تمتد محافظة البحر الأحمر كشريط كبير على ساحل البحر الأحمر ويبلغ طولها 1080 كيلو متر، تبدأ من قرية الزعفرانة شمالاً التابع لمدينة رأس غارب حتى قرية رأس حدربة جنوبا على خط عرض 22 الفاصل بين مصر السودان، تضم 7 مدن هى رأس غارب والغردقة وسفاجا والقصير ومرسى علم والشلاتين وحلايب، اقدم تلك المدن هى مدينة القصير بكونها عاصرت جميع العصور.
من جانبه طالب أبو الحجاج العمارى الخبير السياحى، بوضع برامج سياحية أساسية والتسويق خارجيا للمناطق الأثرية بمدينة القصير" ساهو " قديماً، حيث تمتلك تلك المدينة آثار فرعونية ورومانية وعثمانية، وبأحيائها يمكن أن تغير مصير السياحة الثقافية فى محافظة البحر الأحمر من خلال وضع برامج لزيارة تلك الأماكن مرة أخرى.
وأضاف العمارى فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن مدينة القصير تمتلك مالا تمتلكه مدينة أخرى من مدن المحافظة، ولسيطرة السياحة الشاطئية على مدن المحافظة بينما هناك اختفاء كبير للسياحة الثقافية، حيث أن للفراعنة عدة أثار قديمة من بينها وادى الحمامات بطريق القصير - قفط وأقدم طرق الدولة الفرعونية.
وأوضح الخبير السياحى أن كذلك تضم المدينة القلعة العثمانية " الطابية" مقر حكم الدولة العثمانية، وكذلك دار حكم ابراهيم باشا، الذى اصبح مقرا لقسم القصير قديما؛ وشونة الغلال الشهيرة، فضلا عن كونها كانت بها أقدم الموانئ التى ينطلق منها الحجاج لزيارة بيت الله الحرام فى توقيت الحروب الصليبية.
من جانبه قال محمد ابو الوفا مدير أثار البحر الأحمر، أن استخرج من مدينة القصير، اقدم خريطة فرعونية فى العالم توجد بمتحف تورينو الايطالى، ترجع لعام 1318 قبل الميلاد وهى للملك سيتى الاول توضح جميع المسالك والضروب الجبلية لمناجم الصحراء الشرقية وبين من تلك الخريطة أن منطقة وادى الحمامات والتى تمثل قاعدة المثلث الذهبى الآن يوجد بها فيما يعادل 25 منجم من الذهب، وان الخريطة توضح الطرق إلى 130 منجم ذهب بينهم السكرى.
أضاف مدير إثار البحر الأحمر لـ"اليوم السابع"، أن عدم الأهتمام بتلك المناطق سياحيا يجعلها غير معروفة للكثير من بينهم المصريون انفسهم، مضيفا أن تلك المدينة تمتلك ما يؤهلها لتكون على رأس البرامج السياحية الثقافية.
وتابع: أن طريق القصير - قفط، الذى أطلق عليه طريق قدس الأقداس، أقدم وأول طريق فى العالم ربط بين نهر النيل والبحر الأحمر، مطالبا بوضع برامج سياحية وتسويق خارجى لتلك المناطق الأثرية القديمة، والتعريف بها فى الأسواق السياحية الدولية.
وأوضح مدير أثار البحر الأحمر، أن منطقة وادى الحمامات كانت قديما تسمى وادى الحمام أو الحمامات نسبة لوجود نقوش كثيرا للحمام على صخور للمنطقة والتى كانت ترمز إلى السلام.
أشار أبو الوفا إلى أن منطقة وادى الحمامات تمتلك 2340 نقشا فرعونيا، معظمها يرجع لسنة 2550 قبل الميلاد ويمتد الوادى لمسافة 9 كيلو متر، ويعد وادى الحمامات من ضمن المحطات الثمانية التى كانت تمتد من النيل للبحر الأحمر والذى كان يستخدمه الفراعنة وصولا للبحر للتبادل التجارى بينهم وبين دول افريقيا.
واستطرد: أن المحطات الثمانية التى كان يمر بها الفراعنة قديما على طريق قدس الاقداس الرابط بين قفط. القصير، وصولا للبحر هى كابتوس ووادى معتولة والدوى واودى الحمامات والسيالة والزرقاء والحمراء والقصير القديمة "ساهو".
كما أكد ابو الوفا أن عند قطع الصليبين فى توقيت الحروب طريق الحج إلى بلاد الشام اصبحت القصير محطة انطلاق الحجاج لبيت الله الحرام وكذلك من خلال مينائها كانت ترسل كسوة الكعبه فى 15 من شعبان كل عام بهذا اليوم يحتفل أهل القصير سنويا احياءا بارسال كسوة الكعبة من مدينتهم.
من جانبه قال بشار أبو طالب نقيب المرشدين السياحين، أن مدينة القصير تضم منطقة الفواخير الجبلية، غرب مدينة القصير، وتحديداً بطريق القصير قفط، كنيسة القديسة بربارة، التى تعد من أصغر كنائس مصر، شيدها المهندسون الإيطاليون عام 1916 عندما وصلوا للعمل بشركة فوسفات القصيرو أطلقوا عليها لقب " حامية العاملين بشركة الفوسفات".
واضاف نقيب المرشدين السياحين ل اليوم السابع، أن كنيسة القديسة بربارة، تعد من أصغر كنائس مصر، حيث اطلق عليها قديما كنيسة القديسة بربارة " حامية العاملين بشركة فوسفات القصير، وتقع داخل منجم الذهب بوادى الفواخير بطريق القصير قفط، سميت بأسم حامية العاملين بشركة فوسفات القصير.
وأوضح أن سبب بنائها أن عندما وصل المهندسون الإيطاليون للأستكشاف فى جبال البحر الاحمر لأنشاء اكبر شركة فوسفات فى مصر، قام المهندسين الإيطاليون بأنشاء كنيسة القديسة بربارة، لأقامة شعائرهم الدينية بها لبعض الكنائس الاخرى عن مكان تواجدهم.
وتابع: أن عرض الكنيسة لا يتعدى الخمس امتار وكذلك طولها، وتم تشيدها فى عام 1916، أى مر على بناءها 102 عام حتى الأن، مؤكدا أن سيتم ضمها للأثار الدينية خلال العام الجارى؛ بعد موافقة الوزارة لضمها.
وطالب ابو طالب وزارة السياحة بالتسويق لتلك المناطق التى تندرج تحت السياحة الثقافية، مؤكدا على أن هناك عدة اثار فرعونية ورومانية وعثمانية شاهدة على تلك العصور فى مدينة القصير القديمة.
القلعة العثمانية بالقصير
القلعة العثمانية " الطابية "
المخربشات الفرعونية بوادى الحمامات
احدى الرحلات الخاصة بوادى الحمامات
احدى الابراج الرومانية بطريق القصير قفط