تفاجأ العديد من العلاقة التصالحية التى ظهرت بين الرئيس المكسيكى المنتخب اندريس مانويل لوبيز اوبرادور "أملو"، ونظيره الأمريكى دونالد ترامب، من خلال كونها أكثر من ودية واحتراما أكثر مما كان متوقعا، خاصة وأن اوبرادور يسعى للتوصل إلى مجالات للتفاهم مع ترامب من خلال رسالة تصالحية مثيرة للجدل، طالبا البدء بمرحلة جديدة فى العلاقات بين البلدين على أساس التعاون والازدهار.
وتحدث أملو عن بناء الجسور للتقدم فى المجالات الأربعة التى هى جوهر العلاقة الثنائية التجارة والهجرة والتنمية والأمن.
ووفقا لقناة "بى بى سى" فأنه تم مقارنة لوبيز اوبرادور مع ترامب، حيث أن كليهما تمكن من جعل المواطنين أولوية ويحل محل المؤسسة أو النظام السائد، رغم انتقاد العديد من المكسيكيين لاوبرادور على سياسته التصالحية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية رغم أنه كان معروف عنه أنه سيتبع سياسة صارمة مع ترامب بسبب القضايا المتعلقة بين الطرفين، مشيرة إلى أن العلاقات الأمريكية المكسيكية أصبحت تتلخص فى 5 نقاط رئيسية .
هذه هى النقاط الخمس الرئيسية للعلاقات الأمريكية – المكسيكية:
1- "الهجرة" مع خطة التنمية التى تشمل بلدان أمريكا الوسطى
يقول أملو إنه سوف يقترح الميزانية بحيث تساهم كل دولة وفقا لحجم اقتصادها وذلك لتنمية المنطقة. و75% من هذه الموارد سوف تستحدم لخلق فرص العمل ومكافحة الفقر، و25% لمراقبة الحدود والأمن وسيكون هذا بمثابة تغيير جذرى فى السياسات الحالية القائمة على الأمن بشكل أساسى.
وحافظ ترامب على خطاب مناهض للهجرة منذ مجيئه إلى السلطة، وأطلق حملات مثيرة للجدل مثل سياسة "عدم التسامح" الأخيرة، والتى من خلالها قامت السلطات الأمريكية بفصل الأبناء عن والديهم المهاجرين عند دخول البلاد، مما تسبب فى موجة من الانتقادات وأجبرته على وقف هذه الممارسات.
2- كل شئ ممكن حتى لا يضطر المكسيكيون إلى الهجرة بسبب الفقر أو العنف
كتب أملو إلى ترامب ما قاله عدة مرات سيكون أحد أهدافه الرئيسية "سنحاول جعل الهجرة اختيارية وغير ضرورية".
وقال إن حكومته ستفعل كل شىء ممكن للمكسيكيين للعثور على عمل ورفاهية فى أماكنهم الأصلية، "حيث تكون عائلاتهم وعاداتهم وثقافاتهم". وغالبية المهاجرين الوافدين إلى الولايات المتحدة هم من المكسيك وما يعرف باسم منطقة المثلث الشمالى فى أمريكا الوسطى: هندوراس وجواتيمالا والسلفادور.
3- طلب إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)
قال أملو لترامب "اعتقد أن إطالة عدم اليقين يمكن أن يبطئ الاستثمارات على المدى المتوسط والمدى الطويل، وهو ما يعيق النمو الاقتصادى فى المكسيك، وبالتالى استيراتيجية الحكومة التى سأقودها، والتى تسعى إلى خلق فرص عمل وظروف معيشية أفضل".
وقال إن ترامب حضه على تسريع المفاوضات من أجل تحديث اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، وكتب ترامب فى رسالة "اعتقد أن إعادة التفاوض الناجحة حول اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية ستؤدى إلى مزيد من الوظائف والأجور الأعلى للعمال الأمريكيين والمكسيكيين الذين يعملون بجد - ولكن فقط إذا تمت (هذه المفاوضات) بسرعة، وإلا فسيتوجب على سلوك طريق مختلف كثيرا وأنا لا أفضل هذا ولكنه سيكون أكثر فائدة بالنسبة إلى الولايات المتحدة ودافعى الضرائب فيها".
والرسالة التى تم إرسالها باللغتين الإنجليزية والإسبانية قرأها للصحافة مارسيلو ايبرار الذى سيتولى منصب وزير الخارجية فى الحكومة المكسيكية المقبلة.
وفى عام 2016، وصل تصدير السيارات وقطع غيار السيارات إلى الولايات المتحدة 94 ألف مليون دولار، والنقاط الأساسية هى أن الولايات المتحدة تطلب من المكسيك إنتاج سيارات ذات نسبة مئوية أعلى من أجزاء بلدها.
ومفاوضات نافتا بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك متوقفة منذ مارس الماضى بسبب الخلافات الكبيرة بين الدول الثلاث، ولكن أكبر العقبات فى إعادة التفاوض على نافتا، هو طلب كندا والولايات المتحدة من المكسيك زيادة الرواتب، ورفضت المكسيك القيام بذلك، وتعتبر الدول الشمالية أنها تتنافس بشكل غير عادل مع الأجور المنخفضة.
4- التركيز عل حظر الفساد
أكد رئيس المكسيك على ترامب أحد أهم وعوده الانتخابية، وهو ما أفاد الخبراء أنه سيفوز فى الانتخابات، فشدد أملو على أنه سيتمكن من حظر الفساد، والغاء الإفلات من العقاب، والعمل على التقشف وتخصيص كل ما يتم توفيره لتمويل تنمية البلاد.
فالفساد يعتبر أحد القضايا الكبرى فى الحملة مع مجتمع مكسيكى يطالب بمزيد من الشفافية، حيث أنه فى السنوات الست الماضية، ظهرت فضائح فساد كبيرة على جميع المستويات.
ووفقا للمعهد الوطنى للإحصاء والجغرافيا، بلغت تكلفة الفساد فى الحكومات المحلية فى عام 2017، ما يقرب من 7.218 مليار بيزو، أى حوالى 400 مليون دولار.
5- العديد من المشاريع الاقتصادية
وفى رسالته إلى ترامب ذكر أملو عدة مشاريع من شأنها أن تساعد على تحسين الاقتصاد فى المكسيك، من بينها تخفيض الضرائب وزيادة الحد الأدنى للأجور على طول أكثر من 3000 كيلومتر من الحدود مع الولايات المتحدة، وأيضا إلى "تشجيع الاستثمار، والتنمية الإنتاجية والتكنولوجية، وكذلك خلق فرص العمل".
وأيضا إنشاء ممر اقتصادى فى برزخ تيهوانتيبيك لتوحيد المحيط الهادئ مع المحيط الأطلسى "لتسهيل نقل البضائع بين دول آسيا والساحل الشرقى للولايات المتحدة الأمريكية". وبالإضافة إلى ذلك يقترح تعزيز السياحة فى منطقة البحر الكاريبى ومناطق أولميك وميان الأثرية عن طريق إنشاء قطار فائق السرعة على طريق كانكون - تولوم - باكالار - بالاكموول - بالينكو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة