يعرف معظمنا واحة سيوة، سمعنا بالتأكيد، عن تلك البقعة الساحرة من أرض الصحراء المصرية الغربية، وجاذبية رملها وبحيرتها، لكن ربما تاريخ هذه المدينة مبهم ومجهول للكثير والبداية دائمًا محل غيب.
واحة سيوة التى بدأت وزارة الآثار، خلال الفترات الماضية عملية ترميم عدد من المعالم الأثرية هناك، وأعلنت الوزارة مؤخرًا عن تسجيل التوثيق العلمى لكل الآثار الإسلامية فى قرية شالى الأثرية القديمة بواحة سيوة، فما قصة تلك القرية الأثرية، وكيف ارتبطت بسيوة.
"تاريخ سيوة يبدأ من شالى".. بهذه الجملة تحدث العالم الكبير الدكتور زاهى حواس، عن تلك المدينة التى عرفت منذ القدم وكانت هى أصل مدينة واحة سيوة، تحت اسم حصن شالى، وهذا الاسم يعنى باللغة السيوية "حصن المدينة".
ويعود تاريخ تلك القرية إلى آلاف السنين، وتربط عدد من التقارير والمراجع التاريخية، أن هذه البقعة شهدت تتويج الإسكندر ملكًا وإعلانه ابنا للإله آمون، فبحسب مقال للكاتب فتحى الشيخ تحت عنوان "واحة سيوة المصرية عزلتها حافظت على خصوصيتها" نشرته جريدة "إلاف العراقية" أن الإسكندر توجه للواحة بعد أن تم ترسيمه فرعونًا بمنف فى زمن الأسرتين الـ18، 19 ثم توجه لبناء الإسكندرية، وقرر الذهاب إلى سيوة يتلمس البركة من الإله آمون، حيث تم تتويجه بمعرفة كهنة آمون فى القاعة التى أعدت لذلك وما زالت آثارها قائمة ولقب بابن آمون ولبس تاج آمون وهو على شكل رأس كبش ذو قرنين فلقب منذ هذه اللحظة بالإسكندر ذى القرنين.
فيما تحدث العالم الدكتور زاهى حواس فى كتابه "آثار وأسرار" عن التاريخ المذكور والمحدد للمدينة خاصة فى العصر الإسلامى والذى يعود للقرن السادس الهجرى، فى حديثه القرية الحصينة بسيوة، مستشهدًا بما ذكره "ابن الوردى" فى كتابه "فريدة العجائب وفريدة الغرائب"، أنه ذكر حينما عين موسى بن نصير حاكمًا على شمال أفريقية فى زمن الأمويين تحرك إلى ألواح الأقصى، أى سيوة، مرشدًا بالنجوم وبعد مدة سبعة أيام باتجاه الجنوب الغربى، وجد مدينة يحيط بها حصن عظيم له أبواب حديدية، فصمم على الاستيلاء عليها، ولكنه فقط أمر بعض رجاله بأن يتسلقوا السور لكن كلما وصل أحدهم أعلى السور نظر إلى داخل المدينة وصرخ صرخة عالية وألقى بنفسه إلى الداخل، ولم يعرف أحد ماذا كان يحدث، ولما رأى موسى بن نصير أنه فشل فى تحقيق هدفه قرر أن يتخلى عنه، وأن يتخلى عن المدينة دون الاستيلاء عليها وكان ذلك عام 708م.