عكس اللى شايفينه.. الشخص السيكوباتى أستاذ فى إخفاء العيوب.. فى الظاهر لبق ومهندم وأثناء الخفاء مجرم أو نصاب.. مؤذ لنفسه والآخرين.. والأطباء يوضحون أسباب المرض ويؤكدون: علاجه بالأدوية والجلسات النفسية

هل تعاملت من قبل مع شخصية "الشىء ونقيضة فى نفس الوقت"؟.. إذا كانت إجابتك نعم فأنت بحاجة للتعرف على نوع هذه الشخصية التى يطلق عليها فى الطب النفسى "السيكوباتية"، فهى الشخصية الأسوأ والأصعب والأكثر غرابة فى تاريخ المرض النفسى، ويكون هذا الشخص جامعا بين المتناقضات دون أن تشعر، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، فهو المغرور المتواضع، الشرير الطيب، والقاتل الحنون.

"

هذه الشخصية المتناقضة الخطيرة لها الكثير من السمات المرعبة، والتى جسدها الكثيرون فى أفلام السينما ليبهروننا بطريقة هذه الشخصيات فى التعامل مع ذاتهم ومع الناس، فهم يكرهون كل ما حولهم حتى أنفسهم، فأشهر المجرمين - باردى الدم - الذين اشتهروا بجرائمهم الباردة ويتلذذون بعذاب ضحاياهم شخصهم الأطباء بالشخصية السيكوباتية.

ولشرح أبسط عليك فقط أن تتذكر دور "الجوكر" الشهير للعبقرى "هيث ليدجر" فى فيلم "the darknight" فقط لكى تتجسد أمامك هذه الشخصية بكل تفاصيلها.

شخصية الجوكر

أنانى.. مستغل.. ذكى.. وكذاب

ومن ناحيته أوضح الدكتور أمجد العجرودى، استشارى النفسية رئيس المجلس النفسى، أن "السيكوباتى" هو شخص له الكثير من السمات المخيفة والحادة، وفى كثير من الأحيان يصبح خطرا، فهو شخص يتميز بالأنانية الشديدة والملحوظة، يسعى على الدوام لاستغلال من حوله مهما كان مقدار تعلقه بهم – وهو بارع فى ذلك – كما أنه شديد الكذب والتلفيق وحبك القصص الوهمية.

السيكوباتى.. حسن الهندام.. لبق.. يخفى وجهه الشرير

وعلى الرغم من كل تلك الصفات المخيفة السابقة إلا أن "السيكوباتى" يتمكن وببراعة من إخفائها وتغليفها بمظهر اجتماعى لا مثيل له، فيظهر لبقا جميلا يحسن هندامه، إلا أنه فى الحقيقة "مخادع كبير"، يستخدم كل من حوله لمصلحته الخاصة، ويخطط ببراعة فهو شديد الذكاء، ومغامر ومتهور إلى أقصى مدى، يرغب فى المتعة من أجل المتعة فقط.

وقد يتساءل قارئ، هل يشعر هذا الشخص بالذنب؟! فالإجابة يوضحها "العجرودى" مؤكدا أن السيكوباتى "ضميره فى إجازة" لا يشعر بالذنب ولا الألم للحظة، فهو يجد نشوته فى كسر القوانين والمشى ضد التيار، لا يشعر بمشاعرنا ولا يجد سلواه فى طريقتنا.

السيكوباتى 2

السيكوباتى.. فتش عن النشأة!

الأسباب التى تكون هذا الشخص "السيكوباتى" المرعب كثيرة، ولا شك أن طفولته لاقت الكثير من الأحداث التى جعلته بمثل هذا الكم من الكره لذاته والآخرين، فقد يكون تعرض للكثير من القيود والقوانين الصارمة فى صغره، أو نشأ فى جو إجرامى مشوه، أو رأى مواقف بشعة إجرامية أمامه، أو جو أسرى مفكك ومشوه وضار، ولا يستبعد الكثير من الباحثين أيضا أن الشخصية السيكوباتية لديها فى الأصل استعدادا جينيا لمثل هذا المسلك الشخصى الخطير.

علاقته الجنسية من طرف واحد.. منه وله فقط

فى علاقته الزوجية والجنسية يكتشف الطرف الثانى "سيكوباتية" شريكه بسهولة بحكم قربه منه، فهو شخص يمارس العلاقة الجنسية للتمتع الشخصى فقط، فلا يرى شريكه ولا يرى احتياجاته ولا يفكر فيها من الأساس، فهو شخص يصل للذته فقط، وهنا يشعر بالرضا لا أكثر، ففى العلاقة الجنسية يمارسها فقط لكى يصل إلى نشوته، ويجعل شريكه يرضخ لكل طلباته دون أن يفكر للحظة فيه.

السيكوباتية

علاجه صعب.. بس مش مستحيل

علاج مثل تلك الحالات حسب تأكيد الدكتور أمجد العجرودى يكون صعبا للغاية، وذلك لأن هذا المريض ينكر مشكلته ولا يشعر من الأساس أنه يعانى من أزمة، فهو يصنف كمريض "غير متعاون" مع معالجه النفسى، إلا أن هناك أملا فى علاج بعض الحالات القليلة، والتى يتداخل فيها أسلوب العلاج السلوكى والمعرفى، وهكذا مساعدة وثيقة للمعالج من أهل المريض.

سيكوباتى

الأدوية والأصدقاء والجلسات مثلث العلاج الفعال للسيكوباتى

ومن جهة أخرى وحسب موقع "mayoclinic" فالشخصية السيكوباتية علاجها صعب للغاية ولكنه ليس مستحيلا، وغالبا ما يلجأ هؤلاء المرضى للطبيب النفسى فى حال معاناتهم من أعراض معينة كالإدمان، أو رغبة فى التخلص من الاكتئاب على سبيل المثال لا الحصر، ويساعد العلاج النفسى والسلوكى هؤلاء فى التخلص من المشكلات التى يعانونها، كالقلق الزائد والشعور بالحزن والاكتئاب أو التخلص من الإدمان.

السيكوباتية 3

ويمكن علاج الشخصية السيكوباتية شريطة أن يكون على فترات طويلة ومتابعة لصيقة لمدة زمنية بعيدة، وكلما كان المريض متعاونا ويظهر رغبة تلو الأخرى فى التخلص من الأعراض التى يعانيها كان العلاج فعالا أكثر، لذلك يختلف العلاج من حالة إلى أخرى.

أما عن العلاج الدوائى، فحسب الموقع السالف الذكر، فالأدوية التى يصفها الطبيب النفسى للشخصية السيكوباتية تكون خاصة بعلاج الأعراض الظاهرة، كالاكتئاب والعنف والقلق النفسى، كما يساعده الطبيب زيادة قدرته على التحكم فى غضبه وعدائيته وعنفه تجاه الآخرين، ولا شك أن مشاركة أحد المقربين من أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو المحببين للمريض، يساعد بشكل كبير وفعال فى علاج السيكوباتى.