يشهد متحف الفنون الجميلة فى الإسكندرية، غدًا الخميس، افتتاح معرض خبيئة المتحف، والذى يعرض مجموعة مهمة جدًا من الوثائق تم العثور عليها فى بدروم المتحف، وكشفت عن وثائق متعلقة بتاريخ المتحف والأعمال الفنية التى تعرض فيه.
من بين هذه الملفات التى تم العثور عليها ملفات كشفت عن اسم المتحف والذي كان فى السابق هو متحف فاروق الأول للفنون الجميلة، وتكشف تاريخ عظيم بكل ما تحمل الكلمة من معنى يرجع إلى أكثر من مائة واثنتى عشر عامًا من الأسرار كانت تختبئ بين جنبات المتحف العظيم.
"اليوم السابع" التقى بمدير متحف الفنون الجميلة، على سعيد، والذى تحدث خلال تصريحات لـ"اليوم السابع" حول كواليس اكتشاف خبيئة متحف الفنون الجميلة، وكواليس العمل على معرض "خبيئة المتحف" المقرر افتتاحه غدًا الخميس.
فى البداية قال على سعيد: حينما توليت منصبى فى مارس 2014، كان لدى العديد من التساؤلات التى أبحث عن أجوبة لها، ومنها أصل اللوحات والمقتنيات المعروضة فى المتحف، من أين أتت؟ وكيف وصلت؟، ولم يكن لدينا سوى مصدر وهو كتاب 80 عامًا من الفن لكمال الملاخ ورشدى إسكندر، وصبحى الشارونى، والذى يذكر فيه خلال صفحة ونصف من صفحات الكتاب أن شخصًا من ألمانيا يدعى إدوارد فريد هايم صاحب المجموعة الأصلية من الأعمال الفنية فى المتحف، ولم نكن نعرف من هو فريد هايم، ولا نعرف كيف قام بإهداء هذه الأعمال إلى المتحف، لم تكن لدينا المعلومات الكافية حول ذلك، وأيضًا كنا نعرف أن الأرض التى يقام عليها المتحف، هى ملك للبارون منشا، والبارون هو لقب وليس اسم، وأيضًا لم نعرف عنه أى شىء هو الآخر.
وتابع على سعيد: بعد مرور عام على تواجدى فى منصبى، جاء إلينا باحث أرمينى يدعى "هيرنت" لديه معلومات يرجحها ويتكهن بالأخرى، دون أن تكون هذه المعلومات التى أفادتنا موثوقة، وفى يوليو 2017، طلب منى العمال فى المتحف أن أتفقد بعض الأوراق فى البدروم قبل التخلص منها، وكانت فى أغلبها سجلات حضور وانصرف ودفاتر الأمن المتعلقة بالزائرين، منذ فترة التسعينيات وما قبلها أيضًا، ومن المفترض أن يتم التخلص من هذه السجلات بعد عدد من السنوات، ثم وجدت من بين هذه الدفاتر والسجلات "كرتونة" مغلقة، ولما قمت بفتحها وجدت ما يشير إلى أن هذا المتحف كان من قبل يسمى متحف فاروق الأول، وهى معلومة يعرفها الباحثون.
وأشار على سعيد إلى أنه من بين الوثائق التى وجدناها، ما يتعلق بإهداء الأرض لبناء المتحف، ومحاضر الإهداء، ومحاضر لجنة إنشاء المتحف، ومن قام بجمع اللجنة الاستشارية، ومن قام بتكوينها؟ فمثلاً ضمت اللجنة من رواد الفن التشكيلى الكبار محمود سعيد، ومحمد ناجى.
كما أشار على سعيد إلى أنه من خلال الوثائق تعرفنا على مدار المتحف والمدة الزمنية لكل مدير، فقد كانت لدينا بعض الأسماء المعروفة، وأيضًا علمنا أنه كانت هناك قاعات بأسماء فنانين مثل قاعة محمد ناجى، وهناك وثائق حول المكاتبات بين المتاحف حول بعض المقتنيات، ومتحف الفن الحديث، حينما كان محمد ناجى، ويوسف كامل، وغيرهم رؤساء له.
من أبرز وأهم ما تم إيجاده ضمن هذه الوثائق، قال على سعيد: وجدنا وثيقة إهداء الأرض، وقبول البلدية للإهداء، وهذا بالنسبة لى هو الاكتشاف، وكذلك الجلسات الأولى التى عقدت لتأسيس المتحف، والهبات التى عرضت وحالات القبول والرفض، ومن اللافت أيضًا أن المتحف فى البداية كان يحمل اسم الفنون الجميلة، ولأسباب أخرى مذكورة، حمل اسم فاروق الأول، من بين هذه الأسباب، هو إطلاق اسم صاحب العزة على المتحف ليتلقى المتحف هبات لها ثقل، وهو ما حدث بالفعل، فحينما قيل بأن المتحف فاورق سيقوم بافتتاح المتحف، تلقى المتحف مجموعة كبيرة من الإهداءات من الأعيان، وبعد ثورة يوليو عاد اسم المتحف إلى الفنون الجميلة، وفى فترة من إحدى الفترات قام محافظ الإسكندرية، بإطلاق اسم حسين صبحى وهو أول محافظ للإسكندرية فى الخمسينيات على المتحف تقديرًا لجهوده فى إعادة إنشاء المتحف.
وحول أبرز الأعمال التى تلقاها المتحف بعد إطلاق اسم الملك فاروق عليه، قال على سعيد: لم نقم حتى الآن بالانتهاء من حصرها أو معرفة أبزر الإهداءات، فمازلت عملية الحصر جارية حتى الآن.
أما عن الأسباب التى دفعته لعمل معرض "خبيئة المتحف"، فقال على سعيد: كان من الممكن ألا يعرف أى أحد بهذه الأوراق، فهذه الأوراق غالية الثمن، وكان من الممكن بمنتهى السهولة أن أقوم بأخذها والاستفادة منها بأى طريقة فيما بعد، إلا أننى أردت "فضح الدنيا"، وأن يتم إدراج هذه الأوراق فى العهدة بـ"الورقة"، مشيرًا إلى أنه يتم حاليًا العمل على رقمنة هذه الأوراق، التى تم الانتهاء مما يزيد على 50% منها.
وحول عملية تأمين ومراقبة رقمنة الأوراق قبل إدراجها فى عهدة المتحف، أوضح على سعيد أن هذه العملية تتم من خلاله شخصيًا، لافتًا إلى أنه يعمل مع فريق يثق فى أمانته العلمية والمهنية ولولا هذه الأمانة لكان من الممكن ببساطة شديدة أن يتم تقسيم الأوراق بينهم مثلاً، إلا هذا الفريق يدرك ويعى جيدًا أهمية الأمانة العلمية التى يحملها.