نجد أن الصين تهتم اهتمام كبير بمنطقة الشرق الأوسط والدول العربية، حيث تعهد الرئيس الصينى فى منتدى التعاون العربى الصينى منذ أيام، بتقديم قروض بقيمة 20 مليار دولار للدول العربية من أجل التنمية الاقتصادية، مع وصول حجم التبادل التجارى بين الصين والدول العربية إلى 151 مليار دولار، وكان نصيب الإمارات 50 مليار دولار.
وساهم العرب والصينيون منذ قرون، فى بناء حزام ثقافى على طول طريق الحرير الرابط بين الغرب والشرق، وعليه لم يقتصر العمل التبادل التجارى بين الطرفين، بل امتد إلى التبادل الثقافى أيضاً، فضلاً عن أن المنطقة العربية كانت محطة التبادل التجارى والثقافى بين الصين وأوروبا.
وفى عام 2013 أطلق الرئيس الصينى شى جين بينج مبادرة تحمل اسم "حزام واحد وطريق واحد"، وتتضمن انفاق الصين مليارات الدولارات عن طريق استثمارات فى البنى التحتية على طول طريق الحرير الذى يربطها بالقارة الأوروبية.
والمبادرة هى بالأساس استراتيجية تنموية طرحها الرئيس الصينى شى جين بينج تتمحور حول التواصل والتعاون بين الدول، وخصوصا بين الصين ودول أوراسيا، تتضمن فرعين رئيسيين، وهما "حزام طريق الحرير الاقتصادى" البرى و"طريق الحرير البحرى".
ووصل الرئيس الصينى إلى الامارات فى زيارة تستغرق مدة 3 أيام لبحث التعاون مع الإمارات والدول العربية حيث يلتقى مع محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، ويلتقى أيضا محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبى، وتعتبر الزيارة هى الأولى لرئيس صينى منذ 29 عاما.
ويناقش الرئيس الصينى مع الجانب الإماراتى، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى توقيع 4 اتفاقيات تعاون فى عدد من المجالات.
وقال الرئيس الصينى شى جين بينج، إن دولة الإمارات تعتبر نموذجا مثاليا للتنمية والازدهار فى العالم العربى، وتلعب دورا إيجابيا فى صيانة وتعزيز السلام والاستقرار فى المنطقة.
وأضاف بينج - فى كلمة له لدى وصوله إلى مطار الرئاسة فى العاصمة الإماراتية أبوظبى وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية - أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 34 عاما.. ظلت الصين والإمارات تتعاملان مع بعضهما البعض بالاحترام والمساواة وشهدت العلاقات الثنائية تطورا كبيرا وحقق التعاون العملى فى كافة المجالات إنجازات مثمرة.
وتابع أن الجانب الصينى يولى اهتماما بالغا لتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية الإماراتية ويحرص على العمل سويا مع الجانب الإماراتى على مواصلة توسيع وتعميق التعاون المتبادل المنفعة بين البلدين فى كافة المجالات فى إطار بناء (الحزام والطريق) بما يرتقى بالعلاقات الصينية الإماراتية إلى مستويات أعلى.
وأعرب عن تطلعه للقاء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وقادة دولة الإمارات؛ لتبادل وجهات النظر بشكل معمق حول سبل تطوير العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن هذه الزيارة ستحقق نجاحا تاما وتعزز الصداقة بين البلدين والشعبين بفضل الجهود المشتركة من الجانبين.
من جانبهم، رحب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالرئيس الصينى، معربين عن سعادتهما بزيارته متطلعين إلى أن تسهم الزيارة فى التأسيس لمرحلة جديدة من التعاون والعمل المشترك بما يلبى تطلعات البلدين وشعبيهما الصديقين، مشيرين إلى الدور الهام الذى تقوم به الصين فى الملفات السياسية والاقتصادية الإقليمية والدولية وركائز التفاهم والتنسيق والتشاور مع دولة الإمارات بما يخدم الأمن والسلام والتنمية فى المنطقة والعالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة