تمكن العلماء من العثور على بحيرة جوفية شاسعة تحت سطح جليد المريخ، الأمر الذى يعتبر تقدما علميا كبيرا فى مساعى البحث عن آثار وجود حياة على الكوكب الأحمر.
وذكرت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية، أن الاكتشاف الذى أُعلن عنه اليوم الأربعاء، يمثل المرة الأولى التى يتم فيها رصد مسطح مائى مستقر على المريخ، ليحل جدلا قائما منذ عقود حول ما إذا كان هناك أى وجود للمياه على الكوكب.
ووفقا للعلماء المسؤولين عن الاكتشاف، تقع البحيرة الشاسعة تحت القطب الجنوبى للمريخ وتمتد على مسافة 20 كم، وعلى عمق 1.5 كم تحت الجليد.
وكانت الأبحاث قد أشارت إلى أن المريخ كان أكثر دفئا ورطوبة فى الماضى البعيد ويحوى مسطحات مائية، حسبما تدل قيعان البحيرات ووديان الأنهار الجافة التى تبدو ظاهرة على سطحه، وكانت هناك بعض العلامات على وجود المياه السائلة حاليا ومنها المنحدرات المريخية التى هى محل جدل، لكن لم يتم العثور من قبل على مسطحات مائية مستقرة.
وتوصل العلماء إلى الاكتشاف باستخدام الرادار المريخى المتطور وجهاز الموجات الصوتية (مارسيس) والمزودة بهما سفينة الفضاء (مارس إكسبريس) التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، والتى تبث نبضات رادارية تخترق الغلاف الثلجى للمريخ.
وقام العلماء يفحص البيانات التى تلقوها من مركبة الفضاء على مدار 3 سنوات ونصف، ووجدوا اختلافا جذريا فى إشارات الرادار فى هذه المنطقة، التى تقع على عمق 1.5 كم تحت سطح الكوكب الأحمر.
وقضى الباحثون عامين للتأكد من أن تلك البيانات لم تكن نتيجة مؤثرات أخرى، وتمكنوا فى النهاية من استبعاد أى تفسير آخر لما رأوه بخلاف أنها مياه سائلة من نوع ما.
وتشبه البيانات التى حصلوا عليها تلك الناتجة عن تنقيب الرادار عن بحيرات المياه السائلة الموجودة تحت طبقات الجليد فى القطب الجنوبى على كوكب الأرض، إلا أن المناخ أكثر برودة على المريخ مما يجعل اكتشاف المياه السائلة أمرا أكثر إثارة للدهشة.
وأشار الباحثون إلى أنه لا شيء مميزا يوجد فى تلك المنطقة التى عُثر فيها على المياه، بخلاف أن الرادار كان أكثر حساسية فى تلك المنطقة مما يعنى بالنسبة لهم أنه قد توجد خزانات جوفية أخرى فى أنحاء المريخ.
ويقول رئيس فريق العلماء روبيرتو أوروسى صاحب الاكتشاف: إن ما يتبقى أمامهم الآن هو أن يروا ما إذا كان هناك المزيد من خزنات المياه الجوفية التى سيتم العثور عليها، أو إن ما كُشف عنه اليوم هو مجرد ظاهرة شاذة.
وتابع أنه حال الكشف عن بحيرات أخرى ووجود شبكة من البحيرات تحت الجليد كالموجود على الأرض، فإن ذلك قد يشير إلى أن الماء ظل موجودا من ملايين السنين أو حتى منذ 3.5 مليار عام عندما كان المريخ كوكبا أكثر قدرة على استضافة الحياة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة