أعدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) مشروع خطة عمل للقمة العربية الثقافية التى رحبت بعقدها القمة العربية الأخيرة فى "الظهران" وذلك بناء على مقترح المملكة العربية السعودية، وذلك لعرض هذا المشروع على الاجتماع المقبل لوزراء الثقافة العرب فى شهر أكتوبر المقبل المقرر عقده بمقر الجامعة العربية.
وقال الدكتور سعود هلال الحربى المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) فى تصريحات للصحفيين، اليوم الأربعاء، بمقر الجامعة العربية، إن المنظمة أعدت بالفعل مشروعا خاصا بالقمة العربية الثقافية والذى تم مناقشته مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وتم الاتفاق المبدئى عليه تمهيدا لعرضه على الاجتماع المقبل لوزراء الثقافة العرب منتصف أكتوبر المقبل بمقر الجامعة العربية.
وأضاف "الحربي" أن المشروع الثقافى العربى، الذى سيعرض على القمة العربية الثقافية المقررة، يكتسب أهميته لكونه ترجمة لقرار القمة العربية بعقد قمة عربية ثقافية وهى مسئولية على عاتق المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التى تقود قاطرة الثقافة والتربية والعلوم، ولدينا فكرة كبيرة تتعلق بالمسائل الثقافية والأمن الثقافى والاجتماعى.
وأشار إلى أن المنظمة تقوم باتصالات مع مختلف الدول العربية، وذلك تحت رعاية الأمانة العامة للجامعة العربية للإعداد الجيد لهذه القمة الثقافية.
وقال"الحربي" إن مشاركة القادة والزعماء العرب فى مثل هذه قمة ستكون رسالة دعم قوية للثقافة العربية بشكل كبير، مؤكدا على أن إذا كانت هناك إرادة لتطوير أمة فلا بد من تطوير ثقافتها ومنظومتها القيمية.
وأوضح أن الهدف من مثل هذه القمة، أن تكون أحد مخرجاتها وضع استراتيجية ثقافية عربية واضحة وواقعية ويكون تنفيذها من خلال الدول العربية دون إيجاد كيانات جديدة أو موازنات إضافية وذلك بهدف تحقيق الأمن اللغوى والثقافى والاجتماعى ومكافحة التطرف والغلو والإرهاب والعنصرية وعدم التمييز وهى الإشكاليات التى تواجه العالم العربى فى الوقت الراهن.
وأضاف أن الاجتماع المقبل لوزراء الثقافة العرب سيناقش عددا من المحاور منها ما يتعلق بالهوية العربية واللغة العربية ودور الإعلام والمثقفين العرب، معتبرا أن أزمة المنطقة العربية هى أزمة ثقافة باعتبار أن الثقافة هى أساس بناء المجتمعات، مؤكدا أن دور المنظمة هو توحيد الفكر العربى والسياسات الثقافية العربية فى إطارها العام .
وأشار إلى أنه تم إعداد أربع دراسات حول كل محور من محاور المؤتمر لتكون إرهاصات أولية للقمة العربية الثقافية المرتقبة .
وأعرب "الحربي" عن أمله فى استضافة دولة الكويت لهذه القمة العربية الثقافية التى تمثل حدثا ثقافيا كبيرا خاصة وأن الكويت من الدول التى لها باع طويل فى الاهتمام بالثقافة خلال السنوات الستين الماضية، منوها بإصدار الكويت لمجلات تهتم بالشأن الثقافى ومنها مجلة العربى ومجلة عالم الفكر ومجلة عالم المعرفة بالإضافة إلى سلسلة المسرح العالمى وكتب الأطفال.
وقال "الحربي" إن الحركة الثقافية الكويتية حركة رائدة وتستحق الإشادة خاصة وأنها مدعومة برعاية رسمية من الدولة وتتميز بأنها من أجل الثقافة فقط بعيدا عن السياسة ولم تكن لها علاقة بالسلطة السياسية أو تجمدها بل كانت تتولى ثقافة عربية خالصة حيث استطاعت خلال هذه السنوات أن تتناول التراث العربى والإسلامى بشكل علمى ومنهجى.
وأكد أن دولة الكويت من الدول المساهمة بشكل كبير فى نشر الثقافة فى المنطقة العربية ولهذا فإن احتضان الكويت لمثل هذه القمة العربية الثقافية سوف تساهم فى إنجاح تلك القمة خاصة وأن الحركة الثقافية فى الكويت مدعومة من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وهو راعى الثقافة منذ أن كان مديرا لإدارة الإرشاد والأنباء منتصف القرن الماضى، بالإضافة إلى وجود المؤسسات الثقافية الفاعلة مثل المجلس الوطنى للثقافة والآداب ومركز الشيخ جابر الثقافى وهى أحد الانجازات التى تفتخر بها دولة الكويت، فضلا عن تنظيم معرض الكويت الدولى للكتاب سنويا ومهرجان "قرين" .
وجدد "الحربي" ترشيحه دولة الكويت لاستضافة القمة العربية الثقافية المرتقبة خاصة وأن صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح فهو راعى للثقافة منذ منتصف القرن الماضى كما أن البنية التشريعية والمؤسسية فى دولة الكويت تدعم الكويت إلى جانب أن المظاهر الثقافية موجودة فى الكويت سواء كان على مستوى المسرح أو المتاحف أو الاصدارات الثقافية التى تعتبر رائدة فى الوطن العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة