أشاد الدكتور عبد الله عتامنة كبير مستشارى رئيس الأركان الليبى والمستشار السياسى لرئيس مجلس النواب الليبى، ورئيس اللجنة السياسية والعلاقات العامة بالمؤتمر الوطنى الليبى الجامع، بالدور المصرى الإيجابى لتوحيد الجيش الليبى، مؤكدا أن التحرك المصرى إيجابى ويسعى لتحقيق الإصلاح السياسى والاقتصادى، موضحا أن توحيد الجيش الليبى بضوابط معينة ستطمئن كافة مؤسسات الدولة وسوف تعمل بشكل مستقل بدون أى ضغوطات من الميليشيات.
وأكد "عتامنة" فى حوار خاص لـ"اليوم السابع" خلال زيارته الخاطفة إلى القاهرة أن محاولات جماعة الإخوان فى ليبيا للوقيعة بين الشعبين المصرى والليبى ستفشل، موضحا أن القيادة السياسية المصرية والنخب والمفكرين والساسة تمكنوا من توحيد الجهد لدعم خيارات الشعب الليبى، موضحا أن مصر دولة عظيمة بشعبها وقيادتها ولن تنجح فى الوقيعة بين مصر وليبيا والشعبين مترابطين ولن يستطيع أى طرف الوقيعة بينهم.
وفيما يلى نص الحوار..
ما هى الملفات التى حملتها خلال زيارتك إلى القاهرة ؟
زيارتى إلى القاهرة تأتى فى إطار التحركات التى نقودها للتنسيق والتعاون مع الجامعة العربية لدعم حل الأزمة السياسية فى ليبيا، وهى ضمن زيارات لدول عربية منها تونس وقد عقدنا مؤتمرا صحفيا فى تونس حول "المؤتمر الوطنى الليبى الجامع"، فنحن مشروعنا وطنى وانحيازا مطلقا للمؤسسة العسكرية الليبية التى تحمى الأمن القومى العربى، والزيارة تأتى لتسريع وتفعيل التحركات العربية والمصرية مع المؤسسات الشرعية فى ليبيا، والحقيقة أن القيادة السياسية المصرية وشعب مصر يقدموا العون لليبيين لحل الأزمة الليبية سريعا.
حضرت للقاهرة بدعوة من رئيس الاركان الليبى والشخصيات البرلمانية العربية للقاء عدد من المسئولين لبحث الدفع نحو حل الأزمة الليبية، نحن نريد التعاون فى المجال العسكرى لتنشيط جهود توحيد المؤسسة العسكرية الليبية وأنا أتحدث هنا من الجانب السياسى وليس العسكرى.
ما رأيك فى اجتماعات القاهرة لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية؟ وما هو تأثير ذلك على المشهد السياسى؟
دور مصر إيجابى ومجهود نوعى لا يقل اهتمام عن الملفات السياسية والاقتصادية، واهتمام مصر فى محله لأنه بدون توحيد الجيش الليبى سيحدث تشتيت لتقييم الموقف الأمنى لليبيا، وأعتقد أن مصر ستعمل خلال هذه الفترة لتوحيد مؤسسة الجيش الليبى.
تحرك مصر مواز وإيجابى للتحرك الآخر وهو الاصلاح السياسى والاقتصادى، فلو تم توحيد الجيش الليبى بضوابط معينة ستطمئن كافة مؤسسات الدولة وسوف تعمل بشكل مستقل بدون أى ضغوطات من الميليشيات.
هناك شائعات تقودها جماعة الإخوان فى ليبيا للوقيعة مع مصر.. ما تعليقكم؟ وهل سيؤثر ذلك على العلاقات بين البلدين؟
مصر دولة مؤسسات متماسكة لها علاقات متميزة مع عدد من الدول ومنها ليبيا، وفى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والضغوطات التى تمارس إلا أن القيادة السياسية المصرية والنخب والمفكرين والساسة تمكنوا من توحيد الجهد لدعم خيارات الشعب الليبى ومصر دولة عظيمة بشعبها وقيادتها، أؤكد أن الشائعات التى تقودها الاخوان لن تثنى الدولة المصرية عن دعم ليبيا، لكنها لن تنجح فى الوقيعة بين مصر وليبيا والشعبين مترابطين ولن يستطيع أى طرف الوقيعة بينهم.
أنت تقود جهود للإعداد المؤتمر الوطنى الليبى الجامع.. كم استغرقت من الوقت له ؟ وما هو أهداف المؤتمر ؟
التحاقى بالمؤتمر الوطنى الليبى الجامع جاء منذ ثلاثة أشهر كرئيس للجنة السياسية والإعلام الخارجى والعلاقات، ورأيت أن المؤتمر يحمل عدة ايجابيات ولا تلتفت لها منظمات اقليمية ودولية، واستغربت من غسان سلامة الذى نادى بالمؤتمر الوطنى خلال مبادرته ومن المقرر أن يطلق المرحلة الثانية للمؤتمر، لا أحد ينوب عن الليبيين لتنظيم مؤتمر لحل مشكلاتهم، هناك سؤال لماذا اهتم غسان سلامة بالمؤتمر الوطنى الجامع ؟ فقد تفاعل المبعوث الأممى مع المؤتمر وكلف مركز الحوار الانسانى فى جنيف الذى نظم الجولة الأولى وسيتولى تنظيم المؤتمرات المقبلة ولن يحقق أى شىء.
هل ترى أن المبعوث الأممى لليبيا غسان سلامة التف على مبادرتكم حول المؤتمر الوطنى الليبى الجامع ؟
لا أريد أن أصفه بالتفات ولكن يمكن القول إنه لا يوجد اهتمام وقد يكون هناك مخاوف من هذا المؤتمر، وقد أجرى مركز الحوار عدد من اللقاءات والسؤال ما هى الإنجازات التى حققها مركز الحوار الإنسانى، وقال غسان سلامة فى إحاطته الأخيرة فى مجلس الأمن إنه جمع 2000 وثيقة والتقى 7 آلاف شخصية ليبية وجميعهم ليسوا ممثلين عن كافة مكونات الشعب الليبى، البعثة الأممية زارت عددا من المدن الليبية ولكن ما يقرب من 5 مدن.
هل ترى أن غسان سلامة فقد الحيادية كمبعوث أممى فى ليبيا ؟ وهل ترى أنه انحاز لفرنسا؟
بداية غسان سلامة تحرك بشكل صحيح ثم بدأ يتعثر حتى انحرف وتشتت جهوده حتى أصبح مرتبكا ومتناقضا، وهو يتوقع أنه وصل إلى كل الأطراف الليبية وهذه مغالطة، ووقعت البعثة الأممية أكثر من 20 خطأ، وقد يكون غسان سلامة أغفل لقاء هذه الاطراف ونتمنى أن يلتقى مع تلك الأطراف قبل أن يترك البعثة والذى بات قريبا.
أعتقد أنه تأثر بالمدرسة الفرنسية لأنه جزء منها وقد يكون قام ما فيه وسعه لتقريب وجهات النظر.
ما رأيك فى انسحاب القطرانى والمجبرى من عضوية المجلس الرئاسى الليبى؟
استمعت للبيان الصادر عنهما بخصوص انسحابهم من عضوية المجلس الرئاسى وشأنه شأن بيانات عدة تصدر فى البلاد ولكن تظل المنطقة الشرقية جزء لا يتجزأ من التراب الليبى وضمن السيادة الليبية، وعندما كان اتحاد الأقاليم الثلاثة جاءت ليبيا موحدة بالهوية والانتماء الدينى ولا يمكن أن تتجزأ أو تتفرق.
ننتظر موقف مجلس النواب الليبى وقيادة الجيش الليبى وأؤكد لك أنهم لا يسيروا فى مسار الفيدرالية أو التقسيم، والحقيقة أن جزء من الشعب الليبى فى المنطقة الغربية والشرقية لهم مطالب يجب القيام بها ويتحملها أعضاء المجلس الرئاسى الليبى، وأعتقد أن الدكتور فتحى المجبرى بقى لثلاث سنوات فى المجلس وهو نائب للسراج وهو وضع الاصلاحات الاقتصادية ويتحمل جزءا مما يجرى.
ما رأيك فى الصراع العسكرى بين إيطاليا وفرنسا فى جنوب ليبيا ؟
الشعب الليبى يتقبل الدور المصرى لحل الأزمة الليبية وكذلك دول الجوار الليبى وبعض دول حوض المتوسط، لكن أن تأتى فرنسا وتريد أن تعزز الثقافة الاستعمارية القديمة وتهيمن على جنوب ليبيا فهذا مرفوض، والمبادرة الفرنسية لن ترى النور لأن تشكيل المبادرة بدأ بشكل خاطئ، ومنذ عامين كان لإيطاليا اهتمام كبير بليبيا وحاولت التركيز العمل مع المجلس الرئاسى ومصراتة، ويبدو أن إيطاليا تريد إحياء النزعة الاستعمارية للدولة الليبية ولكن مثلما تحطمت على بنادق مجاهدى ليبيا قديما ستتحطم خلال الفترة الراهنة، التواجد الإيطالى مرفوض فى ليبيا بشكل كامل وانتقل الأمر بعد ذلك لفرنسا، أما الدور الألمانى والبريطانى هناك هدوء وحرص واتزان بعكس فرنسا التى دفعت لدعم قبائل التبو وبعض الأقليات وشكلت مناطق نفوذ لها فى الجنوب، وحاولت التواجد فى شرق وغرب ليبيا ولكنى لا أعتقد انها ستنجح مع حرص القيادة العامة للجيش الليبى فى التعامل مع القيادة الدولية، وانفراد فرنسا بالمبادرة الأخيرة دون التنسيق والتشاور بشكل مكثف مع أطراف فاعلة فى الملف ومنها مصر، وبالتالى تم اجهاض المبادرة التى لا توجد أى ضمانات لها.
ويجب أن تتعاون فرنسا مع الدول بعد فشل مبادرتها الأخيرة التى طرحتها، والولايات المتحدة وإيطاليا أيقنوا أن فرنسا تريد الاستفراد بالمشهد الليبى فى ظل تزايد الضغوطات الداخلية على باريس، وأتوقع أن زيارة وزير خارجية فرنسا جان إيفل ودريان ولقائه مع المشير حفتر ورئيس مجلس النواب الليبى ستفشل ولن تحقق أى جديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة