فى مذاكراته"الآن اتكلم" قال خالد محيى الدين: "حوالى العاشرة والنصف أعلن يوسف صديق الطوارئ فى قوات مقدمة كتيبة مدافع ماكينة وكان قائدًا ثانيًا لها، وكان معه الضابطان عبد المجيد شديد ومحمد السقا، وقبل ساعة الصفر وقف فى قواته خطيبًا، ولم يخف شيئًا، فقد القى خطابًا ناريًا مؤكدًا أنهم وأولادهم سوف يفخرون بما ينجزون الليلة".
ويضف محيى الدين: "تحرك طابور الكتيبة التى تمتلك نيران شديد ومدافع رشاشة ثقيلة عالية الكفاءة، وفى مقدمته سيارة جيب فيها القائمقام ( البكباشى فى ذلك الوقت) يوسف صديق ولدى خروجه المبكر فوجئ بالقرب من أبواب المعسكر باللواء عبد الرحمن مكى قائد فرقة المشاة الثانية فقام باعتقاله، وعند مدخل المعسكر كان هناك الأميرالاى عبد الرؤوف عابدين يسرع بعربته إلى الهايكستب فاعتقله أيضًا.. وسار موكب غريب جدا: سيارة جيب بها بكباشى، ثم سيارة أخرى فيها ترفع ببرق اللواء وبداخلها سجينان: لواء وأميرالاى، ثم طابور سيارات ومدافع ماكينة".
يوسف صديق
ما جاء فى شهادة خالد محيى الدين عن دور يوسف صديق فى الثورة تكاد تتفق أغلب الروايات التى كتبها ابطال ثورة 23 يوليو عنه دوره، الذى تبلور فى تحركه قبل موعده ساعة الصفر بساعة ونصف لتقويض ومباغته محاولة احباط "حركة نصر" المعروفة إعلاميا بحركة الضباط الأحرار، بعد وشاوية أحد الضباط عن ذلك التحرك إلى السرايا.
أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسى بقرار منح يوسف الصديق أعلى وسام مصرى قلادة النيل، من وجهة نظر الكثيرين الاعتبار لمكانة أحد أهم شخصيات ثورة 23 يوليو، كما حدث مع اللواء محمد نجيب الذى كرمه الرئيس لاحقًا بتسميه أحد أكبر القواعد العسكرية على اسمه.
وفى هذا الصدد أثنى المهندس أحمد بهاء شعبان، رئيس حزب الاشتراكى المصرى، على تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمنح قلادة النيل لأحد رموز ثورة يوليو وأعضاء مجلس قيادة الثورة العقيد أركان حرب يوسف منصور صديق، قائلا قرار الرئيس يؤكد على أن مصر لا تنس أبطالها وفرسانها.
وأوضح شعبان، لـ"اليوم السابع"، أن يوسف صديق أحد فرسان ونبلائها الذين كانوا سببًا رئيسيًا فى نجاح ثورة 23 يوليو، بخروجه المبكر قبل الساعة المحددة لتحرك الجيش المصرى نحو السرايا، مشيرًا إلى أنه بجانب دورة التاريخى كان مثقفًا وشاعرًا، ومترفعًا عن الخوض فى نزاعات الخلافات السياسية على حساب قضية الوطن.
عبد الناصر
وأشار رئيس حزب الاشتراكى المصرى، إلى أن قرار التكريم يدعو إلى للفخر، وأن ذاكره الوطن قادرة على التميز بين الغث والثمين، داعيًا إلى ضرورة النظر إلى احد القامات الفكرية وهو جمال حمدان المؤرخ والاستراتيجى الموسوعى الذى لم ينل حقه من التكريم والاحتفاء بشخصه لا فى حياته ولا بعد مماته.
وبدوره قال نبيل زكى المتحدث باسم حزب التجمع، إن تصدق الرئيس على منح قلادة النيل لأحد رموز ثورة يوليو وأحد أعضاء مجلس قيادة الثورة العقيد أركان حرب يوسف منصور صديق، قرار عظيم يُصحح خطأ تاريخى فى حق رجل نبيل وشجاع كان سببًا فى نحاج ثورة 23 يوليو.
وأوضح زكى، لـ"اليوم السابع"، أن 30 يونيو أعادت الحق الأدبى والمعنوى لكثير من الأبطال والفرسان المنسيين والذين تم تهميش دورهم وتاريخيهم، مشيرًا إلى تكريم الرئيس السابق عدلى منصور لمؤسس حزب التجمع خالد محى الدين أحد الضباط الأحرار ومنحه قلادة النيل، وأيضًا تسمية أحد القواعد العسكرية على اسم اللواء محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية بقرار من الرئيس السيسى.
وأكد المتحدث باسم حزب التجمع، على أن قرار تكريم يوسف صديق يحمل معنى أعظم من تكريم بطل، لتأكيده على أن الذاكرة الوطنية لا تنس ابدًا كل من قام بعمل وطنى عظيم وشجاع.
الضباط الأحرار
فيما قال المهندس صلاح عدلى رئيس حزب الشيوعى المصرى، إن تكريم يوسف صديق يستحق التقدير والإشادة لإحياء سيرة رجل أنقذ ثورة 23 حتى كتب لها النجاح بفضل نبلة وشجاعته وإقدامه.
وأضاف عادلى، لـ"اليوم السابع"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى بذلك التقدير العظيم ليوسف صديق، يعيد ثقافة إعادة كتابة التاريخ وإنصاف الشخصيات المنسية والتى طواها النسيان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة