فى حلقة جديدة من حلقات الاعتداء على المقدسات الإسلامية بمدينة القدس الشريف، اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك من جهة "باب المغاربة" بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلى الخاصة، وقال شهود عيان إن شرطة الاحتلال أغلقت باب المغاربة عقب انتهاء فترة الاقتحامات الصباحية للمسجد الأقصى من قبل المتطرفين اليهود.
وباب المغاربة هو المدخل الجنوبى الشرقى لمدينة القدس، يقع بين باب النبى داود والباب المزدوج "بوابة خلده المغلقة"، ويعد أحد أبواب السور القديم الجنوبى للبلدة القديمة، وأحد أبواب المسجد الأقصى الغربية، وأقرب الأبواب إلى حائط البراق.
اغلاق باب المغاربة
وبحسب كتاب "جوهرة القدس" للدكتور إبراهيم الفنى، فإن الباب هو عبارة عن المقطع الصخرى الذى يتجه من القدس العليا إلى المسجد الأقصى، وهو أحد مخارج القدس، ولم يكن مدخلا للمدينة سوى فى العصر الإسلامى، حيث بنى الأمويون ضاحية الوليد وعزز النمط المعمارى لهذه البوابة العصر الأيوبى.
ويروى أن الإمبرطور جوستنبان أقام عام 549م آبارا عدة وفتح شارعا يربط بين باب المغاربة وكنيسة نيا التى بناها بالقرب من بركة سالومى، فة نزلات وادى القدرون ولهذه تم فتح مدخل غربى لباب المغاربة وسمى باب المسلخ.
وبحسب "موسوعة المصطلحات والمفاهيم الفلسطينية (ص122)"، للكاتب محمد اشتيه، فإن الباب له عدة أسماء منها باب سلوان لأنه يؤدى إلى قرية سلوان وباب القمامة أو الزبالة، أما الاسم الأكثر شهرة فهو باب المغاربة الذى يعود اسمه نسبه إلى حارة المغاربة التى كنت من قبل المغاربة والأندلسيو المجاورين فى بيت المقدس، والتى أزيلت بالبلدوزرات فور احتلال إسرائيل لمدينة القدس.
باب المغاربة
وبحسب كتاب "بيت المقدس فى القرآن والسنة" فإن هذا الباب يعتقد بأنه دخل منه النبى محمد إلى المسجد الأقصى فى رحلة الإسراء والمعراج، استنادا للآية الكريمة: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا".
ويشار إلى أن الخليفة الراشدى الثانى عمر بن الخطاب، عندما فتح المسلمون بيت المقدس، وحضر أمير المؤمنين لفتح المدينة، انتظر إلى الليل ليدخل من المكان الذى دخل منه رسول الله، وكانت له علامة، فى حديث رسول الله،: "ودخلنا المسجد من باب فيه تميل الشمس والقمر".
باب المغاربة كما يبدو من خارج الأسوار
وهذا الوصف لا ينطبق على أى باب، فانتظر الفاروق إلى الليل ولأن الليل هو وقت إسراء الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يرى هذا الوصف، فى أى باب فما كان إلا باب المغاربة التى تطابق عليه الوصف، فسمى بباب النبى محمد، وهكذا اختار عمر بن الخطاب هذا الباب، الذى شهد رحلة الرسول إلى السماء، ليكون أول دخوله إلى ساحة الحرم القدسى.