العلم والتفكير العلمي ضمن منظومة التقدم، مشيرًا الي أصول تكوين الشخصية القيادية ودورها في صناعة تطوير العقل في زخم ثورة المعلومات والعالم الافتراضي والسوشيال ميديا، مضيفًا أن الدولة تواجه صعوبة كبيرة في اقناع الشباب بالمعلومات، قائلًا: "هناك مشكلة تواجه العقل المصري وهي عدم الرغبة في التطوير، حيث أن البعض لا يهمه أمر التطوير والبعض الآخر يعتمد على وسائل الاتصال الحديثة، مما نتج عنه إشباع لدي الشباب لفكرة طرح وتداول الآراء، فكل فرد أصبح ينظر لنفسه على أنه صاحب رأي يعبر عنه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وقد يرفض السماع لآراء غيره".
وتابع السمري أن وسائل التواصل الاجتماعي تُعتبر من العوائق أمام تطوير العقل المصرى، موضحًا أنه فى الماضى كان الفرد عليه القيام ببعض السلوكيات قبل نشر أى خبر فى جريدة او مجلة، مثل القراءة والاطلاع ومحاولة التأكد من صدق المعلومة والتأكد من صياغتها بشكل جيد، قائلًا أن الأمر بالنسبة لوسائل الاتصال الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعى مختلف، من حيث زيادة احتمالية الخطأ فى الأخبار والمعلومات، مما نتج عنه فجوة بين الأجيال وبعضها وتحول المجتمع إلى مجموعات تستمع فيه كل مجموعة إلى نفسها فقط دون الاستماع للرأى الآخر.
وأضاف السمري أن "فيس بوك" زرع ضغائن فى النفوس وترك آثارًا سلبية، موجهًا الدعوة إلى الشباب لترشيد استهلاك وسائل التواصل الاجتماعى التى ينتج عنها عدم سماع الأفراد لبعضهم. وقال، إن أول مراحل التطور هي الاستماع للغير، ومن أمثلة ذلك تطور الحضارة الإسلامية عند اقترابها من الحضارة البيزنطية وبلاد فارس ولم تصل الي عظمتها إلا عندما أخذت ما تريده من الحضارات الأخرى.