قبل سنوات ليست ببعيدة كان قلق الأهالى بشأن تعليم أولادهم لا يبدأ قبل السادسة أو الخامسة من العمر على الأقل، وعلى الأغلب كانت الخيارات محدودة، إما التعليم الحكومى أو التجريبى أو الخاص، وأيًا كان الاختيار بين الثلاثة فغالبًا ما يكون عامل المحيط الجغرافى هو صاحب التأثير الأكبر على الاختيار والقضية شبه محسومة، سنتقدم بأوراقه وسيتم قبوله هذا العام أو الذى يليه على الأكثر إذا لم يتم السن.
إلا أن الوضع فى السنوات الأخيرة بات أكثر تعقيدًا بكثير فما أن يبلغ الطفل الرابعة حتى يبدأ قلق الأسرة بشأن المدرسة التى يلتحق بها ويتصاعد القلق مع كل مرة يتقدم فيها لإجراء المقابلة ويتم رفضه. أما أسباب رفض قبول الطفل بالمدرسة خاصة الدولية وذات المصاريف الباهظة، فلم تعد بسيطة كالسابق: إما السن أو المحيط الجغرافي؛ وإنما أصبح من الصعب إحصاء الأسباب التى يمكن أن يرفض الطفل بسببها، خاصة أن بعضها يكون غريبًا وبعيدًا تمامًا عن المنطق.
وعن أغرب الأسباب التى تسببت فى رفض الأطفال فى "تنسيق الحضانة" تحدث أولياء الأمور لـ"اليوم السابع": "بنتى اترفضت فى مدرسة عشان رخمة وما بتضحكش" كان هذا السبب الأغرب للرفض الذى قابلته "نهال مرسى" وأكدته "سهام طلبة": "واجهت نفس الموقف، لكن نجحت فى إنى "أفكها" ودخلتها تانى ونجحت".
فصل حضانة
أما "محمد عبد الرحمن" فتم رفض ابنه رغم نجاحه فى الاختبارات لأن الأب والأم رسبا "عشان ما بنروحش مصيف"، تكرر الأمر مع "إيهاب حسن" فقد نجح الطفل فى الاختبارات ولكن الأم رسبت فرفضوه لأنها لم تتمكن من ترجمة المسمى الوظيفى للإنجليزية ويوضح "الأم معاها 2 ماجستير وتحضر الدكتوراه وتدرس فى الجامعة"، فيما واجهت "رشا" معضلة محيرة "رفضوه عشان ما لوش إخوات فى المدرسة. طب هو أول طفل المفروض أعمل إيه؟".
وتتوالى الأسباب الغريبة فابن "حسن محمد" تم رفضه لأنه كتب "بوست" على مجموعة على فيسبوك يسأل المدرسة جيدة أم لا، ولسبب مشابه تم رفض ابن "هبة حسين": "عشان أخدت صورة للمدرسة"، بسبب "فيسبوك" أيضًا تم رفض ابنة "ندى سعد" وتقول "كتبت بوست اسأل الناس أعمل إيه لأن المدرسة قالتلى البنت عاوزة summer course لوحدها راحت المديرة قالت لى إحنا خلاص مش عايزين بنتك فى المدسة وقالوا لى كمان المديرة اتضايقت وتعبت نفسيًا بسبب البوست ودا يعتبر تشهير".
"والده ووالدته منفصلين" كان هذا سبب الرفض الذى سمعته "إيمان محمود" من المدرسة الذى أرادت إلحاق طفلها بها وتتساءل مستنكرة "هل هذه طريقة لتقييم الطفل؟ من الممكن أن يكون الطفل مع أبوه وأمه ومحطم نفسيا؟ يجب أن توجد قوانين تدعم الطفل وتضمن معاملته بشكل آدمى فبعض الأطفال أيضًا رفضوا لأنهم غير مشتركين فى نادى!".
أطفال فى حضانة ـ أرشيفية
باستنكار مشابه تحدثت "يارا دعبس" عن تجربتها: " ابنى اترفض لأنه لسة داخل كى جى واتلخبط بين الـ 2 والـ 6" أضافت "هل منطقى أن يدخل طفل عمره 4 سنوات مقابلة ويكون على علم بالفعل بالحيوانات والفواكه والخضروات والأرقام ويكتب حروف بالعربى والإنجليزى وإلا يتم رفضه؟ ماذا ستعلمه المدرسة إذن؟".
من نفس المبدأ انطلق حديث "شيماء مصطفى" التى تساءلت: "ابنى اترفض لأنه أجاب على كل الأسئلة باللغة العربية، وهم يريدون الإجابات بالإنجليزية وهو يعرف الإنجليزية لكنه كان خجولاً ومرتبكًا خاصة أنهم أرادوا أن يأخذوه فى غرفة بعيدة عني؛ فرفضوه!". ولأن الأمر لا يحكمه أية قواعد تم رفض طفلة أخرى لأنها أجابت بالإنجليزية فتقول "مروة كريم": ابنتى رفضتها المدرسة لأنها قالت Cup بالإنجليزية وليس "كوباية".
لا تقتصر هذه المعاناة على المدارس الدولية أو المدارس فى المناطق الراقية فيقول "يوسف على": "المدارس اللغات الخاصة تشترط أن يكون الأب والأم تعليم عالى، وهذه المدارس فى مناطق عادية وشعبية" يضيف: "ذهبت لأكثر من مدرسة فى عين شمس والزيتون والسؤال الأول هو تعليم الأب والأم إيه؟ دون حتى مقابلة الطفل وإذا لم يكن تعليم عالى يقولوا لنا مع السلامة من على الباب".
انت مختلف.. أنت مرفوض
طفلة مصابة بمتلازمة داون
"هند أحمد" كذلك واجه طفلها الرفض لأنه لا يمشى وتقول "قالوا عشان نفسيته هتتعب لو شاف الاطفال قدامه بتمشى، وقالولى الحل إنى أقدمله منازل وانا رديت وقولتلهم نفسيته هتتعب لما يكون وسط الاطفال ومش هتتعب لما يقعد فى البيت مع أن ابنى لما عمل الانترفيو كان أشطر واحد بس نقول ايه بقى".
أما "ماهيناز عبدالحافظ" فتم رفض ابنها لأن لديه لثغة فى أكثر من حرف، وتقول "رغم أنى أبلغتهم أنه يخضع لجلسات تخاطب ومعى شهادة من الحضانة بأنه متفوق وهم نفسه اختبروه لكن رغم ذلك كل المدارس رفضته "بشياكة" بوضعه على قائمة الانتظار".
ولسبب أغرب وأكثر سطحية تم رفض ابن "أميرة محمد" التى تقول "لأنه خاف يروح مع المدرسة فصل لوحده يمتحن، وهو عنده 3 سنوات ونصف قالوا عليه انطوائى واترفض".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة