قالت المستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا الأسبق، إن الشعب المصرى بفطرته أدرك أن ثورة 25 يناير قائمة على ثورة يوليو وهو ما يفسر رفع صور الزعيم عبد الناصر فى ميدان التحرير.
وقالت: إن الرئيس السيسي كان قائد جيش استدعاه الشعب حينما استشعر بالخطر على الدولة، وأضافت: يجب ألا يتولى حكم مصر شخص لا يعرف التاريخ والجغرافيا حتى لا يتكرر ما حدث خلال السنة السودة - فى إشارة إلى فترة حكم محمد مرسى.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التى أقيمت على هامش احتفالية مئوية الزعيم جمال عبد الناصر، بعنوان "عبد الناصر وأسئلة المستقبل" بحضور المستشارة تهانى الجبالى، الكاتب الصحفى أحمد الجمال، والدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث.
وقالت المستشارة تهانى الجبالى، إن ثورة يوليو عام 1952 لم تكن لحظة عابرة فى تاريخ النضال الوطنى ولكنها نتاج لمراحل النضال الممتدة والتى استطاعت أن تحقق نتائجها بإعلانها الانحياز لمشروع الاستقلال الوطنى لقيمة الأمن العربى المشترك.
وتساءلت تهانى الجبالى لماذا ظل وهج يوليو وصورة الزعيم عبد الناصر حاضرة وبدت فى اللحظات الحرجة وكأنها استدعاء لقيمة الوعى فى مواجهة الخطر، مشيرة إلى أننا أمة فى خطر فى مرحلة تكالبت قوى الشر على جثة الامة العربية وما يحدث حولنا هو حروب وجود.
وتحدث الكاتب الصحفى أحمد الجمال، عن الحقبة الناصرية، مستعرضا الأوضاع التى سبقت قيام ثورة 23 يوليو وما أسماه بولاء الأسرة الحاكمة للاحتلال الإنجليزى، قائلا: "لم تكن ثورة 23 يوليو وجمال عبد الناصر لقطاء فى تاريخ مصر ولكنها نتيجة نضال الشعب".
وأضاف أن التجربة أثبتت أن الأحزاب فى مصر لا تعيش وغالبا ما تفلس وأن المعضلة المستقبلية هو كيف نستطيع أن نصيغ معادلة سياسية فى حركة سياسية فى غياب الفرد التاريخى.
وعدًد "الجمال" المنجزات التى تم بنائها فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر من بناء مصانع وتأميم قناة السويس فضلا عن دور مصر فى التحرر الوطنى للعديد من الدول، مشيرا إلى أن المهاجمين للحقبة الناصرية تعاملوا معها بمنطق " البقال" والرأسمالية التى لا تعترف بدور ثورة يوليو فى ارتفاع مستوى شريحة الحاصلين على الشهادات العلمية فى كافة المجالات نتيجة الإصلاح الذى تبنته الثورة.
وقال الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث، أن الجماعة الإرهابية تسعى إلى تزييف الذاكرة التاريخية من خلال مليشيات إلكترونية تشوه كل المسلمات التاريخية.
وتطرق " شقرة" إلى الحديث عن الحقبة الناصرية ودوره فى إعادة توزيع الثروة بين المصريين والديموقراطية الاجتماعية التى حدثت، لافتا إلى أن الحديث عن الديموقراطية السياسية الوافدة على المجتمع فى غير محلها.