"زارا" من الماركات العالمية الشهيرة، وعندما بحثنا عن تاريخها وجدنا أن الفقر صانعها، فلم يولد مؤسسها فى بيت أزياء وسط خبراء الموضة ولكنه من أسرة بسيطة كافح من أجل الحصول إلى القمة فى عالم الموضة.
أمانسيو أورتيغا ولد عام 1936 فى ليون بإسبانيا فى أسرة فقيرة للغاية فكان والده يعمل موظف بسيط فى السكة الحديد، ترك دراسته وهو فى الثالثة عشر من عمره بعدما رفض صاحب البقالة الذى تتعامل معه أسرته فى مد أجل الدين وهو الموقف الذى أحزنه كثيرا، فقرر ترك دراسته ليتفرغ للعمل والإنفاق على أسرته فانتقل إلى لاكورونيا وعمل فى بداية الأمر عاملا فى محل ملابس واكتسب من هذه المهنة الكثير من الخبرات، ثم انتقل ليعمل مندوب مبيعات بمصنع ملابس نسائية وهناك تعرف على زوجته روزاليا ميرا، التى شاركته قصة الكفاح.
بعد 4 سنوات من العمل والاجتهاد استطاع أن يكون مديرا لأحد المحلات الكبرى لتجارة الملابس، وساعدته زوجته فى أن يقيم عمل خاص به وبالفعل استأجر مساحة وأسس أول مصنع له واستغل البرودة القاسية ليصنع فساتين مبطنة للتدفئة ولقت نجاح كبير وباع منها أعداد كبيرة وكانت أول خطوة حقيقية فى مشوار نجاحه.
وأفتتح أول محل له باسم ZARA ليعرض فيه منتجاته المعاصرة للموضة وبأسعار رخيصة وهو ما جعل السيدات تلتفت له وتقبل عليه لترتدى أحدث الموديلات بأرخص الأسعار، ومع مرور الوقت افتتح العديد من المحال التجارية لبيع الملابس فى دول مختلفة وأخذ خطوات توسعية متتالية ليصبح من أشهر الماركات فى العالم.
واتسم "أمانسيو" ببساطته وتواضعه رغم نجاحه الكبير فدائما ما يظهر بملابس بسيطة هادئة ويقف فى شركته بنفسه يتابع مهام العمل وعلى الرغم من عدم اتمام مسيرته الدراسية إلا أنه استطاع أن يدير أعماله شفهيا دون الحاجة إلى أوراق وكشوفات، ليصل فى السنوات القليلة الماضية لقائمة أغنى الرجال فى العالم.