كان "محمد بن طنج الإخشيدى" غلاما تركيا فى الجيش العثمانى لكنه تولى حكم مصر مكافأة له من الخليفة العباسى على تصديه لمحاولات الفاطميين دخول مصر، واستطاع، بعد 5 سنوات من حكمه، الاستقلال بمصر فى عام 940هـ.
تمر اليوم ذكرى وفاة محمد طغج الإخشيدى، مؤسس الدولة الإخشيدية التركية فى مصر، إذ رحل فى 25 يوليو عام 946م، عن عمر ناهز حينها 64 عاما، بعدما ولد فى 8 فبراير عام 882م.
وبحسب كتاب "الحلقة المفقودة والدين المختطف" للدكتور محمد فيصل، فإن محمد بن طغج، هو أول من أسس الدولة الإخشيدية فى مصر، وكان غلاما تركيا من المماليك وأصله من فرغانة فى أوربكستان، تولى حكم مصر فى عهد الخليفة أبو العباس محمد الراضى بالله، وهو ابن المعتضد الذى بويع إثر خلع الحرس التركى لأخيه القاهر بالله سنة 322 هـ، والذى عوقب لمحاولته رفض قرار الحرس التركى بسمل عينيه.
وعندما تولى محمد بن طغج أمر البلاد طلب من الخليفة الراضى، وهو طلب يرقى لمرتبة الأمر، أن يطلق عليه لقب الإخشيد، لأنه أراد أن يصل نسبه بالملوك الترك من أوزبكستان، إذ كان الملك هناك يلقب بالإخشيد.
وكان جده هو جف بن يلتكن وكان من أوائل الترك الذين خدموا مع المعتصم بن هارون الرشدى، وأبوه هو طغج وكان من المقربين من أحمد بن طولون، وذلك ما أن قويت شوكة إسحق بن كنداج نائب الموصل آنذاك حتى انتقل طغح إلى خدمته وخاصم بن طولون.
وبحسب دراسة للدكتور إبراهيم السيد شحاتة عوض، بعنوان "الحياة الفكرية فى عصر الدولة الإخشيدية"، فإن محمد بن طغج الإخشيدى، كنا غلاما تركيا من المماليك، خرج من بغداد إلى الشام، وكان فى خدمة أحمد بن بسطام والى خراج الشام، وعندما انتقل إلى مصر، وتقلَّد ولاية خراجها، صحب معه الإخشيد إلى أن توفى ابن بسطام عام 297هـ، وخلفه ابنه على بن أحمد بن بسطام على خراج مصر.
اتّصل محمد بن طغج بخدمة الوالى التركى "تكين الخزرى"، وأظهر اهتمامًا فى تلك الخدمة، واشترك فى مقاومة وصد الحملة الفاطمية الأولى على مصر سنة 302هـ، وأبلى فيها بلاءً حسنًا؛ فضمه تكين إلى صحبته، وقربه إليه، ولم تقتصر خدمة الإخشيد على تكين، وإنما دفعه طموحه إلى التقرب من الشخصيات البارزة القوية، والعمل على نيل ثقتها، فخدم مؤنس الخادم أثناء وجوده فى مصر لمواجهة الفاطميين، وكانت لها الفضل فيما بعد ليتولى حكم مصر.