-
"كبيرة" قرية الأعلام بالفيوم تُعلم الفتيات لمواجهة اختفاء "صنعة الخوص"
-
الخيامية المصرية تتحدى الزمان والمكان فى البحرين والإمارات
-
200 فتاة يطرزن بخيوط الذهب والفضة بسوهاج
-
منتجات أخميم اليدوية..مانشيستر ما قبل التاريخ
مهن عدة اشتهر بها الشعب المصرى لكن الزمن يأبى استمرارها فى ظل التطور التكنولوجى الرهيب الذى يشهده العالم حاليا، فأصبحت المهن التراثية فى مهب رياح الاختفاء من مصر، لكن محاولات إحياءها ومد يد العون بدعمها ماليا وتسويقيا ربما يكون سبيل لمواجهة التراجع الحاد فى الطلب على منتجات هذه المهن من جانب، وكذلك الحد من إدبار الشباب على تعلم ووراثة هذه الحرف والمهن من جانب آخر.
"الخيامية والصدف والحرف اليدوية وصناعة التللى" وقد يتسع القوس لاستيعاب مهن أخرى مثل صناعة النحاس والتطريز اليدوى المنتشر فى سيناء، مهن كلها قديمة وكانت منتشرة بصورة كبيرة فى القرن الماضى، لكن تراجع وجودها مع انخفاض الطلب على منتجاتها هنا فى مصر خلال السنوات الأخيرة، بسبب قلة أعداد الوفود السياحية، والتى كانت غالبا ما تذهب لبعض المناطق مثل خان الخليلى وجنوب سيناء لشراء هذه المنتجات، وكذلك عدم وجود معارض كافية بهدف الترويج لها.
الغريب فى الأمر أن منتجات هذه الحرف والمهن التراثية يوجد عليها طلب كبير خارج مصر، حتى أن مشاركة بعض منتجى هذه الصناعات فى معارض خارجية سواء فى دول عربية أو أوروبية، يقابله طلب كبير على المنتجات، ويعود العارضون بدون "عينات العرض" التى يضعونها فى أجنحة مصر بالخارج، رغم أنها لا تكون معروضة بهدف البيع لكن بغرض الترويج لهذا المنتج.
يا "صدف" مين يشتريك
منتجاتها زينت الكنائس والمساجد ومداخل بعض الأبنية التاريخية، قليلا ما تجد مكان تراثى أو تاريخى يخلو من وجود صناعات مطعمة بالصدف..تلك المهنة – صناعة الصدف – انتشرت فى مصر وبلاد الشام قبل مئات السنين لكن الأبنية الحديثة وحتى المساجد والكنائس لم تعد تهتم بتعليق صناعات الصدف لديها كما كان فى الماضى، كما أن تكاليف هذه الصناعة مرتفعة جدا وتتطلب وقت طويل فى دورة الإنتاج لكونها صناعة يدوية فى المقام الأول لا تدخل فيها الآلات الحديثة.
صناعة الصدف
رغم تخرجه فى كلية النظم والمعلومات قبل ثمان سنوات من الآن، إلا أن خالد عبدا الناصر صاحب الـ 29 عام فضل وراثة مهنة صناعة الصدف عن والده رغم تعقيدها وصعوبة تسويق منتجها، لكن خالد يعتمد على الأسواق الخارجية مع تراجع الطلب على منتجات الصدف فى مصر، الشاب صاحب الـ 29 عام يقول" أغلب أعملنا نصدرها للسعودية والمغرب ونصنع صناديق صغيرة من الصدف وكذلك تربيزات ومنتجات آخرى فى مصنعنا الصغير بالدرب الأحمر بوسط القاهرة".
15 عامل فى ورشته أو مصنعه الصغير كما يحب أن يسميه، وتطلب دورة إنتاجهم أسبوع أو 10 أيام حسب الطلبيات المراد الانتهاء منها، وفق عبد الناصر والذى يرى أن صناعة الصدف تواجه تحديات كبيرة فى مصر مع انخفاض الطلب على منتجاتهم، وهو ما يدفعه للتوجه لتصنيع بعض مستلزمات المنازل مثل "الأنترية والتربيزة" رغم أنها تتطلب مجهود كبير من "الصنايعى"، مؤكدا أن صناعة الصدف تطلب تدخل عاجل لإنقاذها بزيادة المعارض الداخلية والخارجية لإعادة هذه الصناعة لسابق عهدها، وهو ما جعله يطرق أبواب جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة لمساعدته للاشتراك فى المعارض الخارجية، وفعليا شارك بمعرض الخريف فى دولة البحرين فى يناير 2018 وعاد بدون بضائعه لارتفاع الطلب عليها من زائرى المعرض.
الخيامية تتعدى حدود الزمان والمكان
شارع الخيامية أمام باب زويلة فى آخر شارع الغورية بمنطقة الدرب الأحمر قد يكون شاهدا على حرفة يعتقد الكثيرين منا أنها موسمية ترتبط بشهر رمضان فقط، لكنها تتعدى حدود الزمان والمكان، تعدت حدود الزمن لتصل إلينا من العصر الفرعونى لكنها اشتهرت وازدهرت فى العصر الإسلامى،" الخيامية" صناعة تخطت مكان انتشارها فى مصر لتصل لبلدان الخليج تحديدا الإمارات والبحرين، يصفها حنفى محمود والذى يمتهن الخيامية منذ 38 سنة بأنها حرفة غير موسمية ولا ترتبط بشهر رمضان فقط، فالورش تصنع لوحات من الخيامية وتباع خارج مصر بصورة كبيرة طوال العام خاصة المنتج المطرز بخيوط إسبانية مثلا.
بعت كل منتاجتى التى شاركت بها فى معرضين أحدهم فى دبى وآخر بالبحرين فدول الخليج ذواقة لصناعة الخيامية المصرية ولو تم اتاحة معارض مستمرة لصناع الخيامية فالوضع سيختلف كثيرا وقد تكون هذه الصناعة رقم فى الحرف التراثية المصرية، بهذه الكلمات لخص الرجل الخمسينى مستقبل صناعة الخيامية وإمكانية انتشارها وتنميتها عبر تسويق منتجاتها فى الخارج، مشيرا إلى أن جودة منتجات الخيامية اليدوية ذات عمر أطول وتحتفظ بقيمتها التاريخية بعكس المنتجات المعتمدة على الآلات والتكنولوجيا الجديدة.
وبكلمات بسيطة حاول الحاج حنفى محمود ليثبت أن صناعة الخيامية قادرة على مواجهة المصانع المعتمدة على الآلات الحديثة، قائلا "نقوم بعمل لوحات خيامية على أقمشة قطنية مخلوطة " بوليستر " والبعض يطلب منا صناعة لوحات يعود تاريخها قبل 100 عام من الآن، وكلما مر الوقت على المنتج الخيامى فإنه يأخذ قيمة من الوقت فكلما كانت القطعة قديمة فيمكن بيعها فى شارع الخيامية ويرتفع سعرها مع مرور الوقت عليها، بعكس المنتجات الحديثة بالمصانع..لكنه لخص مشكلات هذه الصناعة فى عدم التدريب عليها وكذلك صعوبة تسويقها فى مصر حاليا.
النقش على النحاس..لعبة الكبار
ومن الدرب الأحمر إلى خان الخليلى، والنقش على النحاس أو صناعة النحاس، التقينا الحاج حسن أمين محمود وهو رجل خمسينى، ويصف نفسه بأنه قائم بجميع أعمال النحاس فى خان الخليلى، والذى يمتهن النقش على النحاس منذ 40 عاما..ويرى أن صناعته تحافظ على التاريخ الفرعونى والإسلامى والقبطى فزوار خان الخليلى من السائحين يقبلون على شراء الكاسات والفوانيس والسبرتايه والصوانى والأطباق والفناجين المنقوش عليها بعض الرسوم الفرعونية أو الإسلامية بحسب ذوق كل سائح.
الرجل الخمسينى يعانى حاليا هو وصنايعية النحاس فى خان الخليلى من التراجع الحاد فى زيارات السياح لمنطقتهم، ومن ثم انخفاض الطلب على منتجه، الذى هو فى الأساس يُقبل عليه زائرى مصر من الأجانب لشراء تذكار فى رحلاتهم لبلاد الفراعنة.. ويضيف" كنا نبيع المنتجات النحاسية قبل التدهور السياحى كرغيف العيش وكان الطلب عليها كبير جدا وحاليا نحاول أن نخرج للزبون فى شوارع المعز والحسين وبعض المناطق الأخرى والتوجه الأحدث لنا الخروج بمنتجاتنا عبر معارض فى ألمانيا والإمارات والسعودية.
صادرتنا حاليا تكاد تكون منعدمة ونأمل أن يتغير الوضع فى الأيام المقبلة، هكذا يصف الوضع الاقتصادى لصناعة النحاس بخان الخليلى، مشيرا إلى أن ملف التدريب قد يكون الجديد لديهم فكليات الفنون ترسل بعض الطلاب للتدريب على هذه المهنة وكذلك بعض الجمعيات، وبعض الطلاب قد يعمل بهذه المهنة لحبه فيها وليس من أجل كسب المال.
"كبيرتهم" .. علمتهن صناعة الخوص
تسير فى عقدها السادس ورغم ذلك مازالت يدها تعمل فى صناعة تواجه شبح الانقراض، الحاجة كاملة أحمد حامد من محافظة الفيوم قرية الأعلام والتى تشتهر بصناعة الخوص من جريد النخل وقش الأرز، السيدة الستينية لم يقف دورها فقط على التصنيع بيدها لكنها فضلت أن تكون "كبيرة القرية" لتُعلم جيل جديد من الفتيات صناعة الخوص.."الكبيرة" كما يطلق عليها بعض تلاميذها تعمل فى هذه المهنة منذ أن كان عمرها 6 سنوات وترثها عن جدها.
وتصف الحاجة كاملة صناعتها معتمدة على خبرة اقتربت من الخمسين عاما بقولها" نصنع أطباق من الخوص للخبز والمشابك وطبق للغسيل وصولا لصناعة سرير الأطفال والكراسى معتمدين على جريد النخل"، وترى أن السوق المحلى حاليا لم يعد يستوعب هذه الصناعة فتتجه بتصدير منتجاتها إلى دول السعودية وأمريكا وبلجيكا وإيطاليا والبحرين عبر شركات تسوق منتجاتها إليكترونيا أو من خلال الاشتراك فى معارض خارجية خاصة فى دول الخليج والتى يزداد فيها الطلب على صناعة الخوص.
أكبر سيدة تصنع الخوص فى الفيوم
ويرفض كثير من الرجال امتهان صناعة الخوص فى قرية الأعلام بمحافظة الفيوم، لذلك تلجأ الحاجة كاملة لتعليم البنات فقط، وتضيف "الخوص عاوز طول بال والبنات بتشتغله من البيت وبجمع المنتجات آخر النهار، وشغاله بورد لبعض المولات فى القاهرة وبعض الشركات التى تورد للفنادق السياحية فى مناطق شرم الشيخ والغردقة، لكن الظروف أصبحت صعبة شوية وبديت التركيز على الأسواق الخارجية وعملنا شغل كويس جدا فى معرض البحرين".
ومن منظور السيدة الستينية فإن أصعب ما يواجه هذه المهنة هو تسويق المنتج فى مصر إلى جانب ارتفاع تكاليف المشاركة فى المعارض الخارجية، الأمر الذى دفعها إلى التواصل مع نيفين جامع الرئيس التنفيذى لجهاز المشروعات الصغيرة والتى تمكنت من إشراك 19 مشروعا من المشروعات المتميزة فى الصناعات التراثية والفنية والجلود والتحف والانتيكات والملابس فى أحد المعارض المتخصصة فى دولة البحرين دون تحميل العارضين أى تكاليف.
"الأبرة السيناوية" ترفض انقراض التطريز البدوى
التطريز السيناوى أحد الحرف المنتشرة فى منطقة بئر العبد بشمال سيناء، والتى تقوم على التصنيع اليدوى دون الاعتماد على الآلات، الثبوب السيناوى لم يعد هو المنتج الوحيد الذى تغزله أبرة الحاجة حنان حسان صاحبة الخمسين عاما لكن صناعتها تطورت لتشمل الخدادية والمفارش و15 شكل من الشال والعباءات والاسدال والمفروشات لتصبح كافة احتياجات المنزل يمكن إنتاجها يدويا، لكن المنتج الواحد يتطلب وقت طويل حتى أن أحد "الشيلان" قد يتطلب أكثر من شهر لإنتاجه.
وترى الحاجة حنان أن صناعتها تحافظ على التراث السيناوى بل أصبحت منتجاتهم سفيرًا لمصر فى بلدان الخليج بسبب تقارب زى السيدات فى الخليج مع الملابس السيناوية، لتؤكد أن معرض الخريف فى البحرين كان أول نقلة للمنتج السيناوى فى الخليج بعد ارتفاع المبيعات وكانت الأسئلة لجناح مصر فى المعرض هو "أزاى الأبرة عملت كل دا".
الصناعات السيناوية
بيوتنا بسيناء ورش صغيرة
وشرحت السيدة الخمسينية المنظومة المعقدة لعمل التطريز السيناوى لتكشف أن كافة المنتجات يتم تصنيعها فى بيوت السيدات من خلال شبكة متصلة لتشكل مراحل متعددة لخروج المنتج فى شكله النهائى، وقالت" بيوتنا بقت ورش صغيرة وبنعمل من مرحلة التطريز حتى تقفيل المنتج عبر الأبرة فقط دون الاعتماد على المكينات والمنتج قد ينتقل من بيت إلى آخر حتى يخرج بشكله النهائى وحدثنا الألوان لتشمل البيجات، وتلخص أزمة مهنتها هو بعد المسافة بين القاهرة وسيناء وقلة المعارض الداخلية والخارجية وزيادة سعر المشغولات".
صناع التللى..جواهرجية سوهاج
"التللى" وهو التطريز بخيوط الذهب والفضة، اعتقدت عندما بدأت الحوار مع شيماء عبده السيدة الثلاثينية بنت محافظة سوهاج حول هذه الصناعة أنها حرفة حديثة، لكنها قالت "صناعتنا نادرة جدا وتراثية واختفت لفترة طويلة ونحاول احياءها مرة أخرى ويعود اسم التللى للملك اتالوس من آسيا الصغرى وهى حرفة كانت منتشرة فى مصر بالقرن التاسع عشر"، وتضيف " فى الماضى كان تطريز بالفضة والذهب الخالص لكن حاليا بالنسبة لتطريز الذهب يكون عبارة عن معدن مطلى بالذهب ونغزل جلاليب وستائر وشيلان لكن حديثا اتجهنا للموضة ونطرز فساتين بتصاميم حديثة"
وحول كيفية التطريز بهذه الخيوط، تقول شيماء " خيوط التطريز غير متوفرة فى مصر ونستوردها من الهند أو ألمانيا وتحديدا الفضة من ألمانيا وهى صناعة معقدة جدا لكن تعودنا عليها ويعمل بها السيدات بنسبة كبيرة" وتشير إلى أن الاقبال على منتجات التللى فى مصر قليل جدا لذلك تتجه للتصدير إلى أمريكا وفرنسا والسعودية والكويت"، وتضيف "أن أكثر من 200 فتاة يعملن فى صناعة التللى معها منهن من يقمن بالتطريز بالمصنع وآخرين فى بيوتهن ونقوم بالترويج للمنتج لفئة معينة فى مصر لكن الطلب على منتجات اللتلى أكبر بالخارج".
الحفر على الزجاج "الزجاج المعشق"
عرفت الإسكندرية صناعة الزجاج قبل مئات السنين مع مدن بسوريا والعراق، لكنها ازدهرت بصورة كبيرة فى العصر الإسلامى وأخذت أشكال مختلفة لكنها بدأت مرحلة التراجع مع ظهور المصانع الحديث مما أدى إلى انحصار دور الورش الصغيرة..انتصار صلاح تتقن حرفة صناعة الزجاج المعشق والرسم والحفر على الزجاج منذ 9 سنوات وتمتلك ورشة لها وتقول" صناعتنا قديمة جدا أنظر إلى القصور فى كافة العصور كانت معتمدة على الزجاج المعشق بأشكاله المختلفة رغم أن كثير منا يعتقد أنها صناعة أو حرفة حديثة".
وأضافت انتصار صلاح وتشغل منصب رئيس جمعية حرف أهل مصر للتنمية الاقتصادية، أنها تحاول تطوير هذه الحرفة أو الصناعة لتخرج بمنتجات تصلح للاستخدام المنزلى كالصوانى مثلا دون الاعتماد على منتجات الزجاج المعشق ككونها مقتنيات للتجميل وتزيين الأماكن" وتشير إلى أن هناك اقبال على هذه الصناعة فى مصر ويوجد طلب عليها وهناك نوعان منه نوع بالجبس وأخر بالنحاس والرصاص وهو أغلى فى سعره واشتركنا بمعرض متخصص فى البحرين ووجدنا طلب كبير على منتجاتنا من الزجاج وهناك اقبال كبير على شراءه خاصة الاباجورات والابليكات وتحف آخرى ولكن اعتمادهم فى البحرين على المنتج التركى ويمكن لمصر أن تستغل هذه الصناعة لتكون منافس فى أسواق الخليج".
صناعة "هاند ميد" من الورش إلى بلاد برة
تنتشر صناعات الهاند ميد فى السوق الحرة وشركة مصر للطيران وبعض بلدان الخليج وتحديدًا البحرين، هكذا قدمت هبة آدم مشروعها الخاص بالصناعات اليدوية المعروفة باسم "الهاند ميد" وتقول " أعمل بهذه الصناعة منذ 15 عاما منذ تخرجى فى كلية التربية الفنية عام 2005 وأثناء الدراسة أيضا والدراسة كانت البداية النظرية وطورتها من خلال الدورات التدريبية حتى فتحت مصنع صغير وفى الماضى كنت بشتغل من البيت وخطوات التصنيع لا يقوم عليها فرد واحد فقط فمثلا مصنعها أو ورشتها يعمل بها 60 فردا بسبب كثرة مراحل هذه الصناعة".
صناعات الهاندميد
وأشارت إلى تنامى الاقبال على صناعات "الهاند ميد" فى مصر خلال السنوات الماضية وتضيف"نقوم بتصنيع بعض منتجات الهاند ميد وفق أذواق بعض الدول واشتركت بمعرضين بالخليج وكان هناك طلب على المنتجات وطلب زوار المعارض التى اشتركنا فيها بعض المنتجات ولكن وفق تصميماتهم ورؤيتهم لتتلاءم مع ذوق البلد نفسها، وخرجنا بأوردرات تصديرية لأشخاص فى أمريكا وكندا والبحرين والإمارات ولا يمكن أن نعتبر ذلك تصدير قطاعى لكن هناك طلب على هذه الصناعات فى الخارج ولو تم الترويج لها جيدا ستكون قطاع تصديرى مهم".
صناعات أخميم اليدوية..مانشيستر ما قبل التاريخ
صناعات الحرير والمفروشات فى مركز أخميم بسوهاج معروفة ومنتشرة منذ القدم قبل 5 آلاف من الآن وأطلق على اخميم وقتها أنها مانشيستر ما قبل التاريخ.. هكذا تحدث محمد حمدان رئيس مجلس أمناء مؤسسة الفراعنة للتنمية والتطوير والتسويق للنسيج اليدوى بمحافظة سوهاج عن منتجات مركز اخميم، مضيفا"ننتج كل المفروشات المنزلية والستائر وغيرها ونصنعها منذ عصر الفراعنة بشكل يدوى وبخامات طبيعية من القطن والكتان ونعتمد على النول اليدوى وبدأنا حاليا فى تطويره ولدينا 750 أسرة فى قرية النسيج بمركز أخميم تعمل فى هذه الصناعة".
وأضاف حمدان، أنه تم إطلاق مبادرة لتشغيل 1000 فى صناعة النسيج والمفروشات بمشاركة وزارات الصناعة والتضامن الاجتماعى والتنمية المحلية والتربية والتعليم ووزارة الثقافة وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة ومركز تحديث الصناعة، مشيرا إلى أنه يجرى تطوير هذه الصناعات بمركز اخميم لأنها منتجات تراثية وحضارية تعبر عن عبق التاريخ وطورناها بما يتناسب مع الأسواق العالمية وذهبنا بهذه المنتجات من خلال جهاز المشروعات الصغيرة لمعظم الأسواق العالمية منها دول أفريقية وعربية وأوروبية.
وتابع، أن هناك طلب كبير على هذه المنتجات فى خارج مصر ولكن السوق المحلى أيضا يستوعب الكثير من هذه المنتجات وهناك منافذ كثيرة لبيع منتجات اخميم ونأمل أن يكون لنا منافذ فى كافة المحافظات ومحافظ سوهاج خاطب بعض المحافظين لعمل منافذ ثابته فى كافة المحافظات وكان هناك استجابة من محافظ الإسكندرية ودمياط وبورسعيد والمنيا لعمل معارض ثابته.
تركيب المجسمات الخشبية داخل الزجاج
صناعتى الرسم على الرمال وتركيب المجسمات الخشبية التاريخية داخل الزجاجات..هكذا لخص إبراهيم عنتر صاحب الـ 32 عاما مهنته والتى لا يعلم عنها الكثير منا أى معلومات وتندرج تحت بند المشروعات الصغيرة، ويقول عنتر، إنه يرسم على الرمل منذ 7 سنوات ويركب المجسمات داخل الزجاجات ويشير إلى أن مهنته غير متعارف عليها فى مصر لكنها تحظى باهتمام كبير فى الخارج، مشيرا إلى أنه شارك فى معرض البحرين وكان هناك اقبال على منتجانته.
تركيب الأشكال داخل الزجاج
وأضاف أن تلقى دعم من جهاز المشروعات الصغيرة عبر المشاركة فى المعارض الخارجية والمشاركة فى عدد كبير من المعارض الداخلية دون أن يدفع مقابل لذلك، لافتا إلى أنه شارك مع جهاز المشروعات الصغيرة فى معرض بالبحرين وأخر فى شرم الشيخ.
جهاز المشروعات: دعم الحرف بـ 130 معرض جديد و 6 معارض خارجية
ووفق دوره المنوط به، يسعى جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة لدعم هذه الحرف والمهن التراثية بهدف الحفاظ عليها وتحقيق أكبر استفادة للاقتصاد من عودتهم مرة أخرى للمنافسة بمنتجاتهم - بحسب نيفين جامع الرئيس التنفيذى لجهاز المشروعات الصغيرة- والتى ترى أن هذه المهن والحرف التراثية والتاريخية جميعها مشروعات صغيرة وهى عصب عمل الجهاز ويدعمها بصورة كبيرة جدا سواء بالقروض المباشرة أو دعمهم للمشاركة فى المعارض الداخلية والخارجية دون مقابل مادى.
وقالت نيفين جامع، إن الجهاز دعم مشاركة المهن العشرة السابقة فى معرض الخريف فى البحرين خلال الفترة من 24 يناير إلى 1 فبراير 2018 دون أى مقابل مادى منهم وحقق جميع المشاركين من مصر مبيعات جيدة جدا، مشيرة إلى أن الجهاز ينفذ استراتيجية طموحة فى 2018 لدعم المشرعات الصغيرة فى تسويق منتجاتها، وذلك من خلال المشاركة فى كبرى المعارض المحلية والدولية، أو إقامة معارض متخصصة لمنتجات تلك المشروعات، بما يتيح لها فرصة البيع المباشر للجمهور، أو إبرام تعاقدات داخلية وخارجية تساعدها على تطوير المشروعات واستمرارها.
الرئيس التنفيذى لجهاز المشروعات مع الزميل إسلام سعيد
وأوضحت جامع فى حديثها لـ"اليوم السابع"، أن عدد المعارض الداخلية التى شارك فيها الجهاز فى المحافظات خلال 2016 كانت 72 معرض وفى عام 2017 ارتفع الرقم إلى 118 ويتم تنظيمها بالتنسيق مع المحافظين واتحاد الغرف التجارية، وعدد المعارض الخارجية سجل 4 معارض فى 2017، وهناك عدد من المعارض الثابتة سنويا وكلها أنشطة تهدف فى المقام الأول لدعم هذه الحرف والمهن بخلاف القروض الميسرة لهم، كاشفة أن الجهاز يستهدف المشاركة فى 130 معرض عام 2018، وبالنسبة للمعارض الخارجية نستهدف المشاركة بـ 6 معارض خارجية.
وقالت الرئيس التنفيذى لجهاز المشروعات، أن الجهاز يحاول دائما أن لا يكلف العارضين أى مبالغ سواء بتحمله كافة تكاليف المعرض أو تحملها مناصفة مع الجهات المنظمة خاصة المعارض الخارجية والتى ترتفع فيها التكلفة، لافتة إلى أن الجهاز يعتمد على ميزانيته الداخلية وليس على ميزانية المعارض المخصصة لهيئة تنمية الصادرات.
الحرف التراثية، اخبار الاقتصاد، الصناعات اليدوية، المشروعات الصغيرة، صناعة الخوص، التللى